فى مثل هذا اليوم من العام الماضى 6 مايو 2018، رحل عن عالمنا الصاغ الأحمر خالد محيى الدين، عن عمر يناهز 96 عاما ، حيث ولد محيى الدين ، آخر الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة 23 يوليو عام 1952، فى 17 أغسطس عام 1922، بمدينة كفر شكر فى محافظة القليوبية، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1940.
وعقب تخرج خالد محيى الدين فى الكلية الحربية بـ 4 سنوات انضم إلى "الضباط الأحرار" الذين قادوا ثورة الشعب ضد الملك فاروق، حيث أصبح عضوا فى مجلس قيادة الثورة، وحصل على بكالوريوس التجارة عام 1951 مثل كثير من الضباط الذين سعوا للحصول على مثل هذه الشهادات فى ذلك الوقت.
ووصفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بـ"الصاغ الأحمر" فى إشارة إلى توجهات محيى الدين اليسارية، وحينما دعا رفاقَه فى مارس 1954 إلى العودة لثكناتهم العسكرية، نشب خلاف بينه وبين جمال عبد الناصر، ومعظم أعضاء مجلس قيادة الثورة، واستقال على إثره من المجلس وانتقل بعد ذلك إلى سويسرا بسبب هذا الخلاف.
وبعد عودته، إلى مصر ترشح فى انتخابات مجلس الأمة عن دائرة كفر شكر عام 1957 وفاز فى تلك الانتخابات، ثم أسس أول جريدة مسائية وهى جريدة المساء، وشغل منصب أول رئيس للجنة الخاصة التى شكلها مجلس الأمة ، فى مطلع الستينيات لحل مشاكل أهالى النوبة، ويعد من كبار اليساريين فى العصر الحديث، وهو مؤسس حزب التجمع الوطنى التقدمى حتى اعتزاله العمل العام.
ويعد الراحل خالد محيى الدين رئيس مجلس السلام العالمى ومؤسس منبر اليسار وحزب التجمع عام 1976 مع رفاقه لطفى واكد ، واسماعيل صبرى عبد الله وفؤاد مرسى ، وفخرى لبيب وأبو سيف يوسف ، ورفعت السعيد، وكان عضوا فى البرلمان المصرى منذ عام 1990 حتى عام 2005 عن دائرة كفر شكر بالقليوبية، لمدة 15 عاما .
وتولى خالد محيى الدين رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامى 1964 و1965، وهو أحد مؤسسى مجلس السلام العالمى، ورئيس منطقة الشرق الأوسط، ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح، وحصل على جائزة لينين للسلام عام 1970.
ومن أشهر كتب خالد محيى الدين "الآن اتكلم"، والذى تحدث فيه عن ثورة يوليو ،أو حركة الضباط الأحرار فى مصر ، وتضمن الكتاب وقائع التخطيط للثورة نظراً لما كان عليه حال مصر آنذاك من الحكم الملكى والاستعمار البريطانى، ثم وصول الضباط الأحرار للحكم وما حدث بعد ذلك، بالإضافة إلى كتاب "الدين والاشتراكية" الذى يتحدث فيه عن التطابق بين العدل الاجتماعى فى الدين الإسلامى والاشتراكية والعلاقة بين الإسلام والمذاهب الاجتماعية.
وحرص "اليوم السابع" على الانتقال إلى مقبرته والتى تقع بقرية "عزبة زكريا محيى الدين" ، حيث توافقت الذكرى الأولى مع مطلع شهر رمضان المبارك ، ثم الانتقال إلى مقر مضيفة العائلة ، التى كانت تشهد اجتماعات الضباط الأحرار ومجلس قيادة الثورة فى عام 1952.
وأكد إبراهيم زين أبو جبل، أحد أبناء مدينة كفر شكر، أن الزعيم الراحل كان "صديق الفقراء" بل كان يحبهم وبعشقهم وعلى الرغم من أنه رحل بجسده عن علمنا ، الا أنه روحه ومواقفه مازالت موجودة بيننا .
وتابع أبو جبل قائلا : خالد محيى الدين بعد فوزه بانتخابات مجلس الشعب فى الفترة من 1990 وحتى 2005 كان يخصص يوم الأربعاء ، لمقابلة الأهالى من أبناء الدائرة، وحتى عندما كنا نذهب الى مكتبه بالقاهرة كان باب مكتبه مفتوح للجميع
ومن ناحيته وجه سيد عبد العال رئيس حزب التجمع، رسالة إلى الصاغ الأحمر فى ذكرى رحيله الأولى، مؤكدا أنه لم ينقطع عن الحزب ، منذ تأسيسيه، حتى فى فترة مرضه كان يتابع دائما مواقف الحزب تليفونيا .
وقال سيد عبد العال " لـ"اليوم السابع"، أن الراحل خالد محيى الدين ، أكد أن الوسائل السلمية هى الأبقى والأقوى والأكثر تأثيرا، وأن وحدة الأرض والشعب هدف وطنى غال فوق أى اعتبار، موجها رسالة له "نلجأ لمنهجك عند كل منعطف نواجهه داخل الحزب".