من داخل عروس البحر المتوسط، خرجت فرقة مولاى للإنشاد الدينى التى أسسها إبراهيم يوسف شاب خريج كلية الهندسة قسم ميكانيكا، ليقرر أن يكمل مشواره فى الإنشاد الدينى الذى حبه وهو صغير، فقرر أن يتعلم الموسيقى ويؤسس فريقا لإحياء التراث الدينى والإنشاد القديم ويقدم فيه التطور والحداثة فى الموسيقى.
وقال "إبراهيم" لـ"اليوم السابع"، إننى بدأت الإنشاد منذ أن كان عمرى 6 سنوات وكان والدى يصطحبنى معه فى حفلات الإنشاد والحضرة الصوفية فهو كان محبا لهذه الحفلات، وتعودت أذنى على سماع المديح والابتهالات وحب النبى وكنت أردد معهم هذه الابتهالات واستكملت دراستى حتى تخرجت فى كلية الهندسة قسم ميكانيكا وعينت مهندسا بوزارة الكهرباء وتزوجت وأصبح لدى طفلة، فقررت أن استكمل موهبتى فى الإنشاد فالتحقت بالأوبرا وقصور الثقافة والتحقت بكورال قصر التذوق بسيدى جابر وبدأت أغنى فى حفلات قصور الثقافة بالإسكندرية، ثم قدمت بمبادرة ونزلت إلى المقاهى فى الشوارع لإحياء تراث الإنشاد الدينى وتذكرة المواطنين بكبار المنشدين مثل الشيخ أحمد التونى ولاقت إعجابا كبيرا من المواطنين.
وتابع "إبراهيم"، أن الفكرة جاءت عندما كنت أغنى فى أحد المقاهى وشاركنى أحد الحضور العزف بدف وآخر برق وشاركونى العزف وأنا أغنى وبعد انتهاء الغناء جاءت لى فكرة تأسيس فرقة، ومن هنا أطلقت فرقة مولاى بالعديد من الحفلات بدار الأوبرا وبمكتبة الإسكندرية وكان لها إنجازات كبيرة لاقت إعجاب المواطنين بالقاهرة والإسكندرية.
وأضاف "إبراهيم"، علمت نفسى بالالتحاق بدار الأوبرا وقصور الثقافة والكونسرفتوار وتعلمت الموسيقى والمقامات الموسيقية بالإضافة إلى الاستمتاع عن طريق الإنترنت، وأقيمت أول حفلة للفرقة عام 2015، حاولت فيها أن أجمع بين الإنشاد الدينى المصرى والمغربى والتونسى والسعودى واليمنى وبعض الفارسى.
وأشار "إبراهيم" إلى أن كانت بداية الأمر بالصدفة وهو أن أحد الموسيقيين بالفرقة كان قبطيا ويعزف ناى، وإحدى صديقاتهم تعزف عود، وبدأوا فى جلب أصدقائهم الموسيقيين حتى أصبح عدد الاقباط بالفرقة 5 منهم مرنمة وهم مميزون للغاية، ومن هنا جاءت فكرة إدخال الترانيم القبطية مع الإنشاد الدينى ونظمنا حفلات لمدة عام منها حفلتين فى ساقية الصاوى وفى مركز الحرية والإبداع والربع الثقافى بالحسين، ومن الأغانى الشهيرة التى لاقت إعجاب بالمواطنين هى مريم البكر، فى حب الله، ومولاى مع ترنيم قبطية وكان رد الفعل رائع والهدف هو إحياء تراث الإنشاد مع إدخال الموسيقى المختلفة للجمهور، خاصة أن الشعب المصرى لديه ميزة التقدير فى المزج بين الموسيقى، ويعشق الجديد ولا يوجد فرق بين مسيحى ومسلم حاليا وفوجئنا برواج كبير للفكرة وكان سببا فى زيادة عدد المتابعين من الديانتين.
وأوضح "إبراهيم" أنه حتى الآن كافة تسجيلاتنا هى من الحفلات فقط، ونبحث حاليا على دعم لإنتاج موسيقى للفرقة، بالإضافة إلى أن الفرقة لديها أفكار عديدة منها التصوير فى الأماكن السياحية لجذب السياحة ومنها لإحياء التراث والإنشاد الدينى واستخدام المولوية التى تدعو إلى السلام فهذه الفكرة سوف تحقق نجاحا كبيرا، خاصة أن الأجانب يعشقون الموسيقى العربية والشرقية وعامل الصورة وتصوير الإنشاد فى أماكن سياحية سيحقق رواجا كبيرا للسياحة.
وتابع "إبراهيم"، أنه بعد 2016 ركزت على حفلات الأكبر مثل الأوبرا ومكتبة الإسكندرية، وفى منتصف عام 2017 نظمنا حفلا بمكتبة الإسكندرية وفى 2018 حفلا فى رمضان فى دار الاوبرا، وجارى عقد حفلات فى الأوبرا وساقية الصاوى خلاب الفترة القادمة.
وعن مستقبل الإنشاد الدينى، قال "إبراهيم"، إن هناك فرقا للإنشاد الدينى ظهرت خلال الفترة الأخيرة والمواطنين بدأوا ينتبهون للأصوات المميزة فى الإنشاد، ولهذا هناك مستقبل مميز للفرق الدينية فى الإنشاد الدينى ولكن أنصح أية فرقة جديدة أن تتنوع وتدخل الموسيقى الجديدة وتكون مزيجا بين الموسيقى المختلفة بالإضافة إلى الاهتمام بمظهر الفرقة والتنوع فى ملابسها خاصة فى المولوية والتنورة لأن العين لها عامل كبير بالإضافة إلى الأذن فى استقبال الموسيقى والإعجاب بالفرقة، حتى نخرج بهذه الفرق إلى الخارج وتكون مصر رائدة فى الإنشاد الدينى مثل ما هى رائدة فى كل المجالات.
وأشار "إبراهيم" إلى أنه أقام حفلا بمكتبة الإسكندرية مع فرقة سويدية تسمى بـ"تريو جاز" من السويد، وكان حفلا مختلفا لقى إعجابا كبيرا من المستمعين بمكتبة الإسكندرية، وأدخلنا الموسيقى الغربية مع الإنشاد الدينى فى مزيج مميز ومختلف تم تنفيذه لأول مرة.
وعن مستقبل فرقة مولاى، أكد "إبراهيم" أن فرقة مولاى على الطريق الصحيح ولكن نحتاج إلى جهود وتضافر جهود لنجاح الفريق ودعم أكثر لتطبيق الأفكار وإقامة الحفلات لإحياء التراث الدينى والإنشاد.
واختتم "إبراهيم" أنه يتمنى أن يكون هناك وعى كبير عن الإنشاد الدينى وخاصة الأطفال حيث جاءت له فكرة لتخصيص حصة أو مدرسة للإنشاد الدينى لكى ينمى لدى الأطفال الغناء واكتشاف المواهب الجديدة.