تسبب تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بفرض رسوم على جميع الواردات الآتية من المكسيك، فى اشتعال الأسواق العالمية فى ظل فتح أمريكا جبهة جديدة للحرب التجارية المشتعلة مع الصين حاليا، والتى تسببت فى تضرر حركة التجارة عالميا، وزيادة مخاوف المستثمرين.
تهديدات ترامب أمس الخميس، والتى أعلن فيها أن الولايات المتحدة ستفرض اعتبارا من 10 يونيو 2019 رسوما جمركية بنسبة 5% على كُل السلع الواردة من المكسيك، طالما استمر تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى بلاده عبر الحدود المكسيكية، تسببت فى تضاعف المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي.
ورغم أن الرئيس المكسيكي دعا نظيره الأميركي إلى الحوار بشأن مسألة الهجرة غير الشرعية والرسوم الجديدة، إلا أن ترامب أكد في تغريدة على تويتر، أن الرسوم الجمركية ستزداد تدريجيا، طالما لم يتم حل مشكلة الهجرة غير الشرعية".
وأشار إلى أن الرسوم الجمركية الجديدة على المكسيك قد ترتفع إلى 25% في أكتوبر 2019 إذا لم توقِف المكسيك "تدفق الأجانب غير الشرعيين عبر أراضيها"، بحسب ما أوضح ترامب في بيان صادر عن البيت الأبيض.
هذه التطورات جاءت فى صالح المعدن النفيس "الذهب" والذى شهد زيادة ملحوظة فى الطلب عليه، الأمر الذى دفع الأسعار العالمية للذهب للصعود قرابة 20 دولارا، حيث ارتفعت من 1275 دولار إلى 1295 دولار، فى أعلى صعود للمعدن الأصفر فى شهر.
التصعيد الأمريكى ضد المكسيك، تسبب أيضا في صعود المعادن النفيسة الأخرى، حيث زادت الفضة بنسبة 0.1% في المعاملات الفورية إلى 14.54 دولار للأوقية، واستقر البلاتين عند 791.36 دولار للأوقية.
سوق الصاغة فى مصر، لم يكن بعيدا عن هذه التطورات، حيث صعد المعدن النفيس 6 جنيهات دفعة واحدة، نتيجة الصعود العالمى للذهب، ليكسر بذلك التراجع الذى يشهده الذهب فى مصر، نتيجة الانخفاض الملحوظ فى سعر الدولار الذى تشهده البلاد منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بحسب الدكتور وديع أنطون عضو شعبة الصاغة بالغرفة التجارية.
وشهدت أسعار الذهب فى مستهل تعاملات الجمعة 31-5-2019 ارتفاعا بقيمة 6 جنيهات، ليسجل الذهب عيار 21 وهو الأكثر رواجا فى سوق الصاغة بمصر 606 جنيها، مع توقعات بتحرك آخر للذهب فى حال استمرار صعود الأسعار العالمية.
وكشف نادى نجيب عضو شعبة الذهب، أن عيار 18 ارتفع ليسجل 519 جنيها للجرام، كما ارتفع عيار 24 ليسجل 692 جنيها للجرام، فيما بلغ سعر الجنيه الذهب 4848 جنيها.
وأرجع نجيب أسباب ارتفاع الأسعار فى مصر، إلى صعود أوقية الذهب عالميا قرابة 20 دولارا منذ أمس، نتيجة تطورات ملحوظة فى تصعيد أمريكا ضد المكسيك، وفى ظل عدم التوصل إلى حلول بين إدارة واشنطن وبكين، الأمر الذى عزز الطلب على المعدن النفيس عالميا ومن ثم صعود سعره وتأثر السوق المصرى بهذه الأحداث.
وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن تراجع الدولار فى مصر بصورة ملحوظة الأيام الماضية ساهم فى الحد من صعود الذهب بشكل أكبر من ذلك، فالأسعار ارتفعت 6 جنيهات فقط، لكن إذا كان الدولار مرتفع فإن الأسعار قد تتجاوز هذه الأرقام بكثير.
ويرى بعض تجار المعدن النفيس، أن سوق الذهب لن يستقر طويلا عند هذه الأسعار وأن تطورات سعر الدولار فى مصر، إضافة إلى التطورات العالمية، قد تؤدى إلى مزيد من التغير فى سعر الذهب الأيام المقبلة، ويؤكد التجار أنه كلما هبط سعر الدولار فى البنوك والمصارف الرسمية، تراجع معه سعر الذهب فى مصر، لأنه يتم التعامل على الذهب "شراءً وبيعا" بالعملة الأمريكية.