رمضان يدق الأبواب ببشرى الرحمات، ونسائم المغفرة، ونفحات المحبة، ويفتح باب القلوب فى ليلة الرؤية، يجلس فضيلة مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، وبجواره قيادات الدولة ليزف البشرى لبدء الشهر الكريم الذي ننتظره خلال أيام.
استطلاع
رؤية هلال رمضان هي تقليد قديم جديد، ومستمر، لا يعرف البعض كواليسه وما هى علاقة المفتى بحساب الزمن، والرؤية، وهو الأمر الذى يحكيه أمين الفتوى ومدير الحساب الشرعى.
وقبل سرد كواليس و قصة الرؤية وكواليس رصد الهلال وتقدير الزمن لتحديد ميقات بدء الشهر العربى، وخاصة شهر رمضان، يشار إلى أن دار الإفتاء المصرية، والتابعة لوزارة العدل إداريا وماليا، تتبع الأزهر الشريف فكريا وتستمد علمائها من الأزهر وتمده بهم فى صورة خبراء بمجمع البحوث الإسلامية ما احتاج إليهم.
ودار الإفتاء المصرية، ذات التاريخ الطويل والكبير علميا وشرعيا وتراثيا تباشر أعمالها المتعددة والكبيرة على مبدأ أن الدين علم وأن الفتوى علم، وأن الحساب الشرعى والرؤية شهادة شرعية وفنياتها "الفلكية" علم كان يدرسه الأزهر ويتدرب عليه الآن أمناء الفتوى لمباشرة أعمالهم، وكذلك معاملات البورصة والبنوك، علوم تعتبرها دار الفتوى وتعتبرها مع علوم الشرع واللغة المفسرة لمصادر التشرع وعلوم أخرى كقاعدة تنطلق منها الدار إلى المجتمع على مبدأ البحث عن حل ومخرج حتى يتمتع الناس بأموالهم ودنياهم وعبادتهم، وترفض مبدأ الإغلاق والتضييق المبالغ فيه.
الدكتور على فخر مدير الحساب الشرعى بدار الإفتاء مع محرر اليوم السابع
ولرؤية الهلال كواليس وضوابط علمية وشرعية وفلكية، تشرف عليها دار الإفتاء بعبر لجنة مشكلها من جهتين هما أمناء الفتوى بدار الإفتاء وأعضاء معهد الفلك، وهى لجنة دائمة لاستطلاع الأهلة وتحديد المواقيت ورؤية الهلال فى كافة الشهور والمواسم الزمنية.
عضو لجنة استطلاع الهلال ومدير الحساب الشرعى بدار الإفتاء المصرية، دكتور على فخر، أمين الفتوى، يصف عملية الاستطلاع بأنها شهادة شرعية تؤدى أمام مفتى الجمهورية لتخرج على لسان فضيلة المفتى فيما يشبه فتوى بدء الميقات، كبدء الصيام بإعلان رؤية شهر رمضان وتحديد الأزمنة بالأهلة.
الفريق المشترك اعلى نقطة الرصد الجبيلة لاستطلاع ورية الهلال بين الافتاء ومعهد الفلك وشهود محليين
كواليس الرصد والاستطلاع يحكيها الدكتور على فخر، بأنه عملية مهمة لا غنى عنها حتى يعرف الناس الزمان وبدء المواسم والمناسبات وتؤدى أمام فضيلة المفتى ليعلن عنها لأداء أمور شرعية كالصيام والإفطار، وصلاة العيد وتحديد زمانه وأيامه، وتحديد عدة المطلقة، وتحديد الزكاة، وسائر أحوال الناس ومعايشهم وذلك ما يوضح علاقة المفتى شرعيا بالرؤية.
ويحدد مدير الحساب الشرعى، مصاعب عملية الرصد، بأنها تجرى بصعود أعلى 5 نقاط رصد جبلية بالمحافظات، فى: مطروح والفيوم وسوهاج وقنا وأسوان من خلال اللجنة المشتركة ومن خلال أجهزة الرصد وقت غروب شمس اليوم المحدد فلكيا من قبل معهد الفلك ويتوقع فيه ظهور الهلال، حيث تبقى اللجنة أعلى النقطة الجبلية لحين إتمام عملية الرصد وتبادل الرؤية بين الشرعيين والفلكيين.
ويؤكد مدير الحساب الشرعى، أن الاستطلاع يشهد صعوبات قد تحدث منها وجود بعض العوالق الترابية فى الجو أو أى خلل بأجهزة الرصد ما يؤثر على الرؤية، لافتا إلى أن أعضاء اللجان يصعدون نقاط الرصد فى الـ5 محافظات فى وقت واحد ويتواصلون هاتفيا للتحقيق فى مشاهد الرؤية بوصف حالة الهلال وحجمه فى الظهور.
وقبيل لحظة إعلان الرؤية من قبل مفتى الجمهورية، يتم ربط الأمانة العامة للفتوى بأعضائها فى لجنة الاستطلاع لتبليغ الرؤية ويتم التحدث مع فضيلة المفتى لسماع شهادة عضو "الإفتاء" عن حقيقة ظهور الهلال.
امين الافتاء يتحقق من الهلال
قال عضو لجنة الاستطلاع، د. على فخر، يتم التحقيق من قبل فضيلة المفتى إمام لحظة الرؤية والتيقن من الظهور، أو بعدها لتعذر الاتصال بدار الإفتاء كون الرؤية فى مناطق شاهقة أعلى الجبال وقد تنقطع شبكة الاتصال الهاتفية فيتم المحاولة مرة أخرى دون استغراق وقت كبير حتى لا تتعطل الرؤية التى ينتظرها الناس من فضيلة المفتى وعقب وصول اللجنة إلى دار الإفتاء تحرر محضر رسمى يوقع عليه الأعضاء لتحول الشهادة الكلامية إلى وثيقة رسمية مكتوبة.
وأضاف فخر: كان علم الفلك يدرس قديما فى الأزهر لاستكمال عمليات الرؤية والرصد وحساب الزمن، و الآن يتدرب أعضاء الفتوى على ما يتصل بهذه العملية وجوانبها لتحقيق مصلحة الناس ومواصلة العمل وخاصة أن فضيلة المفتى هو المسئول عن الرؤية، مؤكدا أن تعذر الرؤية يفتح الباب لشهادة الشهود من المواطنين كأن يبلغ شخص عن رؤيته للهلال وفى حالة إذا وافق كلامه توقعات الفلك فيحال إلى فضيلة المفتى للتحقيق فى أقواله وشهادته كأن يسأله عن وصف الهلال الذى رآه، وحجمه ليتحقق من صدق الإدعاء.
انتظار الهلال وقت الغروب
عن تناغم وتداخل العلاقة العلمية بين الفلكى والمفتى، يقول الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق، عن محمود باشا الفلكى أشهر علماء الفلك المصريين، وصديقه مصطفى باشا إسماعيل اللذان تخصصا ودرسا الفلك فى فرنسا، أنهما حافظا على الأصالة المصرية والتى تمثل الهوية المصرية الإسلامية العربية.
وقال المفتى السابق، إن محمود باشا الفلكى والذى سمى واشتهر باسم مهنته التى اجتهد فيها وقدم كثيرا، وسمى باسمه ميدان شهير، وقد تميز فى تحديد زمان ميلاد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بحسابات زمنية، وأبرز مؤلفاته التقويم العربي قبل الإسلام و نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام، و التقاويم الإسرائيلية.
ومحمود حمدي الفلكي ولد 1885 بقرية الحصة محافظة الغربية وبدء تعليمه في كُتاب القرية، وهو عالم مصري وأحد أبرز الفلكيين في العصر الحديث، ويعد رائد علم الفلك الأثري الذي ربط بين الظواهر الفلكية والشواهد والمعالم الآثرية على نحو غير مسبوق، ولمحمود الفلكي العديد من الأبحاث والدراسات الفلكية التي حازت على إعجاب وتقدير علماء الغرب.
طلب منه محمد على بتحديد المساحات المنزرعة من الأرض لتحديد خراجها، فاستطاع أن يعين خطوط الطول ودوائر العرض لنحو ثلاثين نقطة في الدلتا والوجه القبلي، كما قام بقياس المساحات المنزرعة على أسس علمية لأول مرة في مصر.
عمل محمود الفلكي كوزير للأشغال في وزارة محمود سامي البارودي باشا في عام 1882، ثم عين وكيل لنظارة المعارف في وزارة شريف باشا من عام 1882 إلى عام 1884م.
د. على فخر امين الافتاء يشاهد الهلال عبر التليسكوب
عملية الرصد
فلكى يباشر الرصد
فلكى يستطلع قبل مندوب الفتوى لتهيئة الاجهزة
مشاهد الرؤية والقمر يبدو واضحا
مندوب المفتى يتحقق من الرؤية
مندوب المفتى يترقب الهلال
ينتظران الهلال وقت الغروب