أكد نائب رئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح فى الصين نينج جى تشه أن بلاده قادرة على الحفاظ على تنمية اقتصادية مستقرة وصحية ومستدامة وسط الاحتكاك التجارى المتصاعد مع الولايات المتحدة.
وقال تشه، وهو أحد أعضاء الوفد المشارك فى عدة جولات من المحادثات التجارية - فى تصريحات نقلتها شبكة تليفزيون الصين الدولية (سى جى تى إن) اليوم الثلاثاء، إنه ينبغى النظر إلى طبيعة الاحتكاك التجارى بين الصين والولايات المتحدة من عدة جوانب.
وأوضح أن أول هذه الجوانب أن "الاحتكاك التجارى بين الصين والولايات المتحدة هو احتكاك بين التجارة الحرة وبين الحمائية، حيث ترفع الولايات المتحدة عاليا عصا زيادة التعريفات، من خلال رفع التعريفات الجمركية وممارسة الرقابة على الصادرات، والحمائية التجارية والاستثمارية".
وأضاف أن الجانب الثانى هو أن "الاحتكاك التجارى بين الصين والولايات المتحدة احتكاك بين العولمة الاقتصادية وبين الأحادية، حيث تضع الولايات المتحدة مصالحها الوطنية فوق كل شيء، وقانونها فوق القانون الدولي، وتمارس ما يسمى بـ "الولاية القضائية طويلة الذراع"، وتفرض عقوبات تعسفية على الدول الأخرى وشركاتها".
وتابع أن الجانب الثالث يتمثل فى أن "الاحتكاك التجارى بين الصين والولايات المتحدة هو احتكاك بين التشاور المتكافيء وبين التنمر، حيث تحاول الولايات المتحدة توجيه الأوامر إلى الصين وفرض الضغوط الشديدة عليها خلال المفاوضات التجارية، وتطمع فى المزيد دائما، ويؤدى ذلك دائما إلى عدم تقدم المفاوضات بسلاسة".
وشدد نائب رئيس لجنة الدولة للتنمية والإصلاح فى الصين على أنه رغم أن التعريفات الأمريكية قد تجلب بعض التأثيرات على الاقتصاد الصيني، غير أن التجارة بين الصين والولايات المتحدة لا تمثل إلا جزءا صغيرا فى إجمالى التجارة الخارجية للصين، وأن هناك حيزا كبيرا من الأسواق للصين فى أجزاء أخرى فى العالم.
وأشار تشه إلى أنه فى العام الماضي، تجاوز حجم التجارة بين الصين والولايات المتحدة 630 مليار دولار، وهذا رقم كبير لكنه احتل السبع فقط (واحد على سبعة) من إجمالى حجم التجارة الخارجية للصين البالغ 6ر4 تريليون دولار، وأن ذلك يشير إلى أن الصين لديها مساحة كبيرة جدا فى أسواق الدول على طول الحزام والطريق، وكذلك المناطق المجاورة لهذه الدول، فضلا عن غيرها من البلدان المتقدمة.
وقال تشه "إن الصين ستقلل من تأثير الاحتكاك التجارى طالما أنها تستطيع الحفاظ على استراتيجياتها وتواصل التركيز على أمورها الخاصة، وإنه على المدى المتوسط والبعيد، تستطيع الصين الحفاظ على نمو اقتصادى مستقر وصحى ومستدام، وإن أحد الأدلة هو وجود دافع كاف للتنمية فى السوق المحلية الصينية، حيث حققت الصين نموا اقتصاديا بنسبة 6ر6% العام الماضي، وتم تسجيل أكثر من 100 مليون شركة فى السوق الصينية، بمتوسط معدل تنشيط يتجاوز 70%، وبدأت المزيد من الشركات فى ريادة الأعمال، ما يوضح الحيوية الداخلية لاقتصاد الصين".
وأكد أن الصين تتمتع بسوق ضخمة تضم 4ر1 مليار شخص فى حين يتحسن هيكل الاستهلاك بما يدعم التطور الاقتصادى المستقر، إلى جانب أن بعض الشركات الصينية أصبحت أكثر تنافسية على الساحة الدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة