-
القس ثروت قادس: الرئيس السيسى اختيار من ربنا للمصريين
"المسيحية فى مصر تعيش عصرها الذهبى فى عهد الرئيس السيسى"، كلمات قالها الدكتور القس ثروت قادس، رئيس اتحاد الجاليات المصرية بأوربا، ومؤسس مجلس الحوار بالكنيسة الإنجلية خلال حواره مع "اليوم السابع"، حيث أكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى اختيار من الله للمصريين، مضيفا إن الأوروبيين أيدوا الإخوان خلال فترة حكمهم كثيرا لافتا إلى دور اتحاد الجاليات المصرية فى أوروبا فى تصحيح المفاهيم عن مصر التي تواجه كما من الشائعات وإلى نص الحوار..
حدثنا عن نشأتك وكيف سافرت لألمانيا حتى وصلت رئيسا لاتحاد الجاليات المصرية بالخارج؟
فخور أنى ولدت بالصعيد بمدينة ملوى فى محافظة المنيا، لأسرة كانت تفهم تماما أن كلنا واحد لا يوجد فرق بين مسيحى ومسلم، وشهر رمضان كان دائما يذكرنى بطفولتى كنت أشاهد جارتى "الست أم محمد" تتبادل مع والدتى أطباق الكنافة، ودرست اللاهوت المسيحى فى القاهرة، وحصلت على بكالوريوس العلوم اللاهوتية، ونصبت قسا فى السبلاوين بالدقهلية، وتم اختيارى ممثلا للشباب فى الكنيسة الإنجيلية فى ألمانيا لمدة سنة، من عام 1967 إلى 1968 وهنا كانت البداية.
وفى نهاية العام رجعت لمصر وكان معى منحة للدراسة، فتخصصت فى دراسة العلوم الإسلامية والفقه الإسلامى لمدة 5 سنوات، وحصلت على الدكتواره الأولى، حتى وصلت إلى أن الفكر المسيحى والإسلامى متفقان مع بعضهما البعض، وتعمقت جدا فى دراسة الأحاديث النبوية، وعملت دكتوراة ثانية، وجمعت كل ذلك تحت مسمى الحوار، وكنت راعيا لكنيسة ألمانية لمدة 40 سنة، وآخر 10 سنوات أستاذا فى جامعة فرانكفورت فى ألمانيا ومؤسس قسم الحوار الإسلامى المسيحى بالجامعة، ونجحت الحمد لله فى ألمانيا، وحاليا أعيش حاليا ما بين مصر وألمانيا، لأن زوجتى وأسرتى تعيش هناك، وأشغل منصب رئيس اتحاد الجاليات المصرية بأوروبا، ورئيس مجلس الحوار بالكنيسة الإنجيلية.
فى البداية حدثنا عن مفهوم الكنيسة الإنجلية؟
هى جاءت بعد الإصلاح، ومنذ عام 1854 بدأت الكنيسة الإنجلية بمصر، بأساسين مهمين جدا لهما علاقة بالإنسان وهما التعليم والصحة، حيث عندما بدأت لم تبدأ ببناء كنيسة بدأت ببناء مدرسة ومستشفى، وبعد المدرسة والمستشفى تنشأ كنيسة، وفى أى بلد فيها كنيسة إنجلية تقوم فى البداية بإنشاء مدرسة ومستشفى أولا، وهى فى الأصل قائمة على أساسين مهمين جدا وهما الاهتمام بالتعليم والصحة، ونمت الكنيسة الإنجلية من صعيد مصر إلى الشمال، وحاليا عددنا يزيد عن 2 مليون مسيحى مصرى، ولو زرنا أى كنيسة إنجلية سنجد أبناءها متطورين فى الفكر حسب المجتمع الذى يعيشون فيه.
ما الفرق بين الكنيسة الإنجلية وبين الكنائس الأخرى؟
هناك كنائس نسميها كنائس تقليدية، مثل الأرثوذكسية والكاثوليكية، لكن الإنجيلية هى فى الواقع فيها نوع من أنواع تطوير الفكر، تطوير الفكر القديم وتجدده، مثل ما يقال تجديد الخطاب الدينى، ومعناه تفسير النص بالنسبة للوضع الحالى، وهذا هو دور الكنيسة الإنجيلية.
ما الدور الذى تقوم به الكنيسة الإنجلية فى الحوار المسيحى الإسلامى؟
الكنيسة الإنجيلية فى مصر أول من بدأت الحوار المسيحى الإسلامى فى مصر والعالم، والغرب بدأ يستقى من أبناء مصر والكنيسة الإنجيلية دائما تؤمن بالحوار وخاصة الحوار المسيحى الإسلامى.
حدثنا عن دور الكنيسة فى إقامة الحوار ومد جسور التواصل مع الآخر؟
الكنيسة لعبت دورا كبيرا فى مد الجسور على مدار زمانها، وما زالت مستمرة فى مد الجسور وتقوية العلاقات بين البشر رغم اختلافاتهم، وللكنيسة الإنجيلية باع طويل فى مجال الحوار المسيحى المسيحى، والمسيحى الإسلامى، من خلال الأزهر والكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، وذلك من خلال عقد مؤتمرات ولقاءات فكرية وأنشطة، والوصول إلى أرضية كبيرة مشتركة تجمع بين الاثنين وتذيب كل الفوارق أو السدود والحواجز التى كانت بينهم.
متى تم تأسيس الاتحاد العام للمصريين بالخارج؟ حدثنا عن دوره؟
بدأ فى الخارج منذ سنوات طويلة، كل واحد فى مكانه يعمل رابطة للمصريين، تطورنا وجدنا عندنا 20 رابطة فى ألمانيا، فقمنا بتأسيس اتحاد الجاليات المصرية فى ألمانيا وبعدها علمنا برابطات فى سويسرا وإنجلترا، وتم اختيارى رئيسا لاتحاد الجاليات المصرية فى ألمانيا.
ويهتم الاتحاد بالمصريين القادمين من مصر ويرعاهم، ويعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عما حدث فى مصر للظروف السياسية، مثل مؤسسات حقوق الإنسان بالخارج، التى تتحدث عن أن المصريين فى مصر مضطهدين ونحن مختصون بتصحيح هذه المفاهيم المغلوطة، ونرد عليهم بأننا نعيش الآن فى العصر الذهبى للمسيحيين، بدليل كل الكنائس التى حرقت والمنشآت المسيحية التى دمرت تم بناؤها من جديد، وهذا دورنا أمام الألمان والأوروبين، ونهدف لوضع استراتيجية وخطة بعيدة المدى لجذب الاستثمار الأجنبى وتنشيط السياحة.
كيف ينظر العالم فى أوروبا لمصر والمصريين؟
الأوروبيون مهتمون جدا بالشرق الأوسط، والعالم كله متابع التقدم الذى يحدث الآن فى مصر، ودورنا نعرض لهم حقيقة ما يتم فى مصر، ومن أجل ذلك أنشأت "الأكاديمية الدولية" للحوار وندعو الأوروبيين بـ"تعالوا شوفوا مصر".
كيف كان ينظر العالم الأوروبى لمصر فترة حكم الإخوان؟
"الأوروبيون كانوا مشجعين الإخوان وعايزين الإخوان يستمروا فى الحكم لأنهم جايين على هواهم، أول حاجة عملوها أنهم حاولوا بيع سيناء لهم لضمان أمن إسرائيل، والإخوان فترة حكمهم كانوا بيقولوا العاصمة بتاعتنا القدس وليس القاهرة، لذلك الأوروبيون كانوا بيشجعوهم، ولحد اليوم يتحدثون عن وضعهم فى السجون، وعن عدم حرية الصحافة، وعندما نخاطبهم نقول لهم إذن كان الإعلام يقوم بدور تحريضى لتدمير مصر ، فهل يتم تركه دون جزاء، لابد من معاقبته لكى نصل للأمن والسلام والهدوء، بدليل السياحة تقدمت فى الفترة الأخيرة، وهذا لن يعجب الأوروبيون هما عايزين نعيش فى قلق على طول وفقر لكى نمد يدنا لهم، لكن ذلك لن يحدث لأن ربنا معانا أولا، خاصة تحت قيادة الرئيس السيسى لأنه جاء من عند ربنا وليس البشر لكن ربنا اختاره لكى يكون مسئولا عن مصر، يهتم بالفقير والمرأة وأى نقطة فيها ضعف فى البلد، وأنقذ البلد فى وقت حرج قبل أن تصبح مصر مثل سوريا واليمن، ولذلك بقول للأوروبيين والألمان أنتم محتاجين للسيسى ومصر، لأن طول ما فى قوة وقاعدة قوية فى مصر، لن يأتى لأراضيكم هجرة غيرة شرعية ولا إرهابى، لأن مصر موقفة كل ذلك، وحاليا نظرتهم تغيرت عن مصر تماما بفضل الاستقرار الذى تعيشه".
محمد صلاح.. هل غير نظرة الأوروبين فى الخارج عن مصر؟
"محمد صلاح، دا موضوع تانى هم بيشجعوه لمصلحتهم لأن ليفربول بتكسب ماديا من وراءه، لكن لا شك وجوده محمد صلاح فى أوروبا عمل نهضة كبيرة وتغيير فكر، ويوجد عدد كبير من العلماء فى أوروبا مصريين لهم دور أيضا عن تغيير نظرة الأوروبيين لمصر.
قيل أنك شاركت فى إنشاء أول كنيسة أرثوذكسية فى ألمانيا حدثنا عن ذلك؟
فى منتصف السبعينات كان المصريون فى ألمانيا يجتمعون فى البيوت والكنائس الإنجلية للصلاة، فشاركت فى إنشاء أول كنيسة أرثوذكسية فى إلمانيا، وعلاقتى بها جيدة حتى الأن وبينا أعمال مشتركة بينها وبين الكنيسية الإنجلية، وقام البابا شنودة الثالث بزيارتها فى ألمانيا.
حدثنا عن إعطاء عيادة زوجتك بألمانيا للمسلمين لإقامتها مسجدا؟
زوجتى طبيبة مصرية كانت تشاركنى فى أمور حياتى، وعندما كنت راعيا للكنيسة الإنجلية فى ألمانيا فى 1975، فوجئت باثنين من المسلمين من تركيا يطلبان مقابلتي، لرغبتهما فى البحث عن مكان للعبادة ومساعدتهما فى إقامة مسجد بشكل قانونى، لم أفكر ثانية بدأت بمساعدتهما فى اتخاذ الإجراءات القانونية لتحقيق ذلك، وفى ذلك الوقت كانت زوجتى تمتلك عيادة فى مقاطعة "لانجن" وطلبت منها أن تنتقل إلى مكان آخر، لأنها كانت ستبيع هذه العيادة، فأصبح المكان متاحا لإقامة المسجد، حيث إننا نؤمن بمساعدة الآخرين.
وباعت زوجتى العيادة لهما بسعر قليل كمساهمة منها، فأصبحت عيادة زوجتى بعد ما قامت ببيعها لهما مقرا للمركز الثقافى الإسلامى والعبادة، ثم مسجدا، ومساعدتنا لهم من أهم سمات الحوار.