فى الوقت الذى بدأ فيه التوتر بين الولايات المتحدة وإيران يهدأ فى الآونة الأخيرة بعد تصعيد جعل أجواء الحرب تخيم على المنطقة، يبدو أن واشنطن لن تتوقف عند هذه المرحلة، وربما يغير الرئيس دونالد ترامب سياسته الرافضة لمزيد من التدخل العسكرى فى الشرق الأوسط فى سبيل إخضاع إيران وردعها.
فقد ذكرت عدة تقارير أمريكية إن البنتاجون يسعى لإرسال 10 آلاف جندى من القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط فى ظل الأجواء المتوترة مع إيران.
ونقلت شبكة CNN عن ثلاثة مسئولين مطلعين قولهم إنه من المقرر أن تطلع وزارة الدفاع الأمريكية مسئولين رفيعى المستوى من الأمن القومى الأمريكى على خطة لإرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى الشرق الأوسط، قبل الخميس، وذلك فى إطار ردع إيران فى ظل التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران.
وأكد المسئولون الأمريكيون عدم اتخاذ البنتاجون قرارا بإرسال قوات إلى الشرق الأوسط، كما أن هذا العدد من الجنود قد لا يتم إرساله دفعة واحدة، إذ قد ترسل واشنطن عددا من الجنود كإجراء رادع، ثم تقوم بتعزيز تواجدها العسكرى فى المنطقة ببقية القوات فى حال اقتراب الضربة العسكرية.
وقالت "سى إن إن" إنه لم يتضح ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب، سيحضر الاجتماع، لكن موافقته ضرورية على مثل هذه الخطة. وستشمل القوات التى ستطرح قضية إرسالها إلى المنطقة، صواريخ باليستية ومنظومات دفاعية وصواريخ توماهوك على غواصات وسفن، بالإضافة إلى القدرات العسكرية الأرضية من أجل ضرب أهداف بعيدة المدى، ولم يتم تحديد بعد هذه الأسلحة.
وكانت CNN قد نشرت تقاريرا فى وقت سابق أشارت فيها على أن مسئولين أمريكيين أجروا حسابات أظهرت أن واشنطن تحتاج لـ100 ألف جندى من أجل ضربة عسكرية مؤثرة على البرنامج النووي الإيرانى، إذ عليها أن تدمر الدفاعات الجوية الإيرانية، والسفن الحربية والصواريخ، قبل استهداف المنشآت النووية.
من ناحية أخرى، نقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مسئول أمريكى رفيع المستوى قوله إن البنتاجون يقدم طلبًا لإرسال عدة آلاف أخرى من القوات إلى الشرق الأوسط، وأوضحت الشبكة أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد، ولم يعرف ما إذا كان البيت الأبيض سيوافق، لافتة إلى أن نشر القوات سيشمل أيضا بطاريات صواريخ باتريوت وسفن بحرية.
بينما نقلت مجلة "تايم" عن مسئولين قولهم إن هذه المساعى ليست ردا على تهديد جديد من إيران، لكن هدفها تعزيز الأمن فى الخليج. ولفتوا إلى أن القوات قد تكون دفاعية.
ولم يقدم المسئولون الأمريكيون تفاصيل كثيرة عن التهديدات الإيرانية المحتملة، لكنها تشمل بشكل مبدئى الصواريخ التى يتم تحميلها على قوارب إيرانية صغيرة. وقال المسئولون هذا الأسبوع إن الصواريخ أطلقت من قوارب قرب السواحل الإيرانية، لكن هناك تهديدات بحرية أخرى.
يأتى هذا على الرغم من أن مسئولين من وزارة الدفاع الأمريكية قد قالوا لنواب الكونجرس يوم الثلاثاء الماضى إن الولايات المتحدة لا تريد أن تذهب إلى حرب مع إيران وتريد وقف تصعيد الموقف.
وعلى الجانب الآخر، بدأت إيران تغير من نهجها فى التعامل مع التهديدات الأمريكية المستمرة لها. وبدأت تتخلى عن سياسة ضبط النفس فى الأسابيع الأخيرة وقامت بعدد من الأعمال الهجومية التى تهدف إلى الضغط على البيت الأبيض لإعادة التفكير فى جهوده لعزل طهران، بحسب ما قال دبلوماسيون ومحللون لصحيفة "واشنطن بوست".
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى الوقت الذى تشدد فيه إدارة ترامب العقوبات الاقتصادية وتزيد الضغوط العسكرية، تسعى إيران لتسليط الضوء على الثمن الذى يمكن أن تفرضه على الولايات المتحدة، مثل تعطيل إمداد النفط العالمى على سبيل المثال، دون أن تقوم بأفعال ربما تشعل شرارة الحرب الكاملة.
وكانت أربع سفن قد تعرضت لتخريب فى الخليج الأسبوع الماضى بينهما ناقلتى نفط سعوديتين وأخرى إماراتية. ويعتقد مسئولون عرب وأمريكيون أن إيران أمرت بهذا التخريب، حيث تفاخرت صحيفة لبنانية داعمة لحزب الله حليف إيران بأن الهجمات كانت رسالة من طهران تم تسليمها عبر "صناديق البريد السعودية والإماراتية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة