أعلن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، عن موافقة المجلس الأعلى للجامعات على إنشاء أول كلية للدراسات العليا فى مصر للنانو تكنولوجي بجامعة القاهرة، مؤكدا أنها خطوة جديدة وكبيرة على طريق التحول إلى جامعة من جامعات الجيل الثالث والعمل على توطين هذه التكنولوجيات الجديدة فى التعليم المصرى.
وأضاف الخشت لـ"اليوم السابع"، أنه فى بداية العام الجارى طرح فكرة العمل على إنشاء أول كلية للنانو تكنولوجي، ووضع أمام أعضاء مجلس جامعة القاهرة التصور للنقاش والدراسة، وتمت متابعة العمل بشكل مستمر من قبل مجلس الجامعة حتى تم الانتهاء من إحكام التصور وتجهيز كل ما يلزم من أجل إنشاء هذه الكلية الفريدة، حتى تمت موافقة المجلس الأعلى للجامعات.
وأشار الخشت، إلى أن كلية الدراسات العليا للنانو تكنولوجى تستهدف المساهمة في التنمية الشاملة بتنمية البحوث وخلق كوادر لوظائف المستقبل؛ لأن تكنولوجيا النانو هي أحدث التكنولوجيات الناشئة الواعدة التي ينتظر أن ترسم خارطة العلوم المستقبلية، وتكون قاطرة للاقتصاد العالمي؛ لما لها من تطبيقات مؤثرة فى مجالات إنتاج الطاقة، وتحلية المياه، وتخليق المواد الجديدة التي لها صفات فريدة يكون لها السبق في العديد من الصناعات الثقيلة ومواد البناء، كما تدخل بقوة في المجالات الطبية، والصيدلانية، وتصنيع الدواء، وعلاج وتصنيع الأسنان، وقطع الغيار الآدمية البديلة.
وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أنه لما كان لتكنولوجيا النانو من إسهامات هائلة في إيجاد حلول جذرية لمشكلات البيئة وتلوث الهواء والماء والتربة الزراعية وغيرها، كان التفكير في إعداد قاعدة عريضة من الباحثين والعاملين في هذه التكنولوجيا والتي تبدأ من إنشاء المؤسسات التعليمية المتخصصة التي تتمتع بإمكانيات متميزة ومنفردة في هذا المجال، موضحا أن جامعة القاهرة تنفرد بإمكانيات رفيعة المستوى من بنية أساسية وبشرية تمكنها من قيادة هذا القطار، ولديها المركز المصري لعلوم النانو تكنولوجي، الذي يتمتع يإمكانيات معملية بالإضافة الى وجود كوكبة من الخبراء من الأساتذة الباحثين في مختلف التخصصات.
وتدخل كلية النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة في قلب مرحلة الجيل الثالث من الجامعات لأنها تقوم على العلوم البينية المتعددة في الفيزياء والكيمياء وعلوم المواد وعلم الأحياء والهندسة، وربط هذه المجالات المستقلة معا في تقنية النانو، كمجال جديد من الدراسة، طبقا للمعايير المعتمدة عالميا وتطويعها وفقا لمتطلبات برامج وخطة التنمية المستدامة 20-30، وتمنح الكلية الدرجات العلمية في الدبلومات المهنية والماجستير والدكتوراه، والتي هي متطلب لسوق العمل في مصر والمنطقة العربية، والبداية سوف تكون ببرامج ماجستير العلوم فى هندسة التقنيات النانوية، وبرنامج علوم النانو الحيوية، وبرنامجين للدبلومات المهنية: "برنامج دبلوم تصميم وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية"، وبرنامج دبلومة مهنية فى استخدام تقنية النانو في الحفاظ على التراث الأثرى.
وتمت هيكلة كلية النانو تكنولوجى للدراسات العليا لتعمل بنظام الساعات المعتمدة التي تقوم بتدريس أحدث العلوم والبرامج العلمية في مجال تكنولوجيا النانو المبنية على أنظمة ومعاييرالجودة؛ حتى يصل خريج الكلية إلى مستوى المنافسة العالمية في أسواق العمل المحلية والإقليمية والعالمية بما تم تسليحه من علوم حديثة وتقنيات متطورة.
وتعتمد الكلية الجديدة بشكل أساسي على التكنولوجيا الحديثة في طرق التدريس وإجراء الاختبارات باستخدام أحدث الطرق التعليمية عالمياً، وكذلك في جميع العمليات المساعدة، مثل التواصل بين الطالب والأستاذ أو بين الطالب وإدارة الكلية، وسوف تعتمد جميع الإجراءات الإدارية بالكلية بشكل تكاملي على تكنولوجيا الاتصالات الحديثة، كأول كلية ذكية Smart College وتم اختيار هذه البرامج لسد حاجة سوق العمل في مصر والمنطقة العربية والأفريقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة