آية و5 تفسيرات.. ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا

الثلاثاء، 21 مايو 2019 10:00 ص
آية و5 تفسيرات.. ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا قرآن كريم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل اليوم السادس عشر من شهر رمضان المعظم سلسلة آية و5 تفسيرات ونتوقف مع قول الله تعالى فى الآية رقم 83 من سورة مريم "أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا".
 

تفسير القرطبى 

قوله تعالى: ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين أى سلطناهم عليهم بالإغواء، وذلك حين قال لإبليس واستفزز من استطعت منهم بصوتك. وقيل: أرسلنا أى خلينا يقال: أرسلت البعير أى خليته، أى خلينا الشياطين وإياهم ولم نعصمهم من القبول منهم. الزجاج: قيضنا. تؤزهم أزا قال ابن عباس: تزعجهم إزعاجا من الطاعة إلى المعصية. وعنه: تغريهم إغراء بالشر: امض امض فى هذا الأمر، حتى توقعهم فى النار حكى الأول الثعلبى، والثانى الماوردى، والمعنى واحد. الضحاك تغويهم إغواء. مجاهد: تشليهم إشلاء، وأصله الحركة والغليان، ومنه الخبر المروى عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قام إلى الصلاة ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء وائتزت القدر ائتزازا اشتد غليانها، والأز التهييج والإغراء قال الله تعالى: ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا أى تغريهم على المعاصى والأز الاختلاط. وقد أززت الشيء أؤزه أزا أى ضممت بعضه إلى بعض قاله الجوهرى. 
 

تفسير الطبرى

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ألم تر يا محمد أنا أرسلنا الشياطين على أهل الكفر بالله (تَؤُزُّهُمْ) يقول: تحرّكهم بالإغواء والإضلال، فتزعجهم إلى معاصى الله، وتغريهم بها حتى يواقعوها(أزًّا) إزعاجا وإغواء.
 
وبنحو ما قلنا فى ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا القاسم عن ابن جريح، قال: قال ابن عباس: تؤزّ الكافرين إغراء فى الشرك: امض امض فى هذا الأمر، حتى توقعهم فى النار، امضوا فى الغى امضوا.
 

تفسير ابن كثير 

وقوله: (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا) قال على بن أبى طلحة، عن ابن عباس: تغويهم إغواء. 
وقال العوفى عنه: تحرضهم على محمد وأصحابه. 
وقال مجاهد: تشليهم إشلاء. 
وقال قتادة: تزعجهم إزعاجا إلى معاصى الله. 
وقال سفيان الثورى: تغريهم إغراء وتستعجلهم استعجالا. 
وقال السدى: تطغيهم طغيانا. 
وقال عبد الرحمن بن زيد: هذا كقوله تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) [ الزخرف: 6 ]. 
 

تفسير البغوى

قوله عز وجل: (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين) أى سلطناهم عليهم وذلك حين قال لإبليس: " واستفزز من استطعت منهم بصوتك " الآية (الإسراء - 64 (تؤزهم أزا) تزعجهم إزعاجا من الطاعة إلى المعصية " والأز " " والهز ": التحريك أى: تحركهم وتحثهم على المعاصى. 
 

تفسير السعدى 

وهذا من عقوبة الكافرين أنهم -لما لم يعتصموا بالله، ولم يتمسكوا بحبل الله، بل أشركوا به ووالوا أعداءه، من الشياطين- سلطهم عليهم، وقيضهم لهم، فجعلت الشياطين تؤزهم إلى المعاصى أزا، وتزعجهم إلى الكفر إزعاجا، فيوسوسون لهم، ويوحون إليهم، ويزينون لهم الباطل، ويقبحون لهم الحق، فيدخل حب الباطل فى قلوبهم ويتشربها، فيسعى فيه سعى المحق فى حقه، فينصره بجهده ويحارب عنه، ويجاهد أهل الحق فى سبيل الباطل، وهذا كله، جزاء له على توليه من وليه وتوليه لعدوه، جعل له عليه سلطان، وإلا فلو آمن بالله، وتوكل عليه، لم يكن له عليه سلطان، كما قال تعالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة