تصاعدت أزمة الغذاء فى اليمن بعد السرقات الحوثية للمعونات الإنسانية التى تمثل طوق النجاة للشعب اليمنى، تعددت جرائم الحوثى ما بين اختلاسات وتزوير للاستيلاء عليها وتوجيهها للمجهود الحربى وهو ما كشفه برنامج الأغذية العالمى، محذرا على لسان مديره التنفيذى بوقف العمل الإنسانى إذا لم تتوقف الميليشيا عن جرائمها.
وبالرغم مما توصلت له مشاورات السويد من اتفاقيات آملة فى التزام الطرفين بها مما يسمح بدخول المزيد من المواد الغذائية عبر الميناء وإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية للوصول إلى المناطق التي لم تتمكن من الوصول إليها إلا أن الميليشيا الحوثية اتبعت أسلوبا اعتادته طوال 4 سنوات هى عمر الأزمة اليمنية، وهو المراوغة.
أساليب الحوثى للنهب
وكشف برنامج الأغذية العالمى عن حيل اتبعها الحوثى لتسهيل عملية نهب المساعدات الموجهة للشعب اليمنى بالمناطق الواقعة تحت سيطرته، حيث طلب من البرنامج التعاون مع منظمة تابعة للميليشيا لتسهيل سيطرتهم على شحنات الأغذية، كما كلفت الميليشيا زعماء القبائل بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها لإفشال وتعطيل عملية توزيع الإغاثات على المحتاجين من اليمنيين.
كما تقوم الميليشيا بتزوير سجلات المستفيدين من المساعدات بإضافة أسماء وهمية، كما تستغل المساعدات كورقة ضغط على البسطاء لإجبارهم على التجنيد .
وكنتيجة لسلوك الميليشيا أصبح هناك 12 مليونًا يعيشون فى مجاعة بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثى، بالإضافة لانتشار أمراض سوء التغذية.
برنامج الأغذية العالمى يحذر الحوثى
ووفقًا لقناة فرانس 24 فإن برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة، هدد بوقف توزيع المواد الغذائية فى مناطق سيطرة الميلشيات الحوثية، بسبب "اختلاسات" الحوثى، وعدم وصول المساعدات لأصحابها.
ووجه المدير التنفيذى لبرنامج الغذاء العالمى ديفيد بيزلى، رسالة تحذيرية إلى من يسمى بـ"رئيس المجلس السياسى الأعلى" لدى الحوثيين، مهدى المشاط، يدعوه فيها إلى التقيد بالاتفاقات، محذرًا من أنه إذا لم يتم تطبيق نظام اختيار المستفيدين والبصمة كما جرى التوافق عليه، فإن برنامج الغذاء العالمى لن يكون إلا أمام خيار تعليق توزيع الغذاء فى المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا .
وقد سبق أن أجرى برنامج الأغذية العالمي دراسة استقصائية على مستفيدين مسجلين أن العديد من سكان العاصمة لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية.
وفي مناطق أخرى، حُرم الجوعى من حصصهم بالكامل.
ويعتمد ملايين اليمنيين على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة في اليمن الذي مزقته الحرب الأهلية المريرة الدائرة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين.
وطالب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بوضع حد فوري للتلاعب في توزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في اليمن بعد الكشف عن أدلة تثبت حدوث هذه الممارسات في العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء أخرى من البلاد خاضعة لسيطرة حركة أنصار الله "الحوثيين".
الحوثى يبيع المساعدات
تم الكشف عن التلاعب في تخصيص مواد الإغاثة الغذائية في مراجعة أجراها برنامج الأغذية العالمي. وقد أجريت هذه المراجعة بعد تزايد التقارير عن عرض المساعدات الغذائية للبيع في أسواق العاصمة.
وقد اكتشف البرنامج هذا التلاعب من قبل منظمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين الذين يكلفهم بمناولة مساعداته الغذائية وتوزيعها.
المؤسسة المحلية تابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: "هذه الممارسات هي بمثابة سرقة الغذاء من أفواه الجوعى" وأضاف: "يحدث هذا في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يجدون ما يكفيهم من الطعام، وهذا اعتداء بالغ. يجب العمل على وضع حد فوري لهذا السلوك الإجرامي."
وخلال حملات الرصد التي أجراها برامج الأغذية العالمي، قام مسئولو البرنامج بجمع عدداً من الصور الفوتوغرافية وغيرها من الأدلة التي تثبت قيام الشاحنات بنقل المواد الغذائية بشكل غير مشروع من مراكز توزيع الأغذية المخصصة لذلك. كما اكتشفوا أيضاً أن مسئولين محليين يتلاعبون أثناء عملية اختيار المستفيدين ويتم تزوير سجلات التوزيع. وقد تم اكتشاف أن بعض المساعدات الغذائية يتم منحها لأشخاص غير مستحقين لها ويتم بيع بعضها في أسواق العاصمة لتحقيق مكاسب.
يعمل البرنامج حالياً على توسيع نطاق عمليات توفير المساعدات الغذائية لتصل إلى ما يقرب من 12 مليون شخص من الجوعى في اليمن. وكانت المساعدات الغذائية التي يقدمها البرنامج من العوامل الأساسية في تفادي حدوث المجاعة في اليمن، ولكن مع استمرار تدهور حالة الأمن الغذائي، تتزايد الجهود المبذولة لتقديم المساعدة بشكل كبير.
وقال: "أنا أطالب السلطات الحوثية في صنعاء باتخاذ إجراء فوري للتصدي للتلاعب بالمساعدات الغذائية والتأكد من أنها تصل لمن يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة." وأضاف: "إذا لم يحدث ذلك، فلن يكون لدينا خيار إلا التوقف عن العمل مع الذين يتآمرون من أجل حرمان أعداد كبيرة من المحتاجين من الغذاء الذي يعتمدون عليه. وفي الوقت نفسه، سنواصل التحقيق والعمل على معالجة هذه الثغرات التي أدت إلى مثل ما حدث من سوء استخدام للمساعدات الغذائية."
وفي المناطق المعرضة لمثل هذه الانتهاكات، يمارس برنامج الأغذية العالمي الضغط من أجل إصلاح نظام تقديم الإغاثة، ليتضمن المزيد من المراقبة المستمرة، وإصلاح عملية اختيار المستفيدين لضمان وصول الغذاء إلى من هم في أمس الحاجة إليه، وإدخال عملية التسجيل للمستفيدين على مستوى البلاد باستخدام التكنولوجيا البيومترية. وطالما قوبلت هذه التعديلات بمقاومة من السلطات الفعلية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
السفير السعودى: الحوثى دمية
ومن جانبه وصف سفير المملكة العربية السعودية باليمن، الدكتور محمد آل جابر، الحوثى بالدمية بيد إيران ويحرص على إخفاء ولائه وتبعيته لإيران، خاصة عن المُغرّر بهم والمخدوعين به، مُبطنًا استغلال أبناء اليمن لصالح مشروع النظام الإيرانى.
وأضاف أن عناصر الحرس الثورى الإيرانى وحزب الله، يحيطان بميليشيات الحوثى ويتحكمان فى مفاصلها، نتيجة للضغوط المتواصلة على إيران فقد لجأت الأخيرة إلى توظيفه كدمية لا يملك من أمره شيئا. متابعا: "ميليشيا الحوثى الانقلابية تُماطل فى تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وتتعمد إطالة أمد الأزمة لتضاعف من تفاقم الوضع الإنسانى".
وأكد "آل جابر"، فى تغريدة عبر حسابه الرسمى على موقع التدوينات القصيرة تويتر، أن الحوثيين يماطلون فى تنفيذ الاتفاق بتوجيه من طهران عبر عناصر الحرس الثورى الإيرانى وحزب الله الإرهابيين، الذين يحيطون به فى تزامن واضح، مع ارتفاع وتيرة الضغوط الدولية على نظام ولاية الفقيه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة