أكد الدكتور طه على الباحث السياسى، أن الرئيس التركى يصر على مواصلة النهج الاستبدادى فى التعامل مع المعارضة، كما أنه يحرصُ على عدم الاستفادة من دروس الماضى القريب؛ فما أوصله إلى المأزق الذى يمر به وهو ما يعانيه من مرض "التمركز حول الذات" أو"تعاظُم الأنا" بعد أن ربط مشروع نهضة تركيا بشخصه، ليصبح كل معارضى سياساته بالضرورة معارضى الدولة التركية، ومن ثم فإنهم إما خونة أو إرهابيون.
وأضاف الباحث السياسى لليوم السابع، أن أردوغان يرفض الاعتراف بأن استبداده، وأزمته الاقتصادية كانا من بين الأسباب المباشرة للمأزق الذي تعيشه تركيا حاليا، والذى عبرت عنه الهزيمة النكراء التى مُنى بها أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" فى انتخابات المحليات التى أجريت فى 31 مارس الماضي، وبدلا من إعادة النظر فى التعامل مع الطيف السياسى التركى، يُصِرُ أردوغان على مواصلة استبداده، فرفض الاعتراف بهزيمته فى اسطنبول وضغط على المجلس الأعلى للانتخابات لاستصدار قرار بإعادة التصويت فى إسطنبول نظرا لما تُمَثِّله من أهمية فى المشهد السياسى التركى.
وتابع طه على: رغم ذلك فكلما اقترب موعد إعادة التصويت في 23 يوليو المقبل، زاد بطش أردوغان وتصاعدت وتيرة الاعتقالات في المجتمع التركي، وهو ما ظهرا بشكل أكبر خلال شهر مايو الماضي الذي يعرفه الأتراك بـ "مايو الأسود" نظرا لزيادة وتيرة استبداد أردوغان، حتى أن السلطات التركية اعترفت بذلك حينما أعلنت أعلى هيئة قضائية تركية أن الصحفيين "قدري غورسيل"، و"موراك أكسوي" بصحيفة جمهورييت التركية قد تعرضا لأقسى أنتهاكات حقوق الإنسان لمجرد أنهما انتقدا أردوغان، كما تصف مؤسسات حقول الإنسان العالمية تركيا بأنها "أكبر سجن للصحفيين في العالم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة