قرأت ما كتبه الشاعر الكبير أيمن بهجت قمر، والكاتب الصحفى والسينارست عمر طاهر وغيرهما بخصوص اتفاقية حماية التراث والمحتوى الإبداعى المصرى، وتعجبت كثيرًا مما ورد فى البوستات من عدم إحاطة وفهم لما يجرى للتراث المصرى الفنى والثقافى والرياضى، وما تعرض له خلال السنوات العشرين الماضية من نهب مُنظم وسرقات معلنة.
كما تعجبت من عدم إحاطة شاعر وكاتب كبيرين بما يجرى فى سوق الدراما فى العالم كله، وهما المغموسان حتى أذنيهما فى هذا السوق حضورًا وكتابة ومشاركة فى مختلف الأعمال السينمائية والدرامية.
وعشان الكلام يبقى واضح للجميع، وما يبقاش فيه مجال للهرى والمزايدة والكلام الفارغ اللى لا يودى ولا يجيب، تعالوا نحط شوية نقط على الحروف فى موضوع منصة watch it وحماية التراث والمحتوى الإبداعى المصرى.
أولا:
كل المحتوى المصرى من قديم الأزل بيتسرق وناس بتاخدة تعمل بيه قنوات سواء تلفزيون أو على اليوتيوب، ومحدش بيحاسبهم، وبياخدوا ملايين من وراه وطبعًا مفيش أى حماية لحقوق ماسبيرو.ثانيا:
مين اللى عمل watch it ؟ وليه؟.. هى شركة وطنية بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام المصرى.. ليه؟ عشان يحطوا حد للسرقة اللى بتحصل دى ويرجعوا التراث اللى اتسرق.ثالثا:
هيستفيدوا إيه؟ هيستفيدوا إن كل حرامية المحتوى فى مصر اللى بيكسبوا ملايين من ورا ماسبيرو شغلهم هيقف بالإضافة إلى أن ماسبيرو هيرجع يكسب تانى لأن المنصه مش ببلاش، أى نعم سعرها بسيط جدًا، بس مش مهم أى فلوس تدخل لتطوير ماسبيرو مصلحة لينا كلنا.رابعا:
خطوة كان لازم يعملوها من زمان لاستعادة هيبة ماسبيرو ويرجعوه للمنافسة مع القنوات الخاصة والمواقع الخاصة، بس" أن تأتى متأخرًا خيرا لك من ألا تأتى".
وبالمناسبة عايز أسأل أيمن بهجت قمر وعمر طاهر وكل اللى كتبوا فى الموضوع: حضرتك إنت وهو كنتم فين والتراث المصرى كله بيتسرق على يوتيوب ومواقع التواصل من عشرين سنة وأكثر؟.. كنتم فين والتراث المصرى بيتعرض للنهب والنسخ بدون إذن وبيتهرب برة ومحدش قادر يحميه؟.. كنتم فين والتراث المصرى بيتعرض غصب عنكم على تطبيقات أجنبية ومحدش قادر يفتح بقه ويأخد منها حق ولا باطل؟.. كنتم فين وكنوز التلفزيون بتتباع من الباطن أو تتلف أو تتنسخ فى البلاد العربية ومش لاقية اللى يحميها ويدافع عنها بمنصة عرض وطنية حديثة؟.
هل تعرف حضرتك منك ليه إن سوق الإعلانات بيتقلص عموما وإن الناس أو الشركات الكبيرة اللى بتنفق على الإعلانات أصبحت تنتج محتوى إعلانى خاص بها وتذيعه على السوشيال ميديا؟، هل تعرف حضرتك إن تراجع الإنفاق الإعلانى يهدد صناعة الدراما والترفيه كلها لأنها لن تجد من ينفق عليها؟.
هل تعرف حضرتك إن مصر هى السوق الوحيد فى العالم اللى بتتعرض للقرصنة والنهب لحظيًا، يعنى الفيلم ينزل ويتنسخ فى ساعتها والأغنية تنزل وتتنهب فى ساعتها والمسلسل ينزل ويتنسخ برضه بعدها بدقايق؟.
وهل تعرف حضرتك منك ليه إن مئات المقالات للكتاب المصريين طالبت مرارًا وتكرارًا بضرورة وجود آلية لحماية التراث والإبداع المصرى، فلما تتوجد الآلية دى تهاجموها وتحاوللوا تكسروا فيها؟، وهل تعرف حضرتك إن الترند العالمى فى موضوع إنتاج الدراما إنك مش هتقدر تقدم الخدمة دى إلا إذا كانت مدفوعة؟.
يعنى حضرتك مش فاهم إنك كنت بتتسرق بقالك عشرين ثلاثين سنة، وحضرتك منك ليه مش فاهم إن دى طريقة فى حماية الإبداع الفنى والثقافى والرياضى المصرى والحفاظ عليه، وحضرتك منك ليه برضه مش فاهم سلوك المعلنين والترند العالمى للإنتاج، وحضرتك مش فاهم إن مصر هى البلد الوحيد اللى فيها حرية سرقة الإبداع علنًا، وكأنها أمر طبيعى وحرية قرصنة الأعمال الفنية وكأنها حق مكتسب للصوص والمقرصنين.
وبعد كل ده مبتحاولش تفهم هو إيه الموضوع، وبعدين تتجاوب معاه، لأ حضرتك أسمح لى أنت بتهرى وبتزيط فى الزيطة وخلاص.