ضيف ثقيل، بهذه العبارة يمكن وصف الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى المملكة المتحدة والتى باتت مهددة بالتأجيل شأن زيارته الأولى لبريطانيا.. فبعدما تم الاتفاق مؤخراً الاتفاق على اجراؤها 3 يونيو المقبل، تفاقمت أزمات بريكست وتعثر الخروج البريطانى من عضوية الاتحاد الأوروبى لتعصف برئيسة الوزراء تيريزا ماي التى أعلنت ظهر الجمعة اعتزامها الاستقالة من منصبها 7 يونيو المقبل بعد اخطارها الملكة إليزابيث بذلك.
وبعد الزيارة الأولى رفضها العديد من الأحزاب والكيانات السياسية البريطانية على مدار العاميين الماضيين والتى دفعت المئات للتظاهر فى شوارع لندن للتأكيد على أن الرئيس الأمريكى ضيف غير مرغوب فيه فى بريطانيا نشرت الصحافة البريطانية الصادرة اليوم الجمعة تفاصيلها وبرنامجها المتوقع، قبل أن يفاجئ الجميع بقرار رئيسة الوزراء تيريزا ماى بمغادرة منصبها.
وفى كلمة لها الجمعة، قالت ماي فى بيان ألقته من مقر رئاسة الوزراء فى العاصمة لندن إنها "ستواصل مهامها كرئيسة للوزراء إلى حين اختيار زعامة جديدة"، مشيرة إلى أن الهدف من "بريكست" لم يكن طلباً لترك الاتحاد الأوروبى بقدر ما كان يهدف إلى إحداث تغييراً شاملاً فى بلادها لتظل المملكة المتحدة دولة تنفع الجميع.
وأشارت إلى أن حزب المحافظين يمكنه أن يجدد من نفسه وأن يعيش مجددا لإحياء "بريكست" من خلال سياسات تحمل قيم كبيرة، مضيفه "الأمن والحرية والفرص تلك هى المبادئ التى استنرت بظلها وعملت من خلالها فى مكتبى لإعطاء الأشخاص المحرومين من إبداء أصواتهم والمشاركة بصورة شمولية فى المجتمع".
ويتوقع مراقبون أن يقدم ترامب نفسه على تأجيل زيارته إلى لندن لحين اختيار رئيس جديد للوزراء خلفاً لتيريزا ماي، فيما يرى آخرون أن الزيارة يمكن إجراءها مع الاكتفاء بلقاء الملكة إليزابيث الثانية والأسرة المالكة، مع عقد لقاء بروتوكولى بين ترامب وماي التى ستغادر منصبها بعد انتهاء تلك الزيارة بـ48 ساعة.
وفى تقرير لها صباح اليوم، قالت صحيفة "ذى تايمز" البريطانية إن الزيارة الرسمية التى سيقوم بها ترامب الشهر المقبل "ستكون عائلية"، حيث من المقرر أن يصطحب الرئيس معه أغلب أبنائه وبناته وأسراتهم.
وبالإضافة إلى زوجته ميلانيا، ستنضم إلى ترامب أيضا ابنته إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر، وهما يعملان كمستشارين للبيت الأبيض. وقيل إنه سيشارك فى الرحلة، التى تستمر من 3 إلى 5 يونيو، ابنه دونالد جونيور 41 عاما، وابنته تيفانى البالغة من العمر 25 عاما، وأيضا ابنه إريك ترامب وزوجته لورا، بحسب مصادر من البيت الأبيض.
وكان دونالد جونيور قد انفصل عن زوجته العام الماضى، وربما يصحب صديقته المذيعة السابقة بفوكس نيوز كيمبرلى جيلفويل، التى تبلغ من العمر 50 عاما، وتكبره بتسع سنوات.
وأشارت "ذى تايمز" إلى أن الزيارة الرسمية التى يقوم بها ترامب هى الثالثة لرئيس أمريكى، لكن أيا من سلفيه السابقين جورج دبليو بوش وباراك أوباما لم يجلب أبنائه معه.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب سيعامل ببعض من كرم الضيافة الأكثر سخاء الذى يمكن أنت تقدمه بريطانيا، ولكن ليس كله. فلن يكون هناك موكب كان يتطلع إليه ترامب، وبدلا من ذلك سيتم تحيته رسميا بعرض حراس على الخيول كما يحدث فى أغلب الزيارات الرسمية، وسترحب به الملكة إليزابيث الثانية فى حديقة قصر باكنجهام، وهو قرار اتخذ لأسباب أمنية كما أنه نفس التكريم الذى منح لأوباما. ولن يقيم الرئيس فى قصر باكنجهام الذى يخضع لعملية تجديد، بل سيقيم فى مقر السفير الأمريكى، وهو نفس المكان الذى ظل فيه الزوجان الصيف الماضى.
وستشارك الملكة أيضا فى مأدبة رسمية يقيمها أمير ويلز الأمير تشارلز ودوقة كورنول بالإضافة إلى الأمير ويليام وزوجته كيت مدلتون. ولن يشارك الأمير هارى وميجان ماركل، ودوقة ساسكس، الذين استقبلا مولودهما الأول مؤخرا، وهو قرار مرحب به من الجانبين. ففى عام 2016، عدما كانت ماركل الأمريكية لا تزال تعمل ممثلة، وصفت ترامب بأنه مسىء للنساء ومثير للانقسام، وقالت إنها تميل للانتقال إلى كندا لو فاز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ومن المتوقع الإعلان عن تفصيل الزيارة الرسمية قريبا، ومن المرجح أن تشمل غداء مع أفراد العائلة المالكة فور وصول ترامب وتبادل رسمى للهدايا ومرافقة الملكة فى الإطلاع على مجموعة من الآثار التاريخية من المجموعة الملكية والمتعلقة بالعلاقات الأنجلو أمريكية.
وستهمين على اليوم الثانى على الأرجح الاجتماعات السياسية، رغم أنه لم يعرف بعد بمن سيلتقى ترامب تحديدا.
وبحسب التفاصيل المنشورة قبل ساعات من قرار تريزا ماى، سيحضر ترامب فى الخامس من يونيو الحدث التذكارى الوطنى فى بورتسموث بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين ليوم النصر.
ورفض البيت الأبيض التعليق رسميا على تفصيل الحاشية المرافقة لترامب، وقال إن الرئيس السيدة الأولى قبل دعوة ملكة بريطانيا لزيارة المملكة المتحدة، وهذه الزيارة الرسمية ستعزز العلاقة الخاصة والثابتة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وستكون هذه الزيارة ثالث زيارة رسمية لرئيس أمريكى، وأكبر تجمع عائلى يعبر الأطلنطى فى مثل هذه المناسبة. وكان الدعوات الرسمية السابقة من نصيب بوش فى نوفمبر 2003، وباراك أوباما فى مايو 2011 حيث ألقى خطابا أمام جلسة مشتركة للبرلمان. بينما حضر الرئيس الأمريكى الأسبق بل كلينتون عشاء رسمى عام 1994 عندما زار البلاد أثناء احتفالات الذكرى الخمسين ليوم النصر فى بورتموث، وهو اليوم الذى حدثت فيه عملية الإنزال فى نورماندى عام 1944 ويرمز إلى انتصار الحلفاء فى الحرب العالمية الثانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة