داخل قارب صغير بمياه نهر النيل بمدينة زفتى بمحافظة الغربية، يعيش "الريس سعيد" من أقدم صيادين السمك بمحافظة الغربية، يسعى يوميا لكسب الرزق الحلال هو وبناته منذ أذان الفجر وحتى غروب الشمس، حتى يستطيع مواجهة ظروف المعيشة بالرغم من ملامح الشقى التى تكسو وجهه، إلا أنك تراه مبتسما راضيا بما قسمه الله له .
التقى "اليوم السابع" بالريس سعيد الجمل والذى يبلغ من العمر 58 عام مقيم بقرية سندبسط التابعة لمدينة زفتى، لديه من الأبناء 6 جميعهم يعملون فى مهنة صيد الأسماك بالقوارب والشباك داخل نهر النيل، قائلا "ما أحلى الرزق الحلال الذى يأتى بعد تعب ومجهود كبير، ولكن يوجد له مذاق خاص لا يعرفه إلا من تعود عليه، وبالرغم من المعاناة الكبيرة التى يشاهدها، لا يعرف طريق لكسب المال غيره".
وأضاف نعيش داخل مركب صغيره سعيا وبحثا عن الرزق بصيد الأسماك، نقوم ببيع جزء من الأسماك ونأكل الجزء الآخر، ننتظر الرزق كل صباح بحيث أقوم بقيادة القارب وبناتى تقوم بفرد الشباك داخل المياه ودكها وجنيها فى النهاية وبداخلها ما قسمه الله لنا .
وأوضح أنه توجد فترات كثيرة لا يستطيعون تجميع كيلو واحد من الأسماك، والسبب فى ذلك هو قلة وجود الزريعة من الأسماك داخل مياه النيل، بحيث تقوم التجار ببيعها بمبالغ كبيرة لأصحاب المزارع السمكية، مطالبا بحماية الثروة السمكية داخل نهر النيل وتوفير زريعة الأسماك والتى يعيش عليها مئات الأسر وتعد مصدر الرزق الوحيد لهم.
وأشار أن بناته يشعرن بمعاناة وتعب كبير وشديد أثناء فترات الصيد، ولكنهن فى نفس الوقت يشعرن بسعادة كبيرة فى الحصول على الأموال ومساعدتى فى الإنفاق على الأسرة.
وأضاف أنه لا يريد شيئا من هذه الدنيا إلا زواج بناته وسترهن والاطمئنان عليهن، الأمر الذى أصبح صعب بالنسبة له بسبب ظروفه الصعبة.
وأوضح سعيد: أنه يقوم بدفع أموال التأمينات منذ أكثر من 30 عاما على أمل صرف معاش له، وعند ذهابه لإنهاء إجراءات المعاش أبلغوه بأنه لا يوجد له معاش، مطالبا اللواء هشام السعيد محافظ الغربيه بالتدخل ومساعدته فى إنهاء إجراءات معاشه حتى يستطيع زواج بناته .
واختتم كلامه قائلا "لا أحلم بشىء من هذه الدنيا سوى رد الجميل لبناتى لوقوفهن بجانبى ومساعدتى فى العمل بمجهود كبير يوميا لمدة تتعدى 12 ساعة حتى نستطيع جلب قوت يومنا، فهذا أقل ما يقدم لهم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة