تتصاعد الحرب التجارية بين أمريكا والصين بشكل ملحوظ، جراء القرارت الاقتصادية المتبادلة بين إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وإدارة شي جين بينغ رئيس الصين، وهو ما سيؤثر على حركة التجارة عالميا، حيث تبدأ الصين فى توجيه بضائعها لدول أخرى للتقليل من أثار قرارت ترامب، وكذلك خروج بعض الشركات من السوق الصينى هربا من الرسوم الأمريكية.
بداية التصعيد الأمريكى الصينى
التصعيد بين واشنطن وبكين ليس جديدا، لكنه سيناريو تكرر أكثر من مرة، وبدأ بقرار الرئيس الأمريكى بالربع الأول من 2018، بفرض رسوم جمركية على ورادات الحديد والألمونيوم القادم لأمريكا من عدد من الدول بينهم الصين ، وجاءت كالتالى 25% رسوم جمركية على وردات الحديد و10% على واردات الالومونيوم ، تلاها بفرض رسوم جمركية تصل قيمتها لـ 100 مليار دولار أمريكى على الصين، كطريقة للثأر من الصين لما قامت به من سرقة حقوق ملكية فكرية أمريكية فى مجال التكنولوجيا بحسب ترامب.
رد محدود من الصين على أول تصعيد من ترامب
وردت الصين بشكل ضعيف على قرارات ترامب فرضت الصين رسوم جمركية بنسبة 25% على 128 سلعة من الوردات الأمريكية، على رأسها لحم الخنزير والنبيذ، حيث تؤثر تلك الرسوم على الورادات الأمريكية بقيمة نحو 3 مليارات دولار، وأوضحت بكين وقتها أن الخطوة تهدف إلى حماية المصالح الصينية وتعويض الخسائرة الناتجة عن فرض رسوم جمركية أمريكية جديدة على الواردات الصينية.
تصعيد جديد بين أمريكا والصين
وقررت الصين فرض رسوم على قائمة من الواردات الأمريكية، وهى سلع بقيمة 60 مليار دولار، بنسبة تتراوح بين 5 و25% على نحو 5000 منتج أمريكى، وسيدخل القرار حيز التنفيذ فى 1 يونيو 2019، وذلك ردًا على إجراء سابق من قبل "واشنطن" بفرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية بنسبة تصل لـ10% وبقيمة تصل لـ200 مليار دولار.
وتمتلك الصين أكبر احتياطى من النقد الأجنبى فى العالم ، بأكثر من 3 تريليونات دولار، وقيمة احتياطيات "بكين" من الذهب تسجل 78.525 مليار دولار، مما يجعلها أبرز الدول المؤثرة فى القرار الاقتصادى العالمى.
هل تخرج الشركات من الصين هربا من رسوم ترامب؟
وقال الرئيس دونالد ترامب، إن الرسوم الجمركية التى فرضها على البضائع الصينية، تدفع الشركات إلى نقل نشاطها من الصين إلى فيتنام وبلدان أخرى فى آسيا.
وأضاف فى مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأحد، أن الولايات المتحدة لن تقبل بأى اتفاق غير كامل مع الصين، موضحا أن الطرفين كان "لديهما صفقة قوية للغاية (لكنهم) غيروها، قلت هذا جيد، سنقوم بفرض رسوم على منتجاتهم".
ويبلغ حجم الناتج المحلى الإجمالى للولايات المتحدة الأمريكية نحو 19 تريليون دولار، فى حين يبلغ حجم الناتج المحلى للصين نحو 12 تريليون دولار، والأخير يحقق نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة.
تأثير الحرب التجارية على الأسواق
وتؤثر الحرب التجارية على المستثمرين حول العالم ، مما يدفع مؤشرات أسواق المال والبورصات الكبرى إلى التراجع جراء حالة عدم اليقين من مستقبل الاقتصاد العالمى، ويمثل الاستثمار فى الذهب ملاذًا آمنًا، للمستثمرين فى أوقات الأزمات الدولية وفى الحرب التجارية، حيث تنخفض مخاطر الاستثمار به مقارنة بالعملات وأدوات الاستثمار الأخرى فى البورصات.
ومن المتوقع أن تستمر الحرب التجارية بين أمريكا والصين، وأن يتم فرض رسوم جمركية أخرى بشكل متبادل، فى إطار حرب فرض السيطرة على الاقتصاد العالمى، التى بدأت قبل أكثر من عام ونصف.
وتؤثر الحرب التجارية على معدلات النمو والبطالة وأرباح الشركات فى العديد من الاقتصاديات المرتبطة بالدول المتصارعة تجاريًا مما يرفع من التحديات الاقتصادية التى تواجه الاقتصاديات الناشئة حول العالم.
من الخاسر الأكبر من التصعيد؟
سجلت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، انخفاضا بنسبة 9% خلال الربع الأول من 2019، رغم أن صادرات بكين ارتفعت العام الماضي بنسبة 7%، لكن آثار الحرب التجارية بدأت تظهر بصورة واضحة على حجم المعاملات التجارية بين أمريكا والصين، خاصة وأن الأولى تعد أكبر شريك تجارى للصين.
وتتجه الشركات الأمريكية حاليا لأسواق بديلة بعيدا عن الصين، خاصة وأن الشركات دفعت قرابة 3 مليار دولار كتكاليف ضريبية نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة، بحسب إحدى الدراسات الأمريكية الحديثة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة