قد يبدو مصطلح "التنوع البيولوجى"، ثقيل وليس من السهل فهمه، لكنه ببساطة، يعنى الطبيعة، وجميع أشكال الحياة على الأرض، يعنى الغذاء الذى نأكله، ونضعه بشكل يومى فى أطباقنا، هو الماء الذى نشربه، والهواء الذى نتنفسه، وأكثر من ذلك، لأننا كبشر نمثل جزءا من التنوع البيولوجى، لذا فأن العالم كله يخُصص يوم 22 مايو من كل عام، للاحتفال باليوم العالمى للتنوع البيولوجى، وفى هذا العام تم اختيار شعار "طعامنا وصحتنا وتنوعنا البيولوجى"، للتأكيد على ارتباط الصحة والطعام بالبيئة، حيث أنه دون الطبيعة والتنوع البيولوجى، لا يمكننا الحصول على تغذية جيدة، والتى بدونها لا يمكن أن نتمتع بصحة جيدة.
وتشير كرستيانا باسكا بالمر، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجى، إلى أن النظام الغذائى العالمى يتدهور بشكل متزايد، حتى أصبح نصف سكان العالم يعانون من سوء التغذية، وبمعدل 2 مليار شخص، من بينهم 160 مليون طفل، يعانون من نقص التغذية، ويعانى عدد مماثل من زيادة الوزن أو السمنة، وذلك فى الوقت نفسه الذى يتم فيه إهدار وفقدان ما يقرب من ثلث جميع الأغذية المنتجة، نتيجة لتدهور الأراضى، أحد أبرز التهديدات التى تواجه التنوع البيولوجى، موضحة أن 75% من الطاقة حول العالم تنتجه 12 نوعا من النباتات، و5 أنواع من الحيوانات فقط.
وأكدت بالمر، على أنه للحد من فقدان التنوع البيولوجى، والتغيرات المناخية، لابد أن تلتزم الحكومات بالحفاظ على الموارد من الأراضى والمياه المستخدمة لإنتاج الأغذية، والحد من تلوث مياه الشرب، واستعادة المناظر الطبيعية الزراعية والبحرية، بجانب تنفيذ اجراءات لانتاج واستهلاك الأغذية الصحية الغنية بالفيتامينات والمعادن.
وأوضح تقرير للأمم المتحدة، إلى أن الأنشطة البشرية تهدد عددا أكبر من الأنواع الآن أكثر من أي وقت مضى، حيث أن 25 % من أنواع النباتات والحيوانات معرضة لخطر الإنقراض، وخلال الـ100 عام الماضية، اختفى ما يزيد عن 90% من أنواع المحاصيل، ونصف سلالات العديد من الحيوانات الأليفة، وذلك الانخفاض، يؤدى إلى إختفاء أنواع زراعية، والأطعمة، وبالتالى ظهور أنواع من الأمراض، مثل: السكر والسمنة وسوء التغذية، كما أنه له تأثير مباشر على إتاحة الأدوية التقليدية، كل ذلك يتطلب إدارة الغابات على نحو مستدام، ومكافحة التصحر، ووقف تدهور الأراضى وعكس مساره، ووقف فقدان التنوع البيولوجى.
كما أشار التقرير، إلى أن الحفاظ على التنوع البيولوجى، يوفر 37% من عوامل التخفيف الضرورية للحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض، موضحا أنه منذ عام 1990 فقدت الأرض 28.7 مليون هكتار من الغابات، التى تساعد على امتصاص انبعاثات ثانى أكسيد الكربون الضارة للغلاف الجوى، ومليون نوع من أنواع النباتات والحيوانات المُعرضة للإنقراض، وأكثر من 90% من الأرصدة السمكية البحرية إما يتناقص، أو يتعرض للصيد المُفرط.
أما عن وضع التنوع البيولوجى، فى مصر، فقد كانت مصر من أوائل الموقعين على اتفاقية التنوع البيولوجى، فى ديسمبر 1993، وعمل استراتيجية وطنية وخطة عمل للتنوع البيولوجى من 1997 حتى 2017، وأخيرا وضعت الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجى ضمن خطتها الاستراتيجية 2030، بالتزامن مع تأسيس شبكة مترابطة خاصة بـ30 محمية طبيعية تمثل 14% من مساحتها الكلية، والتى تمثل كل الأنظمة البيئية الهشة أو المهددة، لحمايتها والحفاظ عليها فى المحميات، بالإضافة إلى عمل برامج لرصد التنوع البرى والبحرى.
هذا بجانب تطبيق برنامج للسيطرة على التجارة غير الشرعية فى الحياة البرية، من خلال التنسيق مع شرطة البيئة، لشن حملات دورية على الأسواق الرئيسية فى القاهرة والمحافظات، وأماكن البيع كالمحال التجارية، والتعاون مع المجتمع المدنى، وإعادة ما يمكن عودته لبيئته أو وضعها بحديقة الحيوان، ورغم صعوبة المناخ الخاص بها، وجفافه إلا أن هناك تنوع بيولوجى كبير لديها، فلدينا 143 نوعا تصنف كأنواع ذات أهمية عالمية، و7 ثديات ليست موجودة فى العالم، أغلبها من القوارض كالعرسة المصرية، وخس الجبل".
كما تم إنجاز حزمة من التشريعات، مثل قانون لإنشاء هيئة للمحميات الطبيعية، وقانون التقاسم العادل للمنافع الناشئة عن استخدام الموارد الجينية، ويتم نظرها بمجلس النواب، وذلك للعمل على تحقيق التنمية المستدامة بالمحميات وعلاقتها بالتنوع البيولوجى، وتعميمه فى جميع القطاعات التنموية مثل الزراعة والثروة السمكية والسياحة.
ويوجد فى مصر أكثر من 4 آلاف و500 نوع من النباتات، بواقع "2365 من النباتات الزهرية، و2420 نوعا من الفطريات، و1483 نوعا من الطحالب، و111 نوعا من الثدييات، و109 أنواع من الزواحف، و9 أنواع من البرمائيات، وأكثر من 1000 نوع من الأسماك، 800 نوع من الرخويات البحرية، 1000 نوع من القشريات، أكثر من 325 نوعا من الشعاب المرجانية، ومن 10 آلاف إلى 15 ألف نوع من الحشرات، و480 نوعا من الطيور.
0.51499900_1550756260_0
Lemure-1