التسامح والتعايش الإنسانى المشترك الترحيب بجميع الثقافات والحضارات بغض النظر عن العرق أو الدين.. تعد تلك أبرز القيم التى تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعزيزا لتلك المبادئ أطلقت الدولة 2019 عاما للتسامح، لنشر حملة قوامها الاحترام المتبادل وقبول الآخر وإشاعة روح المحبة والسلام.
وقد أعلنت المنطقة الحرة لجبل على (جافزا)، الرائدة على مستوى الشرق الأوسط والمحرك الرئيسي لنمو اقتصاد دبي، عن التنازل عن غرامات تقدر بنحو 35 مليون درهم مستحقة على عملائها من الشركات فى المنطقة الحرة، فى إطار عام التسامح الذى أعلنته دولة الإمارات العربية المتحدة منذ بداية 2019، تعزيزا لقيم العيش المشترك والتسامح.
تحتضن 200 جنسية على أرضها وتسمح لجميع الديانات والعقائد المقيمة بالدولة أن تنشئ أماكن العبادة الخاصة بها، ما جعلها حالة خاصة واستثنائية بين الدول العربية، كما عملت الإمارات على استحداث منصب وزير دولة للتسامح فى فبراير من عام 2016، لترسيخ قيم التسامح والتعددية والقبول بالآخر المختلف.
كما أطلقت العديد من الفعاليات التى تؤكد على التسامح كان آخرها مؤتمر الأخوة الغنسانية والذى انتهى بإعلان وثيقة "الأخوة الإنسانية" الموجهة إلى العالم أجمع، و استضافة قامتين دينين هما الأبرز فى المنطقة هما قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف فبراير الماضى، بالتزامن مع عام التسامح الذى تحتفى به الدولة طوال 2019.
وهى الزيارة الأولى لبابا الفاتيكان إلى الخليج العربى تحت شعار "اجعلنى أداة لسلامك"، كدعوة لتعاون كل أصحاب النوايا الحسنة من أجل السلام، جولة فى جامع الشيخ زايد الكبير كما يقيم قدّاسا بمدينة زايد الرياضية فى العاصمة أبو ظبى.
، مما يعكس الدور الحضارى للإمارات فى نشر قيم التسامح والتعايش بين الأديان، فى محطة تاريخية ترسّخ مكانة الإمارات عاصمة عالمية للتسامح وملتقى لأخيار العالم.
وبحسب بيان المجلس الوطنى للإعلام بالإمارات فقد حظى الضيفان الكبيران باستقبال رسمى غير مسبوق من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة فى قصر الرئاسة ، كما أقام البابا فرنسيسس قدّاساً فى مدينة زايد الرياضية فى العاصمة أبو ظبى بمشاركة أكثر من 135 ألف شخص من المقيمين فى الإمارات وخارجها.
الإمارات نموذج للتسامح
تعد الإمارات نموذجا للتسامح والتعايش الإنسانى بين الثقافات والحضارات وأتباع الديانات المختلفة على أسس سليمة، قوامها الاحترام المتبادل وقبول الآخر وإشاعة روح المحبة والسلام.
وقد تأسست أول جمعية مسيحية بدولة الإمارات العربية المتحدة فى العام 1968، وإنشاء أول كنيسة كاثوليكية فى الإمارات يعود لعام 1965، حيث تحتضن أراضى الدولة 76 كنيسة ومعبد دينى على أرض الإمارات.
وفى يونيو 2017 أعادت أبوظبى تسمية أحد أشهر مساجدها ليكون مسجد "مريم أم عيسى" بدلاً من مسمى مسجد الشيخ محمد بن زايد.
وتمنح الدولة أراضٍ لبناء الكنائس ودور العبادة والمقابر للديانات الأخرى.يعيش على أرض الإمارات ما يربو على 200 جنسية من مختلف الديانات والطوائف والأعراق فى تناغم وتعايش وانسجام تام.
وقد سبق للإمارات تنظيم العديد من المؤتمرات والفعاليات التى تعكس قيم الحوار بين الأديان، كان آخرها ملتقى تحالف الأديان من أجل أمن المجتمعات فى دورته الأولى الذى احتضنته أبوظبى الشهر المنصرم، بمشاركة نحو 450 قائدا من قادة الأديان، وأبرز رجال الدين فى العالم، حيث أثروا الحوار فى مناقشة ومواجهة التحديات الخطيرة حول العالم.
علاقات تاريخية بين الفاتيكان والإمارات
وتجمع الفاتيكان ودولة الإمارات علاقات قوية رغم حداثتها حيث تعود العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين دولة الإمارات والفاتيكان إلى عام 2007، وقد سبق أن جمع بابا الفاتيكان والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لقاء أخوى فى المقر البابوى خلال زيارته للفاتيكان، وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" أن ولى عهد أبوظبى أهدى البابا كتاباً يوثق الاكتشافات الأثرية فى جزيرة “صير بنى ياس”، التى أسسها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كمحمية طبيعية عام 1977، ومن بينها إحدى أقدم الكنائس فى التاريخ.
ويتضمن الكتاب معلومات قيمة عن أبرز الاكتشافات الأثرية التى وجدت فى الجزيرة، ومن أهمها العثور على معالم لكنيسة تاريخية ودير للرهبان، يعودان لفترة القرن السابع والثامن للميلاد، مؤكداً على أهمية ما تحمله هذه الاكتشافات من دلالات خاصة فى عصرنا الراهن، كونها تؤكد على استمرارية روح التسامح والتعايش الدينى التى كانت سائدة فى المنطقة.
ومن جانبه أشاد البابا بالجهود التى تبذلها دولة الإمارات لنشر التسامح والحوار والتعايش بين مختلف الشعوب، ومبادراتها الإنسانية والخيرية تجاه الشعوب والدول الفقيرة خاصة فى مجالى التعليم والصحة ومساهماتها فى تعزيز التنمية المستدامة من خلال إيجاد الحلول الدائمة لمصادر الطاقة ودعم المجتمعات المحتاجة وقد وقعت الفاتيكان والإمارات قد وقعا مذكرة تفاهم تتضمن الإعفاء من التأشيرات المتبادلة بين الدولتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة