أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمى، ندوة بعنوان "الشباب المصرى: التكوين والمستقبل"، مساء أمس، وأدارها الدكتور أحمد زايد، أستاذ الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة، ومقرر لجنة علم الاجتماع بالمجلس.
وقال الدكتور هشام عزمى، ليس من قبيل المصادفة أن يكون الحديث اليوم عن الشباب؛ فهم ثروة الوطن وعمادة، كما أنهم يمثلوا القطاع الأكبر من الشعب المصرى، فتبلغ نسبتهم أكثر من 60 % من سكان مصر، وهم يمثلوا المستقبل كله؛ لذا فإن الدوله توليهم اهتمام غير مسبوق، ومظاهر الاهتمام كثيرة منها البرنامج الرئاسى، ومنتديات الشباب، والأكاديمية الوطنية للتاهيل وغيرها.
وأوضح الدكتور هشام عزمى، أنه يجب أن تمتد تلك الجهود لتشمل الجميع، بالإضافة إلى القضايا التى تخص الشباب، كالتعليم والتدريب والتأهيل وقضايا البطالة والتطرف والإرهاب والاستقطاب، ولا شك أن القضايا كثيرة، مما يطرح تساؤلات مهمة شتى؛ فكيف ينظر الشباب للمستقبل؟ وماذا ينتظر منه؟ واختتم حديثه مؤكدًا أن ندوة اليوم جمعت نخبة من المثقفين الذين لكل منهم خبراته الأكاديمية والحياتية المهمة، مما يساهم فى إثراء الحوار بشكل كبير.
ثم تحدث الدكتور أحمد مجدى حجازى عضو المجلس الأعلى للثقافة، حول الشباب المصرى وتناقضات الواقع، وقال إن هناك اعتبارات أولية فى تحليل جيل الشباب، وتمثل قضايا الشباب أحد القضايا الأساسية باعتبار أن جيل الشباب هو الذى يشكل الطاقة البشرية التى تملك مقومات القوة التنموية والحضارية، بالإنطلاق من مستجدات عصر تكنولوجيا التعليم والثقافة العابرة للقارات، والإعلام التفاعلى الجديد والرقمنة، وكذلك الدخول في خبرات الذكاء الاصطناعي.
وأكد الدكتور أحمد مجدى حجازى، على أن الحديث عن طاقة الشباب المصرى يحيى بدوره الحديث عن رصيد استراتيجى لثروة بشرية هائلة، تتطلب اهتمام أكاديمى ودراسات واقعية للوقوف على تصورات الشباب نحو ذواتهم وأوضاعهم وطموحاتهم وهمومهم ورؤاهم للعالم، وكذلك نخو نظرتهم للمستقبل ورؤاهم للأحداث العالمية.
أشار إلى تأثير ذلك على أوضاعهم الآنية والمستقبلية؛ فالحديث عن جيل الشباب هو حديث عن أجيال المستقبل والتحديات المتوقعة؛ فمنذ زمن ليس ببعيد كنا نعتقد أن معظم مشكلات الشباب والمظاهر السلوكية لهم، تذهب بمجملها إلى خلل وتناقضات فى سياسات المؤسسات والأنظمة العامة والفرعية فى المجتمع التى ينتمون إليها، وعلى رأسها الأسرة والنظم التعليمية والاقتصادية والسياسية، التى أنتجت ما نطلق عليه "الكيان الشخصى والاجتماعى للمواطن"، وهذا على النحو العام، وبطبيعة الحال هو ما يتصل بالشباب بشكل خاص.
وحول ما يخص الوقت الراهن، أوضح الدكتور أحمد مجدى حجازى، أنه وبفعل التقدم التكنولوجى وانتشار الفضائيات، ووسائل التواصل الاجتماعى، قد تبدلت الأحوال وأصبح الإعلام يرسم سلوكيات الشباب، بل ويسهم بفعالية فى تشكيل ملامح الشخصية، لدي شرائح الشباب بشكل خاص.
وقال الدكتور خالد عبد الفتاح، عضو لجنة علم الاجتماع بالمجلس، الذى جاءت مشاركته حول: "الشباب المصري: التكوين والمستقبل ملاحظات سوسيولوجية"، إنه وفقًا لعلم الاجتماع يعد الشباب ليس سوى مجرد كلمة، وهو ما يرجع لأن التعريف العمرى للشباب يطرح العديد من الصعوبات، فالحدود بين الأعمار لا تخبرنا أين تبدأ مرحلة الشباب وأين تنتهي لتحل محلها مرحلة الكهولة، كما أن الفئات العمرية ليست سوى نتاج اجتماعى ترتبط بسياقاتها التاريخية، وتتخذ أشكالًا متعددة ومتغيرة حسب الثقافات والمجتمعات، ولكل مجتمع مفهومه الخاص للشباب، كما أن لكل مجتمع شبابه ولكل شباب قضاياه وأسئلته.
وأكدت الدكتورة رانيا يحيى، عضوة لجنة الشباب بالمجلس، على ضرورة رسم ثقافة جديدة توضح كيفية التعامل مع الشباب، وذلك انطلاقًا من الدور الواقع على عاتق المجلس الأعلى للثقافة لوضع السياسات الثقافية لكل فئات المجتمع، والتى تعد فئة الشباب أهمها بطبيعة الحال.
ومن جانبه قال الدكتور مسعد عويس، عضو لجنة الشباب بالمجلس، إن الشباب المصري لطالما كان وسيظل في طليعة الكفاح الوطني، وذلك بفضل تواصل الأجيال ورسوخ مفهوم القدوة والمثل العليا من الأجيال السابقة، وأوضح أن ينبغى على الشباب أن يدرسوا التاريخ في مصر والعالم، وأن يتفهموا الواقع المعاصر، وأن يستشرفوا المستقبل في ضوء المصالح العليا للوطن، المتمثلة في تعاون وترابط الأطياف الوطنية كافة، دون أدنى تفرقة أو تمييز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة