فى الشوارع تجد مواكب الحزن والسعادة، ويخرج الأفراد للاحتجاج أو للاحتفال وقبلها بحثا عن لقمة العيش، خاسرون أو رابحون، ففى الشارع نجد الغنى والفقير، السعيد والحزين، الفنان والعامل وابن البلد والغريب، الحاكم والمحكوم، وللمدن شوارع وللشوارع حكايات ولكل شارع حكاية، وهل يمكن تصور مدينة قديمة كانت أو حديثة دون شوارع؟ رغم ذلك كثيرون يرون اليوم المدينة عبر أحيائها.
من منا لم يمر بشارع ولم يتبادل معه حكاية، ومن لم يكن شارعه جزءا من فضائه وعالمه؟ فعلى طرفى الشوارع يزدهر الاقتصاد وتتكاثر المهن والأصناف، وفى الشوارع انفجرت ثورات ومظاهرات وعزفت مهرجانات واحتفالات، وفى الشوارع تنتقل الشائعات والحكايات، فى الشوارع أعلنت هزائم وهللت انتصارات.
حكاية شارعنا اليوم وفق تقرير "العربية"، هو شارع "المئذنة الحمراء"، فى القدس المحتلة، ويقع فى حى السعدية وهو أشهر أحياء القدس القديمة، بين بابى الساهرة والعامود، يبدأ عند أبواب حارة السعدية ويصل إلى المئذنة الحمراء، وسميت الحارة بـ"السعدية"، نسبة إلى بنى سعد، والذين أتوا إلى الحارة مع الفاتح صلاح الدين الأيوبى، ويصل طول الشارع 800 متر، ويمر تحت قناطر حجرية وبيوت حافظت على تراثها المعمارى الإسلامى.