قادماً من محافظة سوهاج ليستقر فى مدينة قنا ليكتسب قوت يومه فى رمضان أو غيره، حاملاً أدواته المميزة الإبريق الفضى المصنوع خصيصًا من مادة الألومنيوم ليحفظ برودة المشروب، بجانبه إبريق آخر بلاستيكى يضع فيها قليل من الماء لغسل الأكواب الذى يقوم بمعايرة الأكياس الذى يعبئ بها لزبائنه، من القارورة التى يعلقها بكتفه وعلى بطنه، وفى يديه صاج نحاس يصدر بهم أصوات "طرقعة" لجذب الانتباه بمرور عم حسن عبد اللاه أقدم بائع عرقسوس فى قنا.
فصل الصيف هو مصدر الرزق الواسع للحاج "حسن" البالغ من العمر 73 عاماً أقدم بائع عرقسوس متنقل فى محافظة قنا، ورغم أن مهنته فى الأساس هو بيع أكواب العرقسوس فى غير رمضان فى فصل الصيف، لكن فى شهر الصيام يواصل التجول فى الشوارع حاملاً على أكتافه قارورة العرقسوس لبيعها للصائمين ورغم أن طرقاته المميزة جعلته مصدراً لجذب الانتباه وارتباطه ارتباطًا وثيقًا ببيع "العرقسوس" فى شهر رمضان وفى أيام الصيف الحارة للترطيب على المارة.
تحدثنا مع الحاج حسن عبد اللاه، 73 عاماً رغم تقدمه فى العمر لكن لديه إصرار على مواصلة كسب قوت يومه من الصنعة التى تعلمها مواصلًا التجول بالشوارع حاملًا إرثه بحزامه، رغم إصابته بالعديد من الأمراض نتيجة حمل قارورة تتجاوز 40 كيلو على مدار سنوات عديدة لكنه أكد ليست هناك حل فى انا جئت منذ 40 عاماً لبيع العرقسوس فى محافظة قنا، وده مصدر رزقى الوحيد الذى نتعايش به، وأعول اسرة مكونة من زوجة و3 أبناء.
شارب عم "حسن" هو العلامة البارزة التى تميز ملامح وجهه أثناء التجول فى الشوارع لبيع العرقسوس فهو المشروب الوحيد الذى يقوم ببيعه على مدار فصل الصيف، رافضاً تبديل مشروبات اخرى مثل "التمر والسوبيا" مؤكداً "العرقسوس" يتميز بحلاوة المذاق فضلاً على قدرته على معالجة أمراض الصدر فهو منقوع طبيعى ليست به مواد حافظة والتى تضر بصحة الإنسان.
يقول ورثت المهنة عن أجدادى، ومنذ أن خرجت وكبرت اتجهت لنفس المهنة وهى التجول فى الشارع حاملا "قارورة" العرقسوس فى الشوارع والميادين العامة والأسواق، اخرج منذ الساعة السابعة صباحاً لانى فى ناس بتحب تشربه على الريق لعلاج "السعال" وآثار تدخين السجائر، وهناك من يستخدمه لتهدئة القاولون، اذهب فى كل مكان بمدينة قنا بجوار المصالح الحكومية.
وأضاف، سعر "كوباية" العرقسوس كان ربع جنيه وظل فى تصاعد حتى وصل 2 جنيه وفى ناس بتشترى فى أكياس وذلك يكون فى شهر رمضان، ورغم أن محافظة قنا من المحافظات التى ترتفع فيها درجة الحرارة فهذا يكون مصدر لرزقى فى فصل الصيف وحرارة الجو والتعب الذى يصيبنى اثناء التجول فى الشارع ربنا بيقدرنى ده مصدر رزقى الوحيد واللى بعيش منه فى الشتاء فترة توقف بيع العرقسوس.
واختتم حديثه: "العرقسوس أكثر ما يميزه عن المشروبات الأخرى هو أن مكوناته من خلاصة أعشاب طبيعية مجففة أقوم بشرائها من محلات العطارة ويقدم للزبائن بطبيعته، مع إضافة قطع الثلج التى تجعله رطب، وأنا أقوم ببيع من 8 إلى 10 قوارير على مدار اليوم وعندما تُفرغ أذهب للبيت وأقوم بتعبئتها مرى أخرى على مدار اليوم وكل يوم حسب رزق لما بتكون الحرارة شديدة الناس بتشترى أكثر.