قالت صحيفة (الجارديان) البريطانية إن المتطلع إلى إحراز الفوز في سباق زعامة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا خلفا لتريزا ماي سيضطر في سبيل ذلك إلى التعهد بالتزامات ستقف بدورها حجر عثرة في طريق أي حل لأزمة بريكست التي أطاحت بـماي من منصبها.
وذكرت الجارديان من تلك التعهدات على سبيل المثال، إعادة التفاوض على اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي "بريكست"؛ وقالت الصحيفة إن ذلك لن يحدث؛ فالاتحاد الأوروبي لن يتراجع عن موقفه الراهن أمام قائد بريطاني متشكك ومُعادٍ أيديولوجيا للمشروع الأوروبي؛ لا سيما في حال كان هذا القائد هو وزير الخارجية السابق بوريس جونسون.
وقالت الصحيفة إنه ما لم تتمكن ماي بطريقة أو بأخرى من تمرير خطتها بشأن بريكست عبر البرلمان فيما تبقى لها من أيام، فإن خليفتها سرعان ما سيجد نفسه في مواجهة مع قائمة خيارات معروفة: إمّا إتمام بريكست عبر الاتفاق القائم؛ أو إتمام بريكست بلا اتفاق؛ أو نبْذ بريكست كُليّةً.
وسيواجه هذا القائد الجديد نفس اللوغاريتمات البرلمانية التي أعاقت جهود ماي على سبيل التوصل لاتفاق. ولن يحصل القائد الجديد على تفويض من البلد، كما لن يحظى بأغلبية في مجلس العموم؛ وعندئذ ستزيد احتمالات إجراء انتخابات مبكرة أو استفتاء آخر، حتى لو لم تكن الطريق قد اتضحت معالمها بعد.
وقالت الجارديان إن ماي لم تدرك إلا مؤخرا أهمية التوصل إلى حلّ وسط حول بريكست؛ وعندما أدركت ذلك لم يكن قد تبقى بجعبتها رأس مال سياسي تنفقه في هذا الصدد، تاركة خليفتها المنتظر في نفس الموقف وأمام نفس الخيارات بحيث لن يستطيع إلا الفوز بمنصبٍ عبر تقديم وعود بإنجاز المستحيل، وهو "إرث بائس ومسموم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة