رغم القمع الحوثى ضد أهالى اليمن إلا أن القبائل صامدة وترفض محاولات الحوثيين لتجنيد أبنائهم، وفى الوقت الذى تواصل فيه الميليشيا شن هجماتها ضدهم خاصة فى إب وحجة، حيث أعلنت القبائل الحرب على الميليشيا، منهم قبائل "بنى مفتاح" وقبائل "حجور"، وقد شهدت مديرية القفر بمحافظة إب وسط اليمن، تصاعدا فى التوتر عقب مواجهات بين قبائل بني مفتاح ومليشيات الحوثي الموالية لإيران، بعد أن حاولت تجنيد أبناء القبيلة بالقوة، يأتى ذلك فى الوقت الذى يشهد مواجهات ملتهبة بين قبائل حجور فى محافظة حجة والحوثيين الذين فرضوا عزلة على المنطقة .
وحذر شيوخ قبائل حجور من المأساة التي يتعرض لها أبناء المنطقة جراء قصف وحصار الحوثيين للقرى السكنية، ومنع وصول الغذاء الدواء، مؤكدين أن حصار الحوثيين امتد إلى محاصرة مديرية قارة وبعض قبائل قفلة عُذر في محافظة عمران.
وأفادت مصادر محلية بسقوط قتلى وجرحى خلال مواجهات بين قبائل بني مفتاح ومليشيات الحوثى الموالية لإيران، إثر محاولة المتمردين تجنيد أبناء القبيلة بالقوة، وهو ما رفضته الأخيرة.
وأوضحت أن المليشيات الحوثية حاولت تجنيد أحد أبناء القبيلة بالقوة في صفوفها. وبعد رفض أبناء القبيلة، قامت الميليشيات الانقلابية بقتله، لتندلع اشتباكات قتل فيها ثلاثة من الحوثيين.
قبائل حجور
تواجه قبائل حجور، بمحافظة حجة إحدى محافظات شمال غربى اليمن، حرباً شعواء من قبل ميليشيات الحوثى، حيث تفرض الميليشيا الإيرانية حصاراً خانقاً على تلك القبائل حسبما أفادت مصادر محلية، ما دفعهم للاجتماع والخروج بموقف وتنتشر قبائل حجور، في أكثر من 10 مديريات بمحافظة حجة وفيها قرابة 200 ألف نسمة.
ومثلت قبائل حجور على الدوام شوكة في حلوق الحوثيين منذ الحرب الأولى في 2004 (بين الدولة اليمنية والحوثيين)، وتبقت المنطقة الوحيدة التي لم يستطع الحوثيون إخضاعها، في أقصى الشمال وقريباً من معاقل الحوثيين، الذراع الإيرانية في اليمن.
وتقع كُشر، حاضنة حجور الإدارية، في الشمال الشرقي لمحافظة حجة، على مسافة نحو 20 كلم من مناطق تمركز قوات الشرعية اليمنية في مديرية حيران، حيث تمثل حجور منصة استراتيجية تهدد تعزيزات الميليشيات الحوثية نحو ثلاث مديريات هي (حرض، حيران، مستبأ)، وهذا أحد الأسباب الذي دفع الميليشيات لمحاولة إخضاع حجور التي منعت تسيير القوافل العسكرية الحوثية عبر مناطقها.
ووفق المصادر، عزلت ميليشيا الحوثي قبائل حجور عن العالم، بإقامة نقاط عسكرية على كافة المداخل والمخارج والطرق المؤدية من وإلى مناطقهم. وأضافت، أن الميليشيا الإرهابية فرضت الحصار على القبائل، نتيجة للتخبط الذى تعيشه قيادتها والخوف والهلع من الهزائم اليومية التي تتلقاها.
ويمتد الحصار المفروض من أطراف ذات جراد في الجهة الجنوبية الشرقية بمديرية الجميمة وحاشد وكشر، وشمالا حتى ذو نحزه، أحد فروع قبائل حجور بمديرية كشر بطول حدود الجميمة وكشر حتى أطراف قارة، ومن الجهة الغربية أنشأ الحوثيون نقطة فوق منطقة المسيال في حدود العبيدي بمديرية وشحة، ونقطة في أفلح الشام المحاذية لمديرية الجميمة مع قبيلة بني شرية ونقطة في الخميسين في طريق خيران المحرق الخمسين، وقاموا بإقامة نقاط بمديرية قارة ما يعني بدء سريان حصار قبيلة حجور من كل الاتجاهات.
وصرح كبير قبائل حجور، فهد دهشوش، أن عصابة الحوثي جنت على نفسها بهذا الإجراء الأهوج والمستفز، وتوعد بتكرار ما قامت به قبائل حجور في 2004 وأرفق صورة للقبائل وهي في جرف سلمان بمنطقة مران معقل قائد ميليشيا الحوثي.
ودعا قبائل حاشد وجميع أبناء محافظة حجة وقبائل حجور خاصة إلى رفض هذا الإجراء التعسفي والظالم وفك الحصار وكسره وعدم الرضوخ له وعدم التجاوب معهم أبداً، مؤكداً أن قبائل حجور لن يكونوا عبارة عن أغنام داخل حظيرة الحوثي، حيث يعرفهم الحوثيون جيداً منذ 2004 و2011 وحتى اليوم.
العقيد الركن تركى المالكى
وفي السياق، عقدت قبائل حجور كشر وما جاورها اجتماعاً لمناقشة الوضع، وأصدرت بياناً طالبت فيه برفع المجاميع المستحدثة على عدة جهات من حدود كشر، والألغام والنقاط.
ودعت القبائل إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين من أبناء المنطقة، والكف عن نهج الاعتقالات التعسفية من المدن والأسواق والطرقات. ودان المجتمعون التقاطعات، مؤكدين على تأمين الطرقات للمسافرين، كما دعا المجتمعون المنظمات الإنسانية لزيارة المنطقة والاطلاع على معاناة الناس من أبناء المنطقة والنازحين إليها.
التحالف العربى يدعم القبائل
وفى الوقت نفسه واصلت مقاتلات التحالف العربي شن غاراتها على مواقع المتمردين، وبحسب مصادر محلية، فإن الطيران شن عدة غارات استهدفت تعزيزات للحوثيين في المندله شرق العبيسة صاحبها تحليق مستمر فوق المديريات المجاورة.
وأسفرت الغارات التي استهدفت تجمعات الحوثيين في وادي مور وبلاد ذو نحزه شرق العبيسة، أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين وإصابة آخرين من المتمردين.
وقطع الحوثيون الذين يطبقون حصاراً على قرى كُشر جميع شبكات الاتصالات عن المنطقة، في مسعى لعزلها عن العالم والتعتيم عن الانتهاكات والجرائم التي تقترفها بحق المدنيين من قصف متعمد لمساكنهم ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية.
ولَم يقتصر قطع شبكات الإتصالات والإنترنت على كُشر فحسب، بل شمل المديريات المجاورة لها وهي أفلح الشام، كحلان الشرف وقارة وشحة.