مع قدوم شهر رمضان المعظم، يستعد له المسلمون حول العالم بطقوس وشعائر روحانية ودينية واعتادوا أن تسود أيام هذا المبارك الثلاثين مشاعر الأمان والسكينة. لكن الأمور تغيرت فى السنوات الأخيرة، وأصبح هذا الشهر موعدا لاستهداف المسلمين فى بعض الدول، وتتحول تجمعاتهم على موائد الإفطار أو فى إقامة صلوات التراويح إلى فرص يقنصها بعض أتباع اليمين المتطرف أو القوميين البيض فى الدول الغربية لصب غضبهم على المسلمين واستهدافهم بكافة أشكال العنف.
الكاتب البريطانى المسلم إد حسين تحدث عن ذلك فى مقال له على موقع شبكة "سى إن إن" الأمريكية، وقال إن رمضان تحول فى السنوات القليلة الأخيرة إلى وقت الخوف للمسلمين وآخرين، فالمساجد أماكن السلام والتقوى تصبح بشكل متزايد أهداف للإرهابيين من العنصريين وكارهى المسلمين.
وكان حادث مقتل 51 مسلما فى إطلاق النار على مصلين بمدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا فى مارس الماضى تذكيرا بالرعب الذى سيشعر به المسلمون وهم يؤدون صلاة التراويح كل ليلة. ففى عام 2017، تم مهاجمة مسجد فى العاصمة البريطانية لندن فى شهر رمضان، مما أدى إلى مقتل أحد المصلين، وفى نفس العام، قتل ستة مسلمين فى مسجد بكندا، بينما تزداد البلاغات عن وجود قنابل قرب المساجد.
ويشير حسين إلى أنه فى الأسبوع التالى لحادث نيوزيلندا، زادت جرائم الكراهية التى تستهدف المسلمين فى بريطانيا بنسبة كبيرة بحسب تقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية فى هذا الوقت.
وفى لندن، التى تعد واحدة من أكثر المدن تعددية فى العالم، تزداد الاعتداءات اللفظية ضد المسلمين والتى تشمل "يجب أن تقتل".. أنتم تستحقون" " ويجب أن يموت المسلمون".
فى المقابل، يشير الكاتب إلى الإرهابيين المنتسبين للإسلام أعطوا مبررا للقوميين المتطرفين فى استهدافهم للمسلمين، حيث أعلن " داعش "عن تأسيس دولته المروعة فى رمضان 2014 فى الوقت مارس فيه القتل والاغتصاب فى سوريا والعراق، بينما استهدف الإرهابيون الإسلاميون المسيحيين فى كنائسهم فى مناسبات عديدة كان آخرها فى سريلانكا الشهر الماضى أثناء الاحتفال بعيد القيامة.
ويتابع حسين قائلا إنه مع استعداد المسلمين لاستقبال رمضان، يجب أن يكونوا متيقظين لهاتين الإيدولوجتين المتطرفتين المتناقضتين، وألا يسمح لهما بتفريقه.
ويؤكد الكاتب أننا ، البشر، ورثة العالم الحر الذى ورثناه من الأنبياء الذين دعوا إلى عبادة الله فى رمضان، وورثناه من فلاسفة التنوير الذين شكلوا عالما متسامحا وعصريا.
ويرغب الإرهابيون فى تدمير حضارة التعايش هذه من خلال نشر الكراهية المعادية للمسلمين.
ولا يمكننا السماح لهم، فالهجوم على الإسلام والمسلمين هو هجوم على الناس جميعا، ولو فقد رمضان حرمته وسلامه فى الغرب، فما الذى يتبقى من الحضارة.
فأوروبا لديها تاريخ استمر قرونا من العداء للسامية الذى أدى إلى الهولوكوست، ولا يجب السماع للمتطرفين البيض بزرع بذور تطهير جديد، فالمسلمون جزء من الغرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة