وسط مناخ الفوضى الذى يعم المشهد السياسى فى بريطانيا، على أثر الفشل فى التوصل إلى اتفاق حول الخروج من الاتحاد الأوروبى "بريكست"، باتت رئيسة الوزراء تيريزا ماى أقرب إلى الخروج من "10 داوننج ستريت"، بينما تزايدت التوقعات بشأن خليفتها المنتظر لقيادة المهمة الأصعب فى تاريخ بريطانيا الحديث.
وطرحت شبكة "يورو نيوز" الأوروبية تساؤلا عما إذا كان وزير الخارجية البريطانى جيريمى هانت خليفة "ماى" المحتمل. وقالت الشبكة فى تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، إن "هانت" أحجم أمس عن الكشف عن نواياه بشأن الترشح لمنصب رئيس الوزراء، قائلا إن التركيز يجب أن ينصب حاليا على تنفيذ الانسحاب من الاتحاد الأوروبى.
وبعد فشل محادثات رئيسة الحكومة مع المعارضة العمالية حول "بريكست"، أُضيف عامل جديد لتسريع استقالتها، خاصة أن رموزا فى حزبها يُطالبون بتلك الاستقالة. وبحسب الشبكة قال "هانت" لدى سؤاله عما إذا كان سيسعى للترشح لخلافتها: "علينا أن نرى ما سيحدث، وسيحين الوقت لمناقشة كل تلك الأمور التى يجب حسمها، لكن ما يريدنى الناس أن أركز عليه الآن أنا والجميع فى حزب المحافظين، هو تنفيذ الانسحاب من الاتحاد الأوروبى".
وردا عن سؤال عما إذا كان سيدعم الخروج من التكتل دون اتفاق، قال: "لن أؤيد أبدًا للخروج دون اتفاق، أعتقد أن الأمر سيُعرقل الاقتصاد بشدّة، والحقيقة أنه لا أحد يعلم بالتحديد ما سيحدث فى هذا السيناريو، لكن أعتقد أنه يمكنك خلال التفاوض إزاحة تلك الخيارات من على الطاولة".
كان عدد من السياسيين قد أعربوا عن رغبتهم فى الترشح لخلافة تيريزا ماى، غير أن المراقبين يرون أن وزير الخارجية السابق ورئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون، الذى أعلن الأسبوع الماضى نيته الترشح لمنصب رئيس الوزراء، هو الأوفر حظا لتولى زعامة حزب المحافظين وقيادة البلاد. وكان حزب العمال قد أعلن يوم الجمعة الماضى، وقف المحادثات التى بدأت مع "ماى" فى 3 أبريل الماضى بشأن اتفاق "بريكست"، بهدف التوصل إلى تسوية قبل حلول موعد الخروج، فى ضوء رفض مجلس العموم اتفاق الخروج الذى أبرمته ماى مع بروكسل أواخر نوفمبر 2018 ثلاث مرات، لكن الحزبين فشلا فى الاتفاق على القضايا الرئيسية، مثل مطلب المعارضة بشأن اتحاد جمركى بعد الخروج.
ويُشار إلى أن "ماى" وافقت الخميس الماضى على وضع إطار زمنى لمغادرة منصبها مطلع يونيو، بعد رابع وآخر محاولة لتمرير اتفاقها للخروج فى البرلمان، وتعهدت بالاستقالة بعد موافقة النواب على الاتفاق. لكن كثيرين داخل الحزب يريدون استقالتها إذا رفض البرلمان الاتفاق مُجدّدًا، بينما يطالب آخرون باستقالتها فورا، بعدما فشلت فى تنفيذ عملية الخروج من الاتحاد، التى أدخلت بريطانيا فى أسوأ أزمة سياسية تواجهها منذ الحرب العالمية الثانية.