اعتاد الأطباء وضع آذانهم مباشرة على صدور المرضى قبل ابتكار سماعى الطبيب من أجل التشخيص، وبالطبع كان هذا الأمر غير دقيق وكذلك محرجًا تمامًا للمرضى الإناث، لذلك حل هذه المشكلة رجل فرنسى يسمى "رينيه لينيك"، والذى ربما لم يعرفه الكثيرون إلا أنه حقا الجندى المجهول خلف ابتكار سماعة الطبيب.
السماعة الطبية
ووفقا لما ذكرته صحيفة "Britannica"، ولد رينيه لينيك فى 17 فبراير 1781 بفرنسا، وعندما كان فى الخامسة من عمره توفيت والدته من مرض السل، وبدأ تحت إشراف عمه دراساته الطبية.
كانت أول تجربة له فى العمل بمستشفى تعلم فيها كيفية وضع الضمادات الجراحية ورعاية المرضى، وفى عام 1800، ذهب لينيك إلى باريس ودخل المدرسة العليا لدراسة علم التشريح.
وأصبح لينيك معروفًا بدراساته حول التهاب الصفاق، انقطاع الطمث، غدة البروستاتا، وآفات السل، وتخرج فى عام 1804 وتابع بحثه كعضو هيئة تدريس في جمعية كلية الطب في باريس.
وكتب العديد من المقالات حول علم التشريح المرضى، مما أدى إلى تعيينه كطبيب شخصى لجوزيف كاردينال فيش، الأخ غير الشقيق لنابليون والسفير الفرنسى لدى الفاتيكان في روما.
وتوصل لينيك إلى ابتكاره للسماعة الطبية الذى يتألف من أنبوب مجوف من الخشب بقطر 3.5 سم (1.4 بوصة) وطولها 25 سم (10 بوصات) وكانت أحادية الصوت حيث تنقل الصوت إلى أذن واحدة، يمكن تفكيكها وإعادة تجميعها بسهولة، واستخدمت سدادة خاصة لتسهيل نقل الأصوات من قلب المريض ورئتيه.
ولكن فيما بعد طور ذلك ليتمكن الطبيب من سماع صدر المريض أيضا، حيث تم استبدال سماعة الطبيب الأحادية الخشبية بنماذج تستخدم الأنابيب المطاطية فى نهاية القرن التاسع عشر، وتشمل التطورات الأخرى تطوير السماعات بكلتا الأذنين، فقد أصبحت قادرة على نقل الأصوات إلى كلتا الأذنين من الطبيب.