تستيقظ كل صباح، لتبدأ توصيل أولادها إلى المدارس بجوار منزلها بمنطقة فيصل، بعد تحضير الطعام لهم، ثم تكمل رحلتها كسيدة عاملة بملابسها الإفريقية زاهية الألوان، والتى أتت بها من موطنها "كوت ديفوار"، ثم تعود مرة أخرى لمنزلها، لتحضير وجبة الغذاء، وينتهى الليل بها بمشاركة عائلتها إما فى نزهة ليلية على كورنيش النيل، أو بالتجول فى شوارع القاهرة.
طريقة عرضها الملابس الافريقية
تتجول خديجة فى شوارع القاهرة، مرتدية زيها الأفريقى الذى تحافظ على هويتها من خلاله، وتعقد حول صدرها قطعة قماش تلفها بدقة لتضع فيه رضيعتها الصغيرة على ظهرها، والتى لا تفارقها طوال فترة تجولها، كما لا تفارق الابتسامة وجهها الأسمر الذى لا يقل جمالًا عن كلامها الشعبى الذى تعلمته من المصريين لتستطيع أن تبادلهم عملية البيع والشراء.
هذه تفاصيل حياة "خديجة سوماهورو" من دولة كوت ديفوار، والتى تعيش فى مصر منذ ستة سنوات حيث جاءت رفقة زوجها الذى كان يدرس فى جامعة الأزهر، ثم ارتبطت بالقاهرة، وشوارعها، وبدأت البحث عن فرصة عمل وسط الشعب المصرى الذى أحب منتجاتها وملابسها الإفريقية، فبدأ يطلبها، بالإضافة إلى كثرة عدد الأفارقة المتواجدين فى مصر، والذين بدأوا بالتزايد إما للعمل أو للدراسة وحتى السياحة، فبدأت عملها الجديد، المتمثل فى استيراد الملابس الافريقية والتى تأتى بها إما لأصدقائها أو أقاربها الذين يزورون مصر، أو أثناء عودتها لساحل العاج لزيارة أسرتها ووطنها الأول.
"أكل عيشى هنا" هكذا تحدثت خديجة لليوم السابع، عن حياتها فى مصر، وكيفية تعلمها اللغة العربية الفصحى من زوجها أثناء دراسته فى جامعة الأزهر، وتعلمها اللهجة العامية، من أهالى منطقة فيصل حيث تعيش بينهم منذ 6 سنوات، وتبيع لهم منتجاتهم، قائلة: "وجدت فى مصر فرصة أكل عيش، فأصبحت موطنى الثانى، بعد كوت ديفوار التى أصبحت أزورها مرة سنويًا لصلة الرحم، بعد أن جئت منها منذ 6 سنوات لكى ألحق بزوجى الذى جاء لمصر للدراسة فى جامعة الأزهر، وأنجبت باقى أبنائى، وألحقت بقيتهم بالمدارس المصرية".
وأضافت خديجة: المصريون يحبون الأزياء الفلكورية، كذلك الأفارقة، لذلك أحبوا ملابسنا وبدأوا فى طلبها، سواء رجالًا أو نساء.
وتكمل خديجة: المصريين معروفين بـ"الفصال" واعتدت على ذلك منهم وقد أمضى ساعة كاملة فى التفاوض مع سيدة عند شراء شئ ما، كما أنهم يعاتبوننى حين أضع طفلى على ظهرى، والحقيقة أن ذلك من عاداتنا وهو الأفضل لظهرى بديلًا عن حمله على ذراعى، ويساعدنى ذلك فى قضاء كل أعمالى و طفلى على جسدى طوال الوقت، لا أقلق عليه.
وعلقت خديجة على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيىسى لدولتها الشهر الماضى قائلة: كنت فرحة كثيرًا لأنها الزيارة الأولى للرئيس المصرى، وكان شرف لى، واجمل ما فى الرئيس هو أنه يحاول دائمًا توحيد الصفوف بين الدول الأفارقة وإزالة الفروقات والفجوات بينها.
خديجة أثناء عرضها منتجاتها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة