مقاصد سياحية "من 50 سنة".. اختفت من خريطة السياحة المصرية.. حلوان أشهر مراكز الاستشفاء فى العالم.. أطفأ الإهمال عيونها الكبريتية.. المنيا استراحة النيل وإخناتون.. الفيوم مقصد محبى التجديف والتزحلق على الماء

الثلاثاء، 28 مايو 2019 09:00 م
مقاصد سياحية "من 50 سنة".. اختفت من خريطة السياحة المصرية.. حلوان أشهر مراكز الاستشفاء فى العالم.. أطفأ الإهمال عيونها الكبريتية.. المنيا استراحة النيل وإخناتون.. الفيوم مقصد محبى التجديف والتزحلق على الماء سياحة أرشيفية
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الوقت يترك بصماته على كل شىء فى حياتنا، أحيانا بالسلب وأخرى بالإيجاب، فبمرور الوقت تتغير الملامح والصفات، وتتبدل الشوارع والمبانى، ويٌصيب المشيب بعض الأحياء والمدن فتذبل، وتظهر غيرها تخطف منها الأضواء وتتجه لها الأبصار.

هذا ما حدث لخريطة السياحة المصرية خلال الـ50 عاما الماضية من تغييرات، حيث كانت هناك مقاصد سياحية أساسية فى مصر لم يعد لها وجود الآن على الخريطة السياحية، وأخرى توارت من حملات الترويج والتنشيط السياحى، فى حين ظهرت مقاصد أخرى احتلت الصدارة والعالمية.

دليل السائح لمصر والذى أصدرته وزارة السياحة عام 1969 حكى تاريخ المقاصد السياحية فى تلك الآونة والتى كانت تحتل الصدارة لدى السائح، وتحظى بشهرة عالمية، ولكن للأسف لم يعد بعضها مقصدا سياحيا اليوم ولا تطأ أرضه أى جنسية أجنبية.

 

حلوان أشهر مراكز استشفاء العالم
 

فلن يصدق أحد فى يومنا هذا أن حلوان كانت أشهر المقاصد السياحية فى مصر، والتى وصفها الدليل بـ"مدينة الجمال والصحة والشمس المشرقة"، مؤكدا أنها تشتهر بجوها حيث الهواء النقى والجاف، وتعد من أشهر مراكز الاستشفاء فى العالم، وكانت تشتهر بمياهها المعدنية التى تستخدم للعلاج منذ عهد أمنحتب وزير الملك زوسر عام 1600 قبل الميلاد.

حلوان السياحية كما قال عنها الدليل " يأتى إليها الزوار من كافة انحاء العالم للعلاج فى فى مركز العلاج بعين حلوان الكبريتية، وعولج فيها العديد من الزوار الأجانب بناء على توصية الإخصائيين العالميين، حيث يشتهر مركز العلاج بصفة خاصة بعلاج الروماتيزم وأمراض التنفس"، ونشر الدليل صورة لممثلة ألمانية شهيرة "انجريد شيلار" وهى تقضى إجازتها فى حلوان.

وكانت حلوان بها خمس فنادق رشحها دليل السائح للإقامة بها، منها فندق أنطونيو، و"دى برينس" أو الأمراء، وفندق إفرجرين، وإكسلسيور، وجلانز، وكانت أبرز معالم حلوان "العين الكبريتية"، والتى افتتحها عباس حلمى الثانى فى عام 1899 واندفع السائحون إليها من مختلف البلدان.

الحديقة اليابانية كانت من أهم معالم حلوان السياحية والتى يزينها تماثيل بوذا داعية السلام والحب، والبحيرة الكبيرة بها التى كانت تغطيها أوراق البردى، و"كابريتاج حلوان" الذى وصفه الدليل من أجمل الكازينوهات الشتوية، ومتحف استراحة حلوان المطل على النيل، حيث كانت توجد "معدية" يمكن أن تنقلك للضفة الغربية للنيل حيث توجد آثار العاصمة المصرية القديمة ممفيس وهرم سقارة المدرج، وهذه الاستراحة كانت خاصة بالملك فاروق.

وكذلك كان يعد مرصد حلوان العالمى أحد مرتفعات المقطم، ومتحف الشمع الذى يوجد بالقرب من العين الكبريتية، وكان يعد من أجمل متاحف الشمع حول العالم ويضم مجموعة تماثيل من الشمع تمثل بعض الشخصيات والأحداث التاريخية الهامة وآخرى تمثل الحياة الشعبية المصرية، وكان رسم الدخول للمتحف عشرة قروش.

 

المنيا.. آثار مصر الوسطى
 

عندما ترك إخناتون عبادة أمون، هجر طيبة إلى تل العمارنة حيث أنشأ عاصمة لإلهة الجديد فتحولت إلى قبلة معتنقى الدين الجديد، إنها عروس الصعيد "محافظة المنيا" التى كانت محطة سياحية هامة خاصة للسياحة الثقافية لم تعد متواجدة الآن، رغم بعض الجهود الحكومية لإعادتها.

وقال الدليل عنها "إذا أردت أن تشهد التراث الرائع الذى خلفته الحضارات المختلفة المتعاقبة فلا تقنع فقط بزيارة القاهرة والأقصر، بل لابد من أن تطيل زيارتك يومين آخرين كى تتاح لك الفرصة لمشاهدة المناطق الأثرية الفريدة الموجودة بمحافظة المنيا والتى تبهر عيون الزوار".

ومن أهم الآثار، مقابر بنى حسن والأشمونين وتونا الجبل وتل العمارنة، حيث تضم المحافظة مجموعة من المناطق الأثرية التى خلفها المصريون القدماء ليخلدوا بها ما كانوا يتمتعون به من ذوق رفيع وموهبة فنية، ونصح الدليل الزوار بالوصول للمنيا عبر البواخر السياحية التى كانت تتحرك من القاهرة للأقصر.

 

 الفيوم.. أكبر واحة طبيعية فى مصر
 

"أكبر واحة طبيعية على أرض مصر"، هكذا وصف الدليل الفيوم، التى تحتضن عشرات الذكريات، عاش فيها يوسف الصديق ولهذا سمى فرع النيل الذى يرويها باسم بحر يوسف، وبها بحيرة قارون التى تدور حولها الحكايات والآمال فى العثور على كنز قارون الذى يعتقد الصيادون أنه فى قاع البحيرة، وفى الفيوم السواقى الشهيرة التى تسمع صوتها فى الليل والنهار".

الفيوم كانت محطة سياحية هامة فى مصر روج لها الدليل السياحى، مقدما للسائح سلسلة من الحواديت الشيقة عن تاريخ المكان، ويعود أصل كلمة الفيوم "بايوما" بلغة المصريين القدماء ومعناها البحيرة، وهى بحيرة موريس التى كانت تغطى كل المنطقة فى العصور القديمة، وبعيدا عن التاريخ وأساطيره فستجد الواقع أمتع وأجمل حيث الخضرة والمناظر الطبيعية وبحيرة قارون التى كانت مقصدا لعشاق التجديف والتزحلق على الماء.

على مر العقود الخمس الماضية خرجت تلك المقاصد من الخريطة السياحية لمصر لأسباب مختلفة، فحلوان تعرضت لإهمال أطفأ نور عيونها الكبريتية، والمنيا خرجت لظروف خاصة بعد أن تسبب إرهاب التسعينيات فى توقف حركة البواخر السياحية فنسى منظمى الرحلات السياحية أن هنا كان يحج الناس بعد دعوة التوحيد، والفيوم لم تجد العناية الكافية فهجر رواد البحيرة مياهها وتوقفت السواقى عن الدوران وغابت عنها الحركة السياحية.

لهذا جاء مصطلح السياحة المستدامة، والذى تضعه وزارة السياحة ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادى، وهو التفكير المستمر إلى جانب الترويج السياحى فى اتباع سياسات تحافظ على المقصد من الاندثار لتسليمه للأجيال القادمة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة