حكايات ألف ليلة وليلة.. حكاية مزين بغداد (2)

السبت، 25 مايو 2019 05:00 م
حكايات ألف ليلة وليلة.. حكاية مزين بغداد (2) حكايات ألف ليلة وليلة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الليلة الماضية حكى الشاب الذى انزعج عندما وجد مزين بغداد موجودا بين الناس قصته وكيف أنه وقع فى حب فتاة من بغداد تبين له أنها بنت قاضي بغداد.
 
فى الليلة الثالثة والثلاثين قالت: بلغنى أيها الملك السعيد أن الشاب لما حكى للعجوز حكايته قالت له: يا ولدى إن هذه بنت قاضى بغداد وعليها الحجر والموضع الذى رأيتها فيه هو طبقتها وأبوها له هالة فى أسفل وهى وحدها وأنا كثيراً ما أدخل عندهم ولا تعرف وصالها إلا منى، فشد حيلك، فتجلدت وقويت نفسى حين سمعت حديثها وفرح أهلى فى ذلك اليوم وأصبحت متماسك الأعضاء مرتجياً تمام الصحة، ثم مضت العجوز ورجعت ووجهها متغيراً فقالت: يا ولدى لا تسأل عما جرى منها، لما قلت لها ذلك فإنها قالت لي: إن لم تسكتى يا عجوز النحس عن هذا الكلام لأفعلن بك ما تستحقينه ولا بد أن أرجع إليها ثانى مرة، فلما سمعت ذلك منها ازددت مرضاً على مرضى، فلما كان بعد أيام أتت العجوز وقالت: يا ولدى أريد منك البشارة.
 
فلما سمعت ذلك منها ردت روحى إلى جسمى وقلت لها: لك عندى كل خير فقالت: إنى ذهبت بالأمس إلى تلك الصبية، فلما نظرتنى وأنا منكسرة الخاطر باكية العين قالت: يا خالتى أراك ضيقة الصدر، فلما قالت لى ذلك بكيت وقلت لها: يا ابنتى وسيدتى إنى أتيتك بالأمس من عند فتى يهواك وهو مشرف على الموت من أجلك فقالت لى وقد رق قلبها: ومن يكون هذا الفتى الذى تذكرينه؟ قلت: هو ولدى وثمرة فؤادى ورآك من الطاقة من أيام مضت وأنت تسقين زرعك ورأى وجهك فهام بك عشقاً وأنا أول مرة أعلمته بما جرى لى معك فزاد مرضه ولزم الوساد وما هو إلا ميت ولا محالة، فقالت وقد اصفر لونها: هل هذا كله من أجلي؟ قلت: إى والله فماذا تأمرين؟ قالت: أمضى إليه وأقرئيه منى السلام وأخبريه أن عندى أضعاف ما عنده فإذا كان يوم الجمعة قبل الصلاة يجيء إلى الدار وأنا أقول افتحوا له الباب وأطلعه عندى وأجتمع أنا وإياه ساعة ويرجع قبل مجيء والدى من الصلاة. فلما سمعت كلام العجوز زال ما كنت أجده من الألم واستراح قلبى ودفعت إليها ما كان على من الثياب وانصرفت وقالت لي: طيب قلبك فقلت لها: لم يبق فى شيء من الألم وتباشر أهل بيتى وأصحابى بعافيتي، ولم أزل كذلك إلى يوم الجمعة وإذ بعجوز دخلت على وسألتنى عن حالى فأخبرتها أنى بخير وعافية ثم لبست ثيابى وتعطرت ومكثت أنظر الناس يذهبون إلى الصلاة حتى أمضى إليها فقالت لى العجوز: إن معك الوقت اتساعاً زائداً فلو مضيت إلى الحمام وأزلت شعرك لا سيما من أثر المرض لكان فى ذلك صلاحك، فقلت لها: إن هذا هو الرأى الصواب لكن أحلق رأسى أولاً، ثم أدخل الحمام فأرسلت إلى المزين ليحلق لى رأسى وقلت للغلام: امض إلى السوق وائتنى بمزين يكون عاقلاً قليل الفضول لا يصدع رأسى بكثرة كلامه فمضى الغلام وأتى بهذا الشيخ فلما دخل سلم على فرددت: عليك السلام فقال: أذهب الله غمك وهمك والبؤس والأحزان عنك. فقلت له: تقبل الله منك، فقال: أبشر يا سيدى فقد جاءتك العافية أتريد تقصير شعرك أو إخراج دم فإنه ورد عن ابن عباس أنه قال: من قصر شعره يوم الجمعة صرف الله عنه سبعين داء وروى أيضاً أنه قال: من احتجم يوم الجمعة، فإنه يأمن ذهاب البصر وكثرة المرض.
 
فقلت له: دع عنك هذا الهذيان وقم فى هذه الساعة احلق لى رأسي، فإنى رجل ضعيف فقام ومد يده وأخرج منديلاً وفتحه، وإذا فيه اصطرلاب وهو سبع صفائح فأخذه ومضى إلى وسط الدار ورفع رأسه إلى شعاع الشمس ونظر ملياً وقال لي: اعلم أنه مضى من يومنا هذا وهو يوم الجمعة، وهو عاشر صفر سنة ثلاث وسبعمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وطالعه بمقتضى ما أوجبه علم الحساب المريخ سبع درج وستة دقائق واتفق أنه يدل على أن حلق الشعر جيد جداً، ودل عندى على أنك تريد الإقبال على شخص وهو مسعود لكن بعده كلام يقع وشيء لا أذكره لك فقلت له وقد أضجرتنى وأزهقت روحى وفولت على، وأنا ما طلبتك إلا لتحلق رأسى ولا تطل على الكلام فقال: والله لو علمت حقيقة الأمر لطلبت منى زيادة البيان وأنا أشير عليك أنك تعمل اليوم بالذى أمرك به، بمقتضى حساب الكواكب وكان سبيلك أن تحمد الله ولا تخافني، فإنى ناصح لك وشفيق عليك وأود أن أكون فى خدمتك سنة كاملة وتقوم بحقى ولا أريد منك أجرة على ذلك فلما سمعت ذلك منه قلت له: إنك قاتلى فى هذا اليوم، ولا محالة وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة