تنطلق اليوم الخميس فى مكة المكرمة أعمال القمتين الطارئتين العربية والخليجية اللتين دعت لهما المملكة العربية السعودية، فيما تعقد، غداً الجمعة، أعمال قمة منظمة التعاون الإسلامى تحت عنوان "قمة مكة يداً بيد نحو المستقبل"، بمشاركة أعضاء مجلس التعاون الخليجى والجامعة العربية، وتهدف الأولى بحث الاعتداءات الإرهابية على الخليج والتهديدات الإيرانية، وتركز القمة الاسلامية على القضية الفلسطينية والإسلاموفوبيا.
وفى اليوم الأول لإنعقاد القمة العربية والخليجية، تصدرت عناوين القمم الثلاث صحافة المملكة الصادرة اليوم، الخميس، واستحوذت على افتتاحيات أغلبها، فيما تفائل الكتاب الخليجيين بالنتائج التى ستخرج بها القمة، وتحت عنوان "رسائل قمم مكة" أشادت صحيفة "الرياض" السعودية، بالقمم العربية والإسلامية والخليجية التى تستضيفها مكة المكرمة، مؤكدة أن رسالة تلك القمم تجسد تطلعات الشعوب العربية والإسلامية للوحدة وتعزيز الأمن والاستقرار.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها "الأنظار تتجه اليوم نحو مكة المكرمة، حيث تعقد أعمال القمتين الطارئتين، الخليجية والعربية، اللتين دعا إلى عقدهما خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والقمة الإسلامية الاعتيادية لمنظمة التعاون الإسلامى، للتشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة فى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، والدول الإسلامية، فى كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، خاصة فى ظل الهجوم على السفن التجارية فى الخليج العربى، وما قامت به ميليشيات الحوثى الإرهابية المدعومة من إيران بالهجوم على محطتى ضخ نفط بالمملكة، والتداعيات الخطيرة للهجوم على السلم والأمن الإقليمى والدولى، وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية، والحاجة المُلحّة لمواجهة التحديات والأزمات، لتعزيز التضامن الخليجى والعربى والإسلامى فى وقت تمر الأمة فيه بمرحلة دقيقة وحساسة.
الرياض
وأضاف الصحيفة، أن "الحرص على انعقاد القمم الثلاث يجسد تطلعات الشعوب الخليجية والعربية والإسلامية نحو التضامن والوحدة وجمع كلمة المسلمين، وتوحيد صفوفهم؛ والمملكة تتبنّى كل ما من شأنه تعزيـز الروابط بين الشعوب، وقضايا المنطقة، وتحقيق وحدة الكلمة هو الهمّ الكبير لحكومة المملكة على مرّ تاريخها، فالمملكة تُدرك حساسية الحالة التى تشهدها منطقة الخليج العربى، وخطورة التصعيد الذى تشهده المنطقة بسبب الدور الإيرانى التخريبى الذى يمثل تهديدا خطيرا للأمن والاستقرار، ويحاول جرّ المنطقة إلى حرب طاحنة".
وأكدت الافتتاحية أن المملكة تعتز بدورها فى توحيد الصف، مشددة على أن "مواقفها متعددة فى تجسيد التضامن بين دول المنطقة والدول العربية والإسلامية، إذ تدعم بشكل متواصل كل ما يجمع ويُوحّد شمل المسلمين، وآخر ذلك تشكيل التحالف الإسلامى العسكرى لمحاربة الإرهاب، الذى اتخذ من الرياض غرفة عمليات مشتركة له، ولها مواقف مشهودة مع كثير من الدول للتصدى للأحزاب والتنظيمات الإرهابية".
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "الأمل كبير بأن يخرج قادة الدول العربية والإسلامية بموقف ورسالة حازمة ضد النظام الإيرانى المُزعزع للاستقرار، والداعم للإرهاب، والمستمر فى مواصلة سياساته العدائية ضد الدول المحيطة وإشاعة الفتن والحروب، واستهداف مصالح الدول الخليجية، وإجباره على وقف أعماله العدائية الأخرى المتمثلة فى دعم القوى المتطرفة والإرهابية التى تُهدّد الأمن الخليجى العربى المشترك، وحمل ذلك النظام على الالتزام بمبادئ القانون الدولى ووقف تدخلاته التى جلبت الفوضى والخراب لعديد من الدول، ووصل خطر هذا النظام المنبوذ إلى مستويات يجب مواجهتها دوليًّا بكل الطرق.
أما صحيفة "اليوم" تحدثت عن المرحلة التى تنعقد فيها تلك القمم، وقالت فى افتتاحيتها التى جاءت بعنوان ( قمم مكة والمرحلة الفارقة) " لاشك أن القمم العربية والخليجية والإسلامية بمكة المكرمة تمثل مرحلة فارقة فى الظروف الحرجة والصعبة التي تعيشها دول المنطقة.
وأضافت أن استعادة الأمن والاستقرار فى ربوعها تحول إلى هاجس يشغل ساسة تلك الدول فى ظل التطورات الخطيرة التى جاءت كإفراز للدور الإيرانى العابث المتمثل فى إقدام حكام طهران على نشر أساليب الفوضى والاضطرابات والفتن والطائفية وخطابات الكراهية والسعى لإشعال فتائل الحروب فى بعض تلك الدول إما بطريقة مباشرة أو عن طريق عملائهم في المنطقة كما هو الحال فى الجنوب اللبناني واليمن وغيرهما من الأقطار والأمصار، كما أن التدخلات السافرة لنظام الملالى فى الشؤون الداخلية لدول المنطقة أدى إلى ظهور موجة عارمة من الاستنكار من كافة دول العالم المحبة للحرية والأمن والسلم، والهدف الإيرانى من نشر تلك الأساليب العدوانية يصب فى قنوات تمزيق الدول العربية ووضعها على صفيح ساخن يغلى بالأزمات.
اليوم
وتابعت"لقد سعت إيران عبر عملائها في اليمن والجنوب اللبنانى وسوريا والعراق إلى قيام سلسلة من المؤامرات التي لابد من مواجهتها بحزم وعزم، فدعم تلك الميليشيات الإرهابية في تلك الدول يستهدف تقسيم الأمة العربية وإضعافها وإشعال الفتن المذهبية فيها لتبقى تحت عناء معاناة دائمة تحول دون استقرارها وأمنها، فاليمن يعاني من تعليق أزمته جراء تدخل النظام الإيرانى ومده للميليشيات الحوثية بالأموال والأسلحة والعناصر ليس لإطالة أمد الأزمة فحسب بل للعدوان الآثم على أراضي المملكة بالصواريخ الباليستية، كما أن الأزمات لاتزال مشتعلة في الأراضي السورية بفعل الدعم الإيراني اللامحدود لحزب الله الإرهابى، ويمكن قياس ما يحدث فى اليمن وسوريا بما يحدث فى العراق وليبيا وفى كافة بؤر النزاع فى العالم التى ثبت بما لا يقبل الشك أن النظام الإيرانى ضالع فى إشعالها بالفتن والحروب.
واستطردت "وإزاء ذلك جاءت القمم الثلاث في وقت متزامن مع تلك الأحداث الخطيرة لوضع نهاية حاسمة لها تحول دون تفاقمها ووصولها إلى أعلى درجات التوتر إنقاذا للمنطقة من الانجراف إلى هاوية سحيقة تهدد أمنها القومى وتعبث بمقدراتها، فهي تشتعل حاليا بأزمات ساخنة مبعثها التدخل الإيراني في شؤون دولها الداخلية وبث ظاهرة الإرهاب في ربوعها الآمنة المستقرة بهدف تمزيق كلمتها وصفها وتضامنها، وهو أمر لا يمكن السكوت عليه فلابد من اتخاذ خطوات حاسمة تلجم النظام الإيراني وترغمه على وقف تجاوزاته واستهانته بإرادة شعوب المنطقة فضلا عن استهانته بكل المواثيق والقرارات والأعراف الدولية ذات الصلة باعتداءاته الغادرة على تلك الشعوب وعلى دول العالم قاطبة".
وختمت "وصول الاستهتار الإيرانى إلى مرحلة تخريب السفن التجارية والهجوم على المضخات النفطية بالمملكة أثار غضب العالم بحكم أن تلك الاعتداءات الصارخة تلحق أفدح الأضرار ليس بدول المنطقة فحسب بل باقتصاديات دول العالم، والحلم الإيرانى القديم بقيام الامبراطورية الفارسية المزعومة على أنقاض حرية الشعوب وعلى الإضرار بالمصالح الاقتصادية لسائر دول المعمورة هو حلم لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع لتصادمه مع سيادة دول المنطقة وتصادمه مع السلم والأمن الدوليين، وهذا يعني أن قمم مكة لابد أن تفرز قرارا عربيا وخليجيا وإسلاميا يتصدى للعبث الإيرانى ويضع نهاية حتمية لفصول مسرحية هزلية تمارسها إيران لإشعال المنطقة بالحروب وتهديد الأمن والسلم الدوليين وإصابة استقرار الأسواق النفطية العالمية فى مقتل".
وتحت عنوان " إلى مكة السلام" تقول صحيفة الاتحاد الإماراتية أن نقاشات اليوم محورها العمليات التخريبية التى استهدفت 4 سفن تجارية قرب المياه الإقليمية للإمارات، وهجوم ميليشيات الحوثى الإرهابية بطائرات «درون» على محطتى ضخ قرب الرياض، وتداعيات هذه الاعتداءات على السلم والأمن الإقليمى والدولى، وعلى إمدادات أسواق النفط العالمية واستقرارها، وسط توقعات باتخاذ إجراءات حاسمة للتعامل مع التهديدات، ورفض أى محاولة تمس أمن الخليج العربى. أما القمة الإسلامية، فإن محاورها الأهم، القضية الفلسطينية وسبل مواجهة تنامى خطاب الكراهية والإرهاب والتطرف التى تتطلب توحيد الرؤى المشتركة.
الاتحاد
وأضافت: "فى بلاد السلام، وبضيافة ملك السلام، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الفرصة متاحة لإنجاز أى اتفاق يخدم مصالح العرب والمسلمين، ويجمع كلمتهم على ما يؤدي لخير الشعوب واستقرار الدول وفق قواعد ثابتة وسليمة أساسها التعاون واحترام السيادة".
وتابعت: "فى القمم الثلاث، قاسم مشترك كفيل بإنجاحها، يكمن في نية صادقة للمملكة العربية السعودية شعارها خير الأمتين العربية والإسلامية، قادرة على جمع الكلمة فى وجه أصوات شاذة بات يعرفها العالمان العربى والإسلامى جيداً".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة