حكايات ألف ليلة وليلة .. حكاية الوزير نور الدين وشمس الدين أخيه (4)

الإثنين، 20 مايو 2019 05:00 م
حكايات ألف ليلة وليلة .. حكاية الوزير نور الدين وشمس الدين أخيه (4) حكايات ألف ليله وليله
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الليلة الماضية حكت شهرزاد أن العفريت أخذ حسن ابن نور الدين لمصر وجعله يتزوج من ابنة عمه، لكنه فى الليلة نفسها عاد به إلى دمشق وهناك عمل مع رجل طباخ.
 
وفى الليلة الثالثة والعشرين قالت: بلغنى أيها الملك السعيد، أن السائس الأحدب لما كلمه الوزير لم يرد عليه فصرخ عليه الوزير وقال له تكلم وإلا أقطع رأسك بهذا السيف، عند ذلك قال الأحدب والله يا شيخ العفاريت من حين جعلتنى فى هذا الموضع ما رفعت رأسى فبالله عليك أن ترفق بى، فلما سمع الوزير كلام الأحدب قال له ما تقول فإنى أبو العروسة وما أنا عفريت، فقال ليس عمرى فى يدك ولا تقدر أن تأخذ روحى فرح حال إلى سبيلك قبل أن يأتيك الذى فعل بى هذه الفعال فأنتم لا تزوجونى إلا بمعشوقة الجواميس ومعشوقة العفاريت فلعن الله من زوجنى بها ولعن من كان السبب فى ذلك,
 فقال له الوزير قم واخرج من هذا المكان فقال له هل أنا مجنون حتى أروح معك بغير إذن العفريت، فإنه قال لى إذا طلعت الشمس فاخرج وروح إلى حال سبيلك، فهل طلعت الشمس أو لا؟، فإنى لا أقدر أن أطلع من موضعى إلا إن طلعت الشمس.
فعند ذلك قال له الوزير من أتى بك إلى هذا المكان، فقال إنى جئت البارحة إلى هنا لأقضى حاجتى وأزيل ضرورتى، فإذا بفأر طلع من وسط الماء وصاح وصار يكبر حتى بقى قدر الجاموسة، وقال لى كلاماً دخل فى أذنى فخلنى وراح لعند العروسة ومن زوجنى بها فتقدم إليه الوزير وأخرجه من المرحاض فخرج وهو يجرى وما صدق أن الشمس طلعت وطلع إلى السلطان وأخبره بما اتفق له مع العفريت، وأما الوزير أبو العروسة فإنه دخل البيت وهو حائر العقل فى أمر بنته، فقال يا ابنتى اكشفى لى عن خبرك فقالت أن الظريف الذى كنت أتجلى عليه بات عندى البارحة وأزال بكارتى وعلقت منه وإن كنت لم تصدقنى فهذه عمامته بلفتها على الكرسى ولباسه تحت الفراش وفيه شيء ملفوف لم أعرف ما هو.
 
لما سمع والدها هذا الكلام دخل المخدع فوجد عمامة حسن بدر الدين ابن أخيه، ففى الحال أخذها فى يده وقلبها وقال هذه عمامة وزراء إلا أنها موصلية، ثم نظر إلى الحرز مخيط فى طربوشه فأخذه وفتقه وأخذ اللباس فوجد الكيس الذى فيه ألف دينار ففتحه فوجد فيه ورقة فقرأها فوجه مبايعة اليهودى واسم حسن بدر الدين بن نور الدين البصرى ووجد الألف دينار فلما قرأ شمس الدين الورقة صرخ صرخة وخر مغشياً عليه، فلما أفاق وعلم مضمون القصة تعجب وقال لا إله إلا الله القادر على كل شىء.
 وقال: يا بنت هل تعرفين من الذى أخذ وجهك؟ قالت لا، قال إنه ابن أخى وهو ابن عمك وهذه الألف دينار مهرك فسبحان الله، فليت شعرى كيف اتفقت هذه القضية، ثم فتح الحرز المخيط فوجد فيه ورقة مكتوباً عليه بخط أخيه نور الدين المصرى أبى حسن بدر الدين فلما نظر خط أخيه أنشد هذين البيتين:
أرى آثارهم فأذوب شـوقـا
وأسكب فى مواطنهم دموعي
وأسأل من بفرقتهم رمـانـي
يمن على يوماً بالـرجـوع
فلما فرغ من الشعر قرأ الحرز فوجد فيه تاريخ زواجه من بنت وزير البصرة وتاريخ دخوله بها وتاريخ عمره إلى حين وفاته وتاريخ ولادة ولده حسن بدر الدين فتعجب واهتز من الطرب وقابل ما جرى لأخيه على ما جرى له فوجده سواء بسواء وزواجه وزواج الآخر موافقين تاريخياً ودخولهما بزوجتيهما متوافقاً وولادة حسن بدر الدين ابن أخيه وولادة ابنته ست الحسن متوافقين فأخذ الورقتين وطلع بهما إلى السلطان وأعلمه بما جرى من أول الأمر إلى آخره فتعجب الملك وأمر أن يؤرخ هذا الأمر فى الحال، ثم أقام الوزير ينظر ابن أخيه فما وقع له على خبر فقال والله لأعملن عملاً ما سبقنى إليه أحد.
وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة