حققت محافظة الوادى الجديد نجاحا كبيرا فى زراعة المحاصيل غير التقليدية وذات القيمة الاقتصادية المرتفعة، ومنها أشجار الجوجوبا، التى يتم استخدام بذورها فى إنتاج زيوت محركات الطائرات وتصنيع مستحضرات التجميل غالية الثمن وذلك بعدما تم زراعة 3500 فدان.
ونجح قطاع التشجير فى تنفيذ مزرعة جوجوبا على مياه الصرف الصحى بمدينة الداخلة على مساحة 700 فدان، حققت فيها إنتاجية عالية، ومع تكليف اللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد بالتوسع فى الزراعات غير التقليدية ومنها أشجار الجوجوبا مع تقديم تسهيلات كبيرة للمستثمرين.
وقال المهندس إسماعيل محمد أحمد، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات المتخصصة فى زراعة الجوجوبا، إنه تم بالفعل التعاقد مع محافظة الوادى الجديد على زراعة 2500 فدان لإنتاج بذور الجوجوبا على مياه الآبار لتصنيع مستحضرات التجميل، وتم اختيار الأراضى على طريق بغداد الأقصر، وجارى استكمال حفر الآبار وتركيب الطاقة الشمسية ومد شبكات الرى على أن يتم البدء الفعلى فى زراعة أشجار الجوجوبا بعد عيد الفطر المبارك مباشرة.
وأضاف "إسماعيل"، أنه تمت الشراكة مع كبرى شركات المبيدات وإنتاج مستخلص نباتى من زيت الجوجوبا طبيعى 100% له مجال واسع فى القضاء على أمراض النبات الحشرية والفطرية، مؤكدا أن فوائد واستخدامات زيت الجوجوبا فى أنه يختلف عن معظم الزيوت النباتية الأخرى، فهو يحتوى على مواصفات عالمية فريدة للعناية بالجسم والبشرة والشعر وأصبح عنصرا مشتركا فى مكونات المنتجات الصحية والعناية بالجمال ويتشابه زيت الجوجوبا بزيت حوت العنبر، ويصل سعر الكيلو إلى 100 جنيه.
وأوضح "إسماعيل"، أن زيت الجوجوبا يستخدم خصيصا فى علاج مشاكل الجلد وكبلسم للشعر والبشرة، لأنه يعمل على ترطيب الشعر ويعمل بمثابة مطهر للبشرة، ويعالج الجوجوبا حب الشباب وعلاج الصدفية وعلاج مشاكل الجلد ويدخل زيت الجوجوبا كأحد مكونات علاج ألم الأسنان، كما يساعد على الشفاء من الجروح والتقليل من الالتهابات الجلدية ومنع الإصابة بالصلع.
وأكد رئيس الشركة، على أن أشجار الجوجوبا تدخل فى صناعة الوقود وزيوت المحركات فى الطائرات والآلات المختلفة، كما يدخل بشكل كبير فى صناعة مستحضرات التجميل.
ومن جانبه أفاد المهندس حازم سعد زهران، المدير التنفيذى للشركة، بأن أشجار الجوجوبا تعتمد على طريقتين للإكثار وهما الإكثار الخضرى والإكثار بالبذرة وهى طريقة سهلة يستلزم لها بذور تامة النضج تنقع لمدة 4 ساعات فى ماء دافئ وتزرع فى أكياس مملوءة بخليط من الرمل والبيتموس ثم تولى بالرى دون إفراط أو نقص حتى تستكمل الإنبات وتظل فى الكيس حتى تنقل فى الحقل المستديم.
وأضاف "زهران"، أن شتلات الجوجوبا الناتجة عن الإكثار البذرى تكون متباينة فى صفاتها الخضرية والإنتاجية على عكس الشتلات الناتجة عن الإكثار الخضرى وأن الشتلات الناتجة عن الإكثار بالبذرة تتأخر فى إنتاج المحصول من عام إلى اثنين مقارنة بالشتلات الناتجة عن الإكثار الخضرى الذى يتميز بالتعرف على جنس الشتلة المنتجة (مذكرة أو مؤنثة) دون الانتظار عام أو اثنين حتى مرحلة التزهير كما فى التكاثر بالبذرة.
ويعرف نبات الجوجوبا، وهو نبات صحراوى، بتحمل الظروف والأجواء المتطرفة الحارة والباردة وملوحة التربة العالية وأيضا المياه العالية الملوحة فهو يتحمل العيش فى درجة من ( -5 إلى 50) درجة مئوية، ويتميز هذا النبات بمقاومته العالية للأمراض والآفات واحتياجه القليل للماء لذا يعتبر نباتا مثاليا لإكثاره وزراعته فى الصحارى الكثيرة فى البلاد العربية للاستفادة من إنتاجه من الزيوت لتحويلها إلى وقود نباتى رخيص ومستديم.
وعرفت القيمة الاقتصادية لهذا النبات منذ عدة سنوات حيث يحتوى بذوره على (40%-60%) من وزنها زيتا نقيا وشجيرة الجوجوبا مستديمة الخضرة يتراوح ارتفاعها نحو 60سم إلى 4,5 متر ويصل قطرها إلى حوالى 2,5 متر ولها أكثر من ساق رئيسى وكثيرة التفريع ودائرية الشكل والأوراق بيضاوية متقابلة ذات نصل سميك جلوى تكسوها شعيرات دقيقة شمعية لتقلل من فقد الماء وتشبه إلى حد كبير أوراق الزيتون، بالإضافة إلى أن الأوراق تحمل رأسية على الأفرع مما يقلل من تعرضها لأشعة الشمس وتعمر من 100 ـــ 150 عاما وللنبات مجموع جذرى قوى يتكون من جذر وتدى عميق قد يصل طوله لأكثر من 10 أمتار ويتفرع من الجذر الوتدى مجموعة من جذور جانبية غير سطحية.