مؤسس هواوى يهاجم ترامب: سياسيو أمريكا وقعوا في خطأ التقليل من شأن الشركة

الخميس، 23 مايو 2019 03:53 م
مؤسس هواوى يهاجم ترامب: سياسيو أمريكا وقعوا في خطأ التقليل من شأن الشركة هواوى - صورة أرشيفية
كتبت هبة السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال رن تزنفيه، مؤسس شركة هواوي، إن ما يجري بشأن قرار أمريكا، ليس بالمفاجأ تماماً، فالشركة توقعت حصول معظم هذه السيناريوهات واستعدت لمثل هذه التحديات، لكن ربما كان الجديد في الأمر التسارع الكبير في وتيرة الأحداث وتتالي مستجدتاها على أكثر من صعيد.
 
 
جاء ذلك خلال لقاء له مع مجموعة من الإعلاميين الصينيين، أمس لتسليط الضوء على موقف شركة هواوى، في مواجهة الأحداث المتسارعة التي تواجهها على خلفية قرار الحكومة الأمريكية بحظر العمل مع الشركة، ومنع الشركات الأمريكية من التعامل معها، وما تبع ذلك من إعلان عدد من الشركات الأمريكية الكبرى كشركة جوجل وقف أعمالها مع هواوي.
 
 
وأوضح رن تزنفيه، أن ما يجري حالياً خارج السيطرة كونه مدفوعا تماماً بدوافع الساسة الأمريكان، وأنه لا ينبغي لأحد بما فيهم الإعلام لوم الشركات الأمريكية التي أعلنت عن وقف تعاملاتها مع هواوي باعتبار ذلك كان لزاماً عليهم امتثالاً للأمر التنفيذي، وأن من تقع عليه اللائمة بالفعل هو السياسيون الأمريكان الذين يتبنون هذا الموقف، ولكن قد يكونوا قد وقعوا في خطأ التقليل من شأن هواوي، فالشركة كانت تعلم تماماً أنها ستصل إلى مفارق الطرق هذه مع الحكومة الأمريكية، وقد خططت مسبقاً لتكون جاهزة للتعامل مع مثل هذه الأحداث. 
 
 
وانتهز رن تزنفيه، الفرصة ليشكر الشركات الأمريكية على ما قدمته من دعم في مسيرة تطوير أعمال هواوي على مدى 30 عاماً، وقال من باب الاعتراف بالجميل بأن هناك العديد من الشركات الأمريكية التي كان لها الفضل بوصول هواوي لما هي عليه من الريادة العالمية، بما فيهم الشركات الاستشارية كشركة آي بي أم وأكسنتشر والشركات التي تزود هواوي بالمكونات الهامة من أمريكا وفي مقدمتها شركات الرقاقات.
 
 
ومع تأكيده على عدم التقليل من تأثير قرارات الحكومة الأمريكية وارتداداتها - إن تأكدت وثبتت - على بعض أعمال الشركة كمنتجات المستهلك، قال رن تزنفيه إنه يثق تماماً بقدرات الشركة وريادتها في مجالات عدة لن تتأثر بشكل سلبي كبير، وأن التأثير سيكون محدوداً لدرجة كبيرة على أعمال هواوي في مجالات جديدة وحيوية كتكنولوجيا الجيل الخامس التي تتربع هواوي اليوم على عرش ريادتها عالمياً، ولديها ثقة بأن منافسي الشركة لن يمكنهم اللحاق بركب ريادة الشركة لهذا المجال خلال العامين أو الثلاثة القادمين.
 
 
وأكد رن تزنفيه، أنه حتى لوثبت حظر توريد الشركات الأمريكية لهواوي، فلن تعاني الشركة من نقص حاد في التوريدات باعتبار أن لديها البدائل، فالشركة تعتبر اليوم على قائمة المصنعين العالميين لأكثر المكونات تطوراً وأهمية، وتمتلك كافة القدرات في هذا المجال، بما في ذلك إنتاج رقاقات تفوقت بها فعلياً العديد من الشركات، لكن في حال استطاعت الشركات الأمريكية الحصول على رخصة الحكومة الأمريكية لمتابعة التوريد لهواوي، فسيسر الشركة متابعة علاقاتها الطويلة الأمد مع شركائها من الشركات الأمريكية والشراء منهم مجدداً. 
 
 
 
وتابع وقد يكون أمر الحصول على رخصة الحكومة الأمريكية ليس بالأمر الذي يمكن تحقيقه بسرعة، لذا فإننا نعمل حالياً على تطبيق خطط أعمال المرحلة المؤقتة التي يمكنها التعامل مع الوضع الراهن. وتؤكد هواوي بأن علاقاتها مع الشركات الأمريكية علاقة وطيدة واستراتيجية طويل الأمد، لن يدمرها بالتأكيد قطعة ورقية تتمثل بأمر تنفيذي للرئيس ترمب.
 
 
وفي إشارة واضحة لثقة هواوي من تفوقها على الولايات المتحدة في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس وريادتها العالمية لهذه التقنية، قال رن تزنفيه، إنه لايعلم تماماً ما في مخيلة الساسة الأمريكان الذين يقودون الحملة ضد هواوي، لكنه يعتقد بأن لايجب على شركة هواوي أن تكون مستهدفة من قبل الحكومة الأمريكية لمجرد نجاحها في التفوق على الولايات المتحدة في تقنية الجيل الخامس، أو لاعتبارات صراعات تجارية بين الصين وأمريكا، فالأحرى أن يتعاون الجميع وأن تكون الحكومة الأمريكية منفتحة على الحوار والنقاشات البنائة المبنية على حقائق علمية وتكنولوجية، لا مجرد إدعاءات لايمكن إثباتها بأي دليل.
 
 
وعن رؤيته لارتدادات قرارات الحكومة والشركات الأمريكية على باقي الأسواق، قال رن تزنفيه، إنه لايعتقد بأن الدول الأوربية ستمشي على خطا الحكومة الأمريكية  في التشكيك غير المبرر والمثبت بهواوي أوحظر أعمالها، مؤكداً بأن شفافية هواوي وانفتاحها ليس لها حدود، وقد عبرت عن ذلك مراراً وتكراراً من خلال كافة مدراءها، وأنه إن كان لدى أي حكومة أو عميل وجهة نظر أو مقترح بخصوص أي شكوك حيال أعمال الشركة، فالشركة ستكون سعيدة جداً بالوقوف عند مثل هذه الأمور للتحقق منها ومناقشتها بشكل علمي ومنطقي، خارج نطاق أي من المحفزات أو الدوافع السياسية.   
 
 
ومن أهم الأمور التي أكد عليها رن تزنفيه خلال حديثة مع الإعلاميين في التعبير عن موقف الشركة القوي واستعدادها لأية مفاجئات وثقتها بالمستقبل، هو الخلفية القوية للشركة ومابنته على مدار سنوات طويلة في مجال البحث والتطوير، فقد اعتبر هذا المجال من المقومات الكبيرة ونقاط القوة التي تستند لها الشركة بالنظر للاستثمارات الكبيرة التي تضخها في البحوث الأساسية والمتخصصة، وهي بذور جيدة تذرع في بيئة خصبة أثبتت جدارتها مرات عديدة وأتت أكلها بشكل جيد، كما هو الحال في تكنولوجيا الجيل الخامس التي ساهمت هواوي في تطويرها وتربعت على عرش ريادتها عالمياً بفضل جهود البحث والتطوير المبكر، وقد ساهمت بوضع أكثر من 27 % من مقاييسها ومعاييرها العالمية. 
 
 
 
 ولدى هواوي اليوم أكثر من 26 مركز للبحث والتطوير في مختلف دول العالم، وأكثر من 700 عالم رياضيات و00 عالم فيزياء و120 عالم كيمياء يعملون لدى هواوي ويحاولون الوصول لاكتشافات تقنية جديدة تشكل علامات فارقة في مستقبل خدمة البشرية.
 
 
وفي سؤال له حول خطة الشركة لتغيير نهج حملاتها الإعلامية والتسويقية في مواجهة التحديات الحالية وضمان ثبات ثقة عملاء الشركة بها خارج السوق الصيني، قال رن تزنفيه، إن الشركة لم ولن تسعى لحل مشاكلها من خلال الحملات الإعلامية، بل من خلال إثبات مزيد من جدارتها على طريق توفير خدمات ومنتجات نوعية وذات قيمة مضافة بالنسبة للعملاء، والسهر على تحقيق أهداف أعمالهم وخططهم الاستراتيجية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة