جدل فى تونس بعد القبض على مجموعة أساتذة أفطروا فى نهار رمضان

الخميس، 23 مايو 2019 12:22 ص
جدل فى تونس بعد القبض على مجموعة أساتذة أفطروا فى نهار رمضان الشرطة التونسية - صورة أرشيفية
كتب- هاشم الفخرانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تسببت حادثة إيقاف شرطى لمجموعة من الأساتذة الجامعيين بتهمة المجاهرة بالإفطار فى رمضان، فى جدل كبير بتونس، حيث ندد نواب وحقوقيون بالاعتداء على الحرية الفردية التى يكفلها الدستور، فيما رحب رجال الدين بـأخلاق رجل الأمن المتمسك بدينه.

 

وبحسب ما ذكرته قناة "العربية" على موقعها الإلكترونى قال عبد المجيد الجمل، رئيس قسم التاريخ فى كلية الآداب فى صفاقس، وواحد من الأساتذة الذين تم إيقافهم فى تدوينة على صفحته بموقع "فيس بوك"، فإن عنصر أمن بالزى المدنى اقتحم، يوم الأحد، مقهى فى مدينة صفاقس، وطلب منه ومن زملائه إظهار هوياتهم الشخصية، ثم اقتادهم إلى مركز الأمن، قبل أن يطلق سراحهم رئيس المركز.

 

وأضاف الجمل، فى تدوينته، "ما نستنتجه مما حدث، أن مسألة الحريات الفردية تشهد ردة ما بعد الثورة وسنواصل النضال من أجلها، وبقدر احترامنا الكبير للعديد من رجال الأمن، فإن بعضهم، وأتمنى أن تكون أقلية مازالت تحتاج إلى مزيد من التكوين على المستوى القانونى والحقوقى".

 

وأثارت هذه الحادثة غضبًا تجاه تنامى مظاهر التشدد مع المفطرين فى رمضان، ومخاوف على حزمة الحريات الفردية التى ينص عليها دستور 2014، من تصاعد التيار المحافظ فى البلاد.

 

وتعليقًا على ذلك، اعتبر الناشط فهد عليبى، أن "حرية الضمير وحرية المعتقد بدأت تصطدم بالقوى المحافظة"، بينما تساءل المدوّن نادر همامى قائلاً "إلى متى ستتواصل هذه الممارسات التى تطلب فيها الهويات ويستدعى فيها الناس إلى مراكز الشرطة لأنهم يحتسون قهوة".

 

فى السياق ذاته، استنكرت نقابة الأساتذة بكليّة الآداب بصفاقس "اعتداء شرطى بزى مدنى على أستاذ"، وعبّرت عن رفضها "لأى شكل من أشكال التفتيش على عقائد المواطنين وإيمانهم".

 

كما طالبت النقابة بضرورة الدفاع عن مكاسب الانتفاضة، خاصة ما يتعلق بالحريات الفردية والجماعية وما نص عليه الدستور من حرية المعتقد والممارسات الدينية وحرية الضمير.

 

ومن جانبها، ندّدت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان فى بيان، بما اعتبرته "انتهاكا" للحريات الشخصية والحقوق الفردية لغير الصائمين خلال شهر رمضان، واستنكرت "التصرف غير اللائق" من أعوان الأمن خلال مداهمتهم للعديد من المقاهى المفتوحة صباحًا.

 

يذكر أن القانون التونسى لا يتضمن أى فصل يعاقب على الإفطار فى نهار رمضان، غير أنه خلال السنوات الماضية ومع وصول حركة النهضة إلى السلطة، ظهر اتجاه محافظ فى البلاد، يرفض أن تصل الحريات الفردية حد عدم صوم رمضان والمجاهرة بذلك أمام الملأ.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة