تحديات عدة تواجه مواطنى دول غرب أفريقيا، مع تنامى التهديدات الإرهابية التى تشكلها التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم "بوكو حرام"، بالإضافة إلى التحديات الاقتصادية، ولكن تبقى المرأة فى تلك الدول بمثابة الخاسر الأكبر وراء تلك المشكلات التى تعد بمثابة حجر عثرة أمام محاولاتها للارتقاء بمستقبلها، فى ظل قيود مجتمعية، تزايدت حدتها بصورة كبيرة مع التوسع الكبير فى نفوذ الجماعات الإرهابية، والتى تحاول تقييد المرأة الأفريقية.
الطريق الصعب انطلق بخطوة اتخذتها فتاة كاميرونية، تدعى جالى أشيرى، عندما كان عمرها لا يتجاوز الـ17 عاما، حيث بدأت لعب كرة القدم فى الشوارع الترابية بالقرب من المنطقة التى تسكنها فى العاصمة ياوندى، فى حين استخدمت الأحجار لتصنع المرمى، لتضع النواة الأولى بصحبة زميلتها إيدا بوادجو، 16 عاما، فى تأسيس فريق نسائى لكرة القدم بالكاميرون.
بدأت الخطوات الأولى فى طريق الحلم، عبر تشكيل فرقا غير رسمية لأحياء العاصمة، لتظهر المواهب النسائية فى لعبة كرة القدم فى مباريات الشوارع ذات الإمكانات البدائية، ليلتقطها مسئولى أحد الأكاديميات المتخصصة، ذات الإدارة المحترفة، لإطلاق مبادرة تهدف إلى تعزيز تلك المواهب فى البلد الذى تعد فيه كرة القدم هى بمثابة اللعبة الشعبية الأولى، وإن كانت فى رؤيتهم أنها لعبة "للرجال فقط".
تقول أشيرى، فى تصريحات أبرزها موقع "نيوز تراست"، إنها اعتادت على التدرب مع الفتيان، إلا أنه لم يكن مسموح لها القيام بكافة التدريبات، بسبب نظرة المدربين لتركيبها الجسمانى باعتباره أكثر هشاشة من الرجال، إلا أن الأكاديمية ساهمت بدور كبير فى تغيير تلك الرؤية، حيث قامت بتمارين شديدة القسوة، للارتقاء بلياقتها البدنية.
عشق الفتاة الكاميرونية لكرة القدم لم يدفعها للتخلى عن تفوقها الدراسى، حيث أنها تحرص بصورة كبيرة على التواجد بالمدرسة بصورة دائمة، وهو ما يعتبره البعض تحديا أخر لها، فى ظل رؤية المتشددين المناوئة لتعلم الفتيات، حيث أنها تستعد حاليا لدخول امتحانات السنة النهائية من الباكالوريا، ولكن يبقى حلمها الوحيد، بحسب ما ذكرته أشيرى، وهو احتراف كرة القدم والالتحاق بأحد الأندية العالمية.
من جانبه قال أحد مسئولى الأكاديمية، ويدعى إيمانويل بيولو، أنهم يشرفون حاليا على تدريب أكثر من 70 فتاة، موضحا أنهم يتكفلون بتقديم كافة متطلبات التدريب خاصة بهم من ملابس وأحذية وغيره، خاصة وأن تلك الفتيات جئن من خلفيات فقيرة.
يتزايد الاهتمام العالمي بكرة القدم للسيدات ويأمل الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" أن يشارك أكثر من مليار مشاهد في كأس العالم للسيدات والمقرر أن تجرى فى شهر يونيو.