فى حب آل بيت رسول الله تجمعوا على اختلاف مناهجهم، فهم الأكثر انتشارا فى القرى والنجوع، ويمثلون أحد أهم التيارات الإسلامية المعتدلة، إنهم أتابع الطرق الصوفية التى عانت الكثير عقب ثورة يناير، إلا أنها عاودت ممارسة طقوسها المعروفة بعدما عاد الاستقرار الأمنى والاقتصادى للبلاد.
حاور "اليوم السابع" الشيخ محمد المراعى وكيل مشايخ الطرق الصوفية بالشرقية، حيث تعد أحد أهم مراكز تجمع الطرق الصوفية، حيث بها 6 طرق رئيسية "الهاشمية، المسلمية، الخليلة، الهراوية، العزايزية، العلوانية، القادرية" بالإضافة لعدد كبير من امتداد للطرق فى المحافظات الأخرى "أفرع" هنا بالمحافظة لهم مريدون وأتباع، كما تنتشر بها أضرحة أولياء الله الصالحين.
فى البداية أكد الشيخ محمد المراعى، أن الصورة المأخوذة عن مشايخ الطرق الصوفية المغيبين عن الواقع، هى صورة غير صحيحة، فلدينا مبدأ "العمل قبل العبادة"، فالكثيرون من مشايخ الطرق وكلاؤهم والمريدون من المثقفين، منهم أساتذة جامعون ومستشارون ومهندسون وأطباء، الصوفية هو متعلق بحب رسول الله وآل البيت، لكنهم غير منعزلين عن المجتمع بادرنا بتنظيم المؤتمرات لدعم التعديلات الدستورية وجدنا من وجبنا توعية وعدم الانسياق خلف الشائعات التى تروج للإثارة البلبلة وزعزعة الاستقرار.
وتابع: عقب ثورة يناير وتصدر الإخوان والسلفيين السلطة، تعرضت الطرق الصوفية لهجمة شديدة، ومنعت من ممارسة طقوسها واقتحمت بعض الأضرحة وهدمت، وقال: إن هذه التيارات ترفض كل من يعارض أفكارها فقد حرقوا الكنائس وكفروا الكثيرين، ونحن بادرنا بحماية الأضرحة بالشرقية وشكلنا لجنة على مستوى المحافظة لحصرها لحمايتها من تعدى سواء من هذه التيارات او من تعديات من المواطنين بالبناء على أرضيهم.
فى هذا الشأن أكد أنه تم حصر عدد الأضرحة على مستوى المحافظة التى بلغت ما يقرب من ألف ضريح ما يقرب من 55% غير مسجل والباقى غير مسجل، فتم تعين حارس على الأضرحة المسجلة لحمايتها، أما غير المسجلة فتم تشكيل لجنة أخرى، التى يقوم عملها بالتأكد أن الضريح للأحد الأولياء الصالحين من خلال البحث فى سيرة الذاتية وتوثيقها لدى المشيخة وبالفعل كل من يتأكد سيرته ذاتية يتم تقديم طلب لاعتماده وتعين خادم عليه، آخرها ضريح الشيخ عبدالقادر هو أحد الأولياء الصالحين وتسبب الزحف العمرانى فى محاولات البعض السيطرة عليه.
عن عودة مواكب احتفالات المولد النبوى "الزفة"، أكد أن مواكب الاحتفال بالمولد النبوى هى من أهم طقوس الصوفية التى اختفت خلال السنوات الماضية بسبب الظروف الأمنية، إلا أنها عادت هذا وستستمر لعودة الأمن والأمان للشارع، كذلك المولد الاحتفالى للأولياء الصالحين، مشيرا أن لدينا ما يقرب من 200 مولد مدرج على مستوى المحافظة.
قال الشيخ المراعى، سنشرط ضوابط لإقامة أى مولد، أهمها أن يكون المولد لأحد الأولياء الصالحين ويكون مدرج لدينا، بالإضافة إلى موافقة الجهات الأمنية لتأمين المكان، مضيفا سنبدأ فى تحويل المولد إلى ملتقى صوفى بحيث يتم إقامة خيمة لكل طريقة صوفية وبذلك يتلقى المشايخ ووكلاءهم من كل طريقة مع بعضهم بالإضافة إلى التركيز على حلقات الذكر والإنشاد.
بسؤاله عن توريث مشيخة الطريقة من ابن لابن، أكد أن مشيخة الطريقة لا تورث بالشكل الذى يعتقده العامة، بل "العهد" لشيخ الطريقة الذى يتولى بعد رحيل السابق له، عادة يكون هو الابن الأكبر أو أحد أشقائه أو أحد النواب، لكن لابد أن تتوافر فيه بعد الشروط أهمها أن يكون بالغا لسن الرشد، ملم بمبادئ الشريعة الإسلامية ويجيد القراءة والكتابة، حسن السمعة والمظهر وذو هيبة، ويتقدم للمشيخة العامة والتى تتولى الموافقة عليه.
الشيخ محمد المراعي
الزميلة ايمان مهنى خلال حوارها مع وكيل مشايخ الصوفية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة