العاملون فى مجال مخلفات المحاجر لم يوقفهم ارتفاع درجات الحرارة خلال أيام شهر رمضان عن أداء عملهم، يتصببون عرقا لإنجاز مهامهم، رغم أنهم يعيشون بين الأمراض خاصة الصدرية والظروف المعيشية الصعبة.
دفعتهم الظروف وعدم توافر فرص عمل فى استكمال مسيرة آبائهم والعمل فى هز مخلفات المحاجر وبيعها كبودرة السيراميك والعلف، مصطحبين أطفالهم لمساعدتهم فى تلك المهنة الشاقة لتوفير القليل من المكسب المادى الذى يساعدهم على توفير احتياجات أسرهم.
وعلى الطريق الصحراوى الشرقى القديم الرابط بين محافظتى بنى سويف والمنيا، وعلى مشارف قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز ببا جنوب شرق محافظة بنى سويف، يعلو الغبار الناجم عن هز مخلفات المحاجر من إحدى الشون، ليسيطر اللون الأبيض على المنطقة كاملة.
والتقى "اليوم السابع" عمال تلك الشون، للتحدث عن تفاصيل عملهم وظروفهم الصحية والمعيشية.
وقال أبو جبل أبو سمرة، 44 سنة، من سكان قرية غياضة الشرقية التابعة لمركز ببا جنوب شرق محافظة بنى ولديه 7 من الأبناء: "أعمل فى مجال هز البودرة منذ نعومة أظافرى مع والدى، وعلمت أولادى المهنة لمساعدتى على ظروف الحياة".
وأضاف "أبو جبل": "نشتري مخلفات المحاجر من محافظة المنيا عبر سيارات نقل كبيرة تنقل إلينا المخلفات إلى قرية غياضة ونقوم بعدها بهز المخلفات يدويا وتحويلها إلى بودرة".
وتابع "أبو جبل": "المهنة صعبة جدا وأغلبنا مصاب بالأمراض الصدرية نتيجة استنشاق الغبار الناجم عن البودرة، لكننا لا نمتلك مهنة أخرى بخلاف تلك المهنة لأنها مهنة والدى".
وأكد العامل، أن مهنة هز مخلفات البودرة اليدوية لا تجد إقبالا هذه الأيام بخلاف السنوات الماضية، نظرا لظهور مصانع كبيرة تمتلك الماكينات الحديثة التى تجد إقبالا من التجار بخلاف الشون اليدوية، مطالبا بتوفير مصدر رزق ثابت حتى يتسنى له التوقف عن تلك المهنة الشاقة.
وأضاف محمود أبو سمرة، 30 عاما: "بنهز مخلفات المحاجر ونعبيها فى شكاير وبنبيعها للتجار على حسب الطلب، متابعا: "أعمل فى المهنة منذ عام 2004 وتعرضت لإصابة فى العمود الفقرى، وكنت أحتاج عملية جراحية إلا أن عدم قدرتى المادية حال دون إجراء العملية الجراحية".
وتابع "محمود" أنه يعمل ثلاث مرات أسبوعيا لعدم قدرته على العمل يوميا، مشيرا إلى أنه متزوج ولديه طفلين.
فيما قال الطفل يوسف أبو جبل، إنه يذهب يوميا للعمل مع ولده وفى أيام الدراسة يذهب للعمل عقب انتهاء اليوم الدراسى لمساعدة والده وأشقائه الستة، أما "عبد الرحمن" التلميذ فى الصف الرابع الابتدائى، فقد أكد أنه يحلم بمهنة أقل مشقة من حمل البودرة وهزها والتى تصيبه بآلام فى ظهره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة