قال وزير التجارة الدولية البريطانى ليام فوكس إن هناك فرص قوية للمملكة المتحدة لبناء علاقات اقتصادية وطيدة مع مصر، فالمملكة المتحدة تشجع الشركات على الاستثمار بالخارج معربا عن اعتقاده أن مصر قوية ومستقرة ومزدهرة لا يخدم فقط الدولة المصرية، لكن المنطقة والمصالح الاستراتيجية البريطانية أيضا، مؤكدا أن الوقت الآن مناسب للغاية لإجراء هذه المناقشات.
وردا على سؤال "اليوم السابع" حول الإصلاحات الاقتصادية التى تبنتها مصر فى الآونة الأخيرة وكيف ستساعد فى جذب المزيد من الاستثمارات البريطانية؟ قال فوكس إن هذه الإجراءات ستتمكن بالفعل من جذب الاستثمارات، فصندوق النقد الدولى أشاد بالطريقة التى تنفذ بها الحكومة المصرية برنامج الإصلاح، حيث حقق الكثير من الأهداف الموضوعة، فمعدل النمو وصل إلى 5.5%، فى الوقت الذى انخفض فيه التضخم والبطالة، وهى المؤشرات التى تفيد بأن البلاد تسير فى الاتجاه الصحيح.
ليام فوكس
وأكد فى لقاء صحفى مع عدد محدود من الصحفيين أن هذا يأتى معه زيادة الازدهار والمزيد من الاستقرار الاجتماعى والتماسك، وهو ما يسفر عن استقرار سياسى أكبر، ولذلك هذا هو الوقت المناسب لبريطانيا لبحث سبل تعزيز هذه العملية من خلال المزيد من الاستثمارات.
واعتبر الوزير أن المزيد من الاستثمارات يعكس بالفعل زيادة الاهتمام المجتمع الاستثمارى البريطانى حيال ما يمكن أن تقدمه مصر فى المستقبل، مشيرا إلى أن المملكة المتحدة هى 3 أكبر مقصد للاستثمارات الأجنبية المباشرة فى العالم، نظرا لوجود نظام قانونى قوى وعمالة ماهرة ووجود تعليم عالى جيد وجود إطار تنظيمى مستقر، وإطار ضريبى جيد، مما يشجع المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وأضاف أن تكرار مثل هذه التجربة فى مصر، سيصب فى مصلحتها كمقصد استثمارى بالخارج.
ليام فوكس أثناء اللقاء الصحفى
وبسؤاله عن تغيير الحكومة فى المملكة المتحدة وتأثير ذلك على العلاقات مع مصر خاصة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبى، قال الوزير البريطانى فيما يتعلق بالعلاقات التجارية الثنائية بين البلدين، إنه أكد للنظراء المصريين أنه على مستوى العلاقات الثنائية، فإن تغيير الحكومة وبريكست لن يشكل اختلافا كبيرا، فالحكومة المصرية ترى المملكة المتحدة، كمصدر محتمل للاستثمارات، فى قطاعات رئيسية مثل التعليم والصحة، والتى جعل منها الرئيس عبد الفتاح السيسى أولوية، وكذلك قطاعات تكنولوجيا الزراعة والخدمات المالية، وهى المناحى التى يمكن أن تعزز فيها بريطانيا التحسن الموجود بالفعل فى مصر.
وبسؤاله عن الاستثمارات فى قطاع الغاز والنفط، قال الوزير، إنه ناقش مع النظراء المصريين تبادل الزيارات بين الجانبين لبحث تعزيز فرص التعاون فى كل القطاعات.
أما عن المشاريع فى أفريقيا وهل تم التطرق إليها فى المناقشات فى إطار جولته التى تشمل مصر وتونس والمغرب، قال فوكس إن المملكة المتحدة ترى مصر بوابة أفريقيا، مؤكدا رغبة بلاده أن تكون أكبر مستثمر فى أفريقيا فى العقود المقبلة، ونحن نقدر ليس فقط الاستثمارات فى مصر وإنما العلاقات التى تملكها القاهرة مع الدول الأفريقية، ما يعزز القدرة على التعاون والعمل معا، حيث تتشارك كل من البلدين فى رؤية التطور الاقتصادى للدول، وتعزيز قدرة الطبقة المتوسطة فى أفريقيا ووجود سوق تصديرى للمملكة المتحدة ولمصر كذلك، مؤكدا أن زيادة الاستقرار السياسى تؤدى إلى زيادة الربحية.
جانب من اللقاء مع المسئولين المصريين
وأكد أن المملكة المتحدة ترى أن التجارة ليست هدفا فى حد ذاتها، وإنما وسيلة لتحقيق الرخاء وزيادة التماسك الاجتماعى والاستقرار الاجتماعى الذى يصب فى مصلحة الجميع.
وقال إن المملكة المتحدة ستستضيف اجتماعات وزير التجارة لدول الكومنولث فى الخريف المقبل، لافتا إلى أنه دعا وزير التجارة للمشاركة فيها كمراقب للتعرف على فرص التعاون مع الدول الأفريقية، وقال إنه التقى وزيرى التجارة والاستثمار، وأجرى معهما مناقشات مثمرة.
وأكد أن زيارته كانت ناجحة للغاية حتى أنه يشعر بتفاؤل أكبر حيال التعاون بين البلدين.
وبسؤاله عن تأثير "بريكست" واستقالة رئيسة وزراء بريطانيا على صورة الاقتصاد البريطانى، أجاب فوكس قائلا إن الاقتصاد البريطانى قوى، حيث إن معدل البطالة فى أقل معدلاته منذ 45 عاما، فى الوقت الذى وصل فيه عدد العمالة إلى أعلى مستوى، بينما يبلغ مستوى التضخم 2% فقط، كما ارتفعت الأجور بنسبة 3%، كما وصل مستوى صادراتها إلى مستوى قياسى هو الأعلى، كما وصلت الاستثمارات الداخلية فى البلاد إلى أعلى مستوى كذلك. وأضاف أنه بغض النظر عن عملية الخروج، فلا يبدو أنها تؤثر على الاقتصاد الفعلى.
أثناء لقائه المسئولين المصريين
وأضاف أن استقرار مصر سيكون له تأثير إيجابى من الناحية الجيوسياسية فى المنطقة بأسرها، وسيعزز القدرة على إحلال الاستقرار بشكل أوسع نطاقا.
وبسؤاله عن انتخابات البرلمان الأوروبى ومشاركة بريطانيا بها، قال ليام فوكس إن البريطانيين صوتوا فى انتخابات يدركون أن مرشحيهم ربما لن يأخذوا مقاعدهم بسبب بريكست، فهى كانت انتخابات غير عادية، حيث اعتبرها كثيرون كوسيلة للاحتجاج، دون وجود عواقب كبيرة، لكن كانت الانتخابات بمثابة درس مستفاد لجميع الأحزاب وكانت بمثابة عقاب للسياسيين وعززت فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى. وهذه هى الديمقراطية، فعندنا تعقد اتفاقا يجب الالتزام بتنفيذه.
أثناء لقاءه مع المسئولين المصريين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة