القارئ أشرف الزهوى يكتب: المرأة المعيلة

الثلاثاء، 21 مايو 2019 10:00 ص
القارئ أشرف الزهوى يكتب: المرأة المعيلة المرأة المعيلة - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المرأة المعيلة هى التى تعيش بلا نفقة ولا منفق فتضطر لإعالة نفسها وأولادها، وهى التى فقدت زوجها فتكون غالبا أرملة أو مطلقة أو مهجورة أو أقعد المرض زوجها فعجز عن العمل، فدخل ضمن من تعولهم، وأحيانا يكون الزوج بخيلا مقترا فتضطر الزوجة للعمل لتكملة النقص، وتفقد المرأة غير المتزوجة فى بعض الأحوال الأب والأخ فتضطر إلى العمل، وتبدو الصورة فى شهر رمضان أكثر وضوحا، حيث يتهافت أهل الخير إلى إخراج الزكاة والصدقات فيصطدم المجتمع بتفشى ظاهرة المرأة المعيلة وقد وصلت الظاهرة إلى أن ربع الأسر فى القاهرة تعيلها النساء، وتبذل المؤسسات الحكومية والجمعيات الخيرية جهدا كبيرا للمساعدة ومد يد العون، وقد توسعت المعالجة المجتمعية لهذه الظاهرة باهتمام الجهات الخيرية لمحو أمية المرأة المعيلة والرعاية الصحية وبرامج التأهيل لممارسة الأعمال البسيطة، وإنشاء المشروعات الصغيرة.

 وقد تتضاعف المعاناة عندما تضطر الزوجة الى العمل فى حالة مرض الزوج لكى توفر المآكل والملبس ومصاريف العلاج،  ويثبت الواقع الاجتماعى أن المرأة المعيلة تكون أكثر عرضة للأمراض نتيجة ما تتعرض له من ضغوط نفسية ولاسيما النساء ذات المسئولية الكاملة عن أسرتها، وأغلب تلك الأمراض تتركز فى القلق واعتلال المزاج.

 وتقع المرأة المعيلة فى خطأ شائع عندما تتولى قيادة الأمور، حيث تتحول الى شخصية ديكتاتورية وتتخذ كل القرارات دون مشورة أحد، وهذا ينعكس سلبا على الأبناء، فتفاجأ بهم عندما يكبرون وقد عجزوا عن اتخاذ القرارات الصائبة، وأصابهم التردد وضعف الشخصية، وتصاب الأم بالإحباط وتشعر أنها أضاعت عمرها هباء.

 إن ظاهرة المرأة المعيلة تحظى باهتمام رئيس الجمهورية شخصيا ولا يتوانى عن التصدى لها وإبرازها كأحد القضايا الاجتماعية التى تحتاج غلى تضافر الجهود، والمرأة المصرية الصبورة المجتهدة المثابرة لا تتوانى عن الكفاح من أجل توفير التكاليف المعيشية لأسرتها، ويبقى دور منظمات المجتمع المدنى والإعلام فى دعم هؤلاء السيدات العاملات من أجل لقمة العيش، والتى تستحق كل منهن أن نضعها فى المكانة اللائقة بها، وأن نصنع لها تمثالا من ذهب، ولا يجب أن تقتصر المساعدات على الماديات فقط بل يجب أن تكون النظرة الى المرأة المعيلة نظرة شاملة تضمن لأسرتها السلامة والأمان، لأن هذه المرأة التى تشقى من أجل تربية أولادها تعيش على أمل أن يشب أولادها رجالا لهم قيمتهم ومكانتهم فى المجتمع بعيدا عن الشعور بالدونية أو الضعف، لذلك كان لزاما على المؤسسات التربوية وعلماء النفس أن ينظروا إلى الأم بكل الاهتمام .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة