"ياكحك العيد يا أحنا، يابسكويت يا أحنا، ياشرباتات يا أحنا، ف الكوبايات يا أحنا، يابلح بريمو يا أحنا، يتباع بالكيلو يا أحنا، هيصة ولمة هيصة والخالة والعمة".
من الأغانى الشهيرة المرتبطة بذكريات محفورة فى أذهان المصريين، حيث كانت ترددها السيدات عند صناعة كعك العيد والبسكويت فى المنازل فى جمع يضم جميع أبناء العائلة والجيران يحاوطهم الأطفال الصغار، لصناعة الكعك وتقطيعه ونقشه ورصه فى الصاجات لتسويته فى الفرن ،فى أخر عشرة أيام من شهر رمضان فرحة بإستقبال عيد الفطر، لتقديم الكعك للمعيدين، مازال العديد من السيدات بمحافظة الشرقية يحرصن على هذة العادة المصرية الأصيلة وهى تصنيع الكعك والبسكويت فى المنزل لإحساسهم بفرحة شهر رمضان من ناحية ومن ناحية أخرى توفير النفقات المالية عند شراء الكعك الجاهز الذى تعدى سعر الكيلو 80 جنيه مصري.
"فرحة رمضان ما تمش غير ما نعمل الكعك فى البيت" قالتها فاطمة السيد محمد، معلم خبير بالتربية والتعليم بالشرقية من مدينة الزقازيق" إن كعك العيد له طقوس خاصة لديها، وذات مرة جربت شراءه جاهز، فلم أشعر بفرحة رمضان، ومن وقتها قررت صناعة الكعك فى البيت، نفطر ونبدأ فى تصنيعه هو والبسكويت، نتجمع فى منزل واحد والجيران وكل واحدة من المتواجدين عليها دور من عمل العجينة وتحضير الصوانى وإشعال الفرن، لمة جميلة تجعلك تشعر بفرحة العيد ومكأفاة ربنا بقدوم العيد وفرحة الفطر ونقدم الكعك للمعيدين علينا فى المنازل، وهذة طقوس يتميز بيها المصريين عن جميع الدول، لأن ذلك يولد روح من الإنتماء عند الشباب والأطفال الذين لم يتعايشوا تلك الأيام، وأحرص دائما على إعداده بالمنزل حتى لو كلفنى سعر أكتر من شراء الجاهز.
"الأسعار غالية علينا وكعك البيت أطعم من الجاهز" فيما روت" سعيدية محمود" ربة منزل 65 سنة من كفر صقر، أن أسعار الكعك والبسكويت باهظة حيث وصل سعر كليو البسكويت هذا العام ل100 جنيه و80 جنيه سعر كليو الكعك، وهذا أمر مكلف للأسرة المصرية، فضلا عن أن كعك البيت بيكون أطعم من الجاهز، وفيه بركة ونوزع منه على العائلة والجيران.
عادة كل سنة وما تنقطعش أبدا" هكذا عبرت ر"ضا حسن" 65 سنة ربة منزل مقيمة مركز بلبيس، عن فرحتها أثناء قيامها بتصنيع الكعك فى البيت، أنها عادة لدى أسرتها منذ أكثر من 50 سنة إعداد الكعك فى المنزل، حيث كان التجمع يتم فى منزل أكبرة سيدة فى العائلة والجميع يجلس عندها ونبدأ فى تقطيع ونقش الكعك سويا، وتوزيع كمية منه على الجيران وخاصة مما لديهم مناسبات حزينة كوفاة عزيز عليهم منعهم من تصنيع الكعك لأنه كان بمثابة فرحة لدينا وجرت العادات فى قريتنا من عندهم حالة وفاة لا يشاركون فى عمل الكعك فكنا نوزع عليهم، وكان الجميع يحرص على تصنيعه فى المنزل مبررة ذلك بأن معدات المنزل نضيفة دائما وتقوم هى بإعداد العجينة ويعاونها زواجات أبنائها والأطفال فى تقطيع و نقش الكعك، وبعدها يتم رصه فى الصاجات ويحمله الأطفال إلى أقرب فرن مجاور لهم حرصا منهم على مشاركة الأطفال هذة الطقوس الجميلة التى تورث لديهم القيم الجميلة.
وعن طريقة إعداد عجينة الكعك قالت" زينب غريب" 60 سنة ربة منزل مقيمة مركز بلبيس، أنها تشترى 10 كيلو من الدقيق سعر الكيلو 7 جنيهات، وتقوم بعجنه مع إضافة السمن البلدى والزيت بسيط والبن و سمسم، ويتم ركنه لمدة 3 ساعات حتى يخمر جيدا، وبعدها يتم تقطعيه ونقشه، وأن تصنيعه فى البيت أرحم كثيرا من الكعك الجاهز الذى تعدى سعر الكيلو 70 جنيه.
وتروي" سناء الشيخ" وكيل مديرية التضامن بالشرقية بالمعاش وعضو المجلس القومى للمرأة بالمحافظة، أنها قامت هذا العام بشراء الدقيق وتصنيع الكعك والبسكويت فى المنزل، لأنها جربت شراء الجاهز غالى جدا، موضحة أنها أعدت كمية كبيرة من الكعك المنزلى لكى تعطى أبنائها منه، معبرة عن فرحتها بالعودة إلى العادات المصرية الجميلة التى كانت تجمع الحبايب والجيران فى منزل أسرة واحدة وتصنيع الكعك والبسكويت للجميع بمشاركة الكل والأطفال اللحظات الجميلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة