جاءت دعوة العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز، لعقد قمة عربية وخليجية فى ظل تصاعد الخطر الإيرانى فى المنطقة، وتصاعد المناوشات بين واشنطن وطهران ، لتضع الأمة أمام التزامتها ، خاصة مع استخدام طهران لأذرعها الإرهابية وعلى رأسها مليشيات الحوثي فى اليمن ، وما تشكله من تهديد كبير على منطقة الخليج عبر الصواريخ التى تطلقها فى العديد من الإتجاهات .
فى هذا السياق أكد خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، لعقد قمة عربية طارئة في مكة المكرمة تعكس حرص المملكة العربية السعودية على أهمية التنسيق والتعاون العربي، موضحا أن هذا هو النهج التاريخي والثابت للمملكة التي تولي أهمية وحرص على تطوير العمل العربي المشترك .
وأضاف المحلل السياسى السعودى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هذه القمة الطارئة تأتي لكي تضع الأمة العربية أمام التزاماتها وواجباتها ومسؤولياتها تجاه التهديدات الإيرانية ، فليست المملكة العربية السعودية هي المستهدفة فقط ، بل الأمة العربية بأكملها هي المستهدفة من هذه التهديدات الإيرانية ، لافتا الى أن هذا التأييد والترحيب العربي بالدعوة السعودية لعقد قمة عربية طارئة ، يعكس الحاجة العربية إلى هذه القمة العربية وبخاصة في ظل ما تشهده المنطقة من حالة تصعيد وتهديدات إيرانية مستمرة .
وأشار المحلل السياسى السعودى ، إلى أن القمة العربية الطارئة في مكة المكرمة تأتى في ظل ما تشهده المنطقة من حالة تصعيد واستمرار إيراني في تهديد أمن واستقرار المنطقة والحشد العسكري الأمريكي ، حيث تعد مرحلة مهمة في العمل العربي المشترك ، للخروج بموقف سياسي عربي موحد ، وأيضا وجود تحرك عربي موحد إذا ما استمر النظام الإيراني في السعي إلى الإمام في الاستمرارية في تهديده وعبثه عبر أذرعته ووكلاءه لأمن واستقرار المنطقة وتهديد الملاحة البحرية .
بدوره أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ علوم السياسية بجامعة القاهرة، أن دعوة خادم الحرمين الشريفين ، بعقد قمتين خليجية وعربية، لها عدة أهداف أبرزها حسم المواقف العربية والإسلامية فى مواجهة إيران مع بناء موقف متماسك سياسيًا وإستراتيجيًا فى مواجهة كل السيناريوهات المقبلة فى المنطقة وكلما تزايد الخطر الإيرانى ستسعى السعودية لجمع العالمين العربى والإسلامي.
وقال أستاذ علوم سياسية بجامعة القاهرة، إن ضرب مكة وجدة عبر صواريخ حوثية خلال الفترة الماضية رسالة أولى من قبل إيران سيليها مواقف أخرى وبالتالى ستكون المواجهة على قدر الفعل، متابعا: نحن فى مرحلة الحرب بالوكالة .
وبشأن ما إذا كان هناك إمكانية لحدوث حرب بين واشنطن وطهران قال طارق فهمى: الحرب لن تكون سهلة وربما تمتد لدول أخرى ، ولهذا لا أحد يريد الحرب من الطرفين والاكتفاء فقط بضربات فى أقصى الاحتمالات وهو الأمر الوارد والهدف النهائى لأمريكا فى إعادة إيران للتفاوض على أسس جديدة البرنامجين النووى والصاروخى.
فيما أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن منطقةُ الشرقِ الأوسط، بل والعالم كله يمر بمرحلةٍ حرجةٍ وحساسةٍ؛ حيث تتسارع وتيرة أحداث الصِّدام الأمريكي الإيراني بعد إعلان طهران توقف التزاماتها تجاه الاتفاق النووي بين إيران من جانب آخر والولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية من جانب آخر، وإعلان طهران مواصلة استئناف تخصيب اليورانيوم بل ورفع معدلات التخصيب لأربع أضعاف، الأمر الذي من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي بالشرق الأوسط.
وأضاف الباحث السياسى ، أنه في هذه الأجواء المتوترة، جاءت الدعوة السعودية لعقد قمتين عربية وإسلامية للتنسيق التشاور بشأن المستجدات الأخيرة، حيث تعد تلك الدعوة استجابة لتلك التحديات، وتحملاً لمسئولية المملكة ودورها الإقليمي، وبخاصة بعد أن تحول الحوثيون ومن خلفهم إيران من السلوك التخريبي الخفي، والشعارات الدبلوماسية إلى التهديد المباشر لأمن المنطقة، وإعلان الحوثيين أن هدفهم هو مكة والرياض، كما قامت طهران بتحريك لقطع بحرية في المياه الدولية المحيطة بها.
ولفت طه على ،إلى أن كل ذلك، يفرض على كافة دول المنطقة الاستجابة للدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز العاهل السعودى، فيما يُعد محاولة جادة للتصدي للتهديدات التي تواجه دول المنطقة. وهو ما استجابت له عدد من دول المنطقة بشكل إيجابي مثل مصر والإمارات والبحرين وجيبوتي وغيرها بما يعكس إدراك مشترك للتهديدات التي تمر بها المنطقة.
كان العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، دعا إلى عقد قمتين خليجية وعربية فى مكة المكرمة، يوم 30 مايو، على خلفية الاعتداءات على محطتى ضخ للنفط فى السعودية وسفن قرب سواحل الإمارات.