لم يكن غريبا أن يتم إعادة الانتخابات فى مدينة إسطنبول التركية، بعد أن فاز بها مرشح حزب الشعب الجمهورى المعارض إكرام إمام أوغلو على حساب مرشح حزب العدالة والتنمية التركى بن على يلدريم، خاصة فى ظل الضغوط التى مارسها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على القضاء التركى للاستجابة لأوامره بإعادة الانتخابات بتلك المدينة التى تعد مسقط رأس أردوغان.
حالة سخط واسعة شهدها الشارع التركى، بعد إعلان إعادة الانتخابات فى إسطنبول، فى ظل رفض المعارضة التركية لهذا القرار، مؤكدين أن أردوغان يمارس انقلابا صريحا على الديمقراطية.
فى هذا السياق أكد دانيز شام أوغلو، القيادى بحزب الشعب الجمهورى التركى المعارض، إلغاء انتخابات البلديات فى إسطنبول، يؤكد أن الديمقراطية فى تركيا تعرضت لانقلاب من قبل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
وقال القيادى بحزب الشعب الجمهورى التركى المعارض، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن نواب حزب الشعب الجمهورى فى البرلمان سيكو نلهم رد حاسم على ما يفعله الرئيس الديمقراطى من انقلاب على الديمقراطية فى تركيا، موضحا أن الحقوق تقتل فى بلاده بسبب أردوغان.
وفى سياق متصل أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يسعى إلى توسيع الصدام مع جميع فئات الشعب التركى، فى ظل تعمده الهيمنة على جميع مؤسسات الدولية التركية، مشيرا إلى أن إلغاء الانتخابات فى مدينة إسطنبول يؤكد أن أردوغان يصر على استخدام سياسة التنكيل والصدام.
وقال الباحث السياسى، إن أردوغان يشعر بالخطر الشديد من تراجع شعبية حزبه العدالة والتنمية خاصة بعد ما كشفته انتخابات المحليات من فوز للمعارضة التركية فى البلدان الرئيسية وخسارة لحزب أردوغان، وهو ما جعل الرئيس التركى يضغط بشكل كبير لإعادة الانتخابات فى مدينة إسطنبول باعتبارها مسقط رأسه.
وتوقع طه على، تصعيد من قبل المعارضة التركية ضد إلغاء انتخابات فى مدينة إسطنبول، موضحا أن المعارضة سأمت من الديكتاتورية التى يمارسها الرئيس التركى، وعدم احترامه لمبادئ الديمقراطية، ولن تسمح له بمواصلة العربدة فى تركيا.
بدوره قال الدكتور طارق فهمى، استاذ العلوم السياسة، إن قرار المجلس الأعلى للانتخابات إلغاء نتائج الانتخابات المحلية فى اسطنبول وإعادتها، بعد خسارة الحزب الحاكم يثير العديد من علامات الاستفهام حول استقلال القضاء التركى، بعد مذبحة القضاء فى الفترة الماضية.
وأضاف فهمى، أن هذه السابقة ليست الأولى، ولكن هذا القرار سينعكس على تجربة الانتخابات التشريعية المقبلة، خاصة وأن اسطنبول بمثابة ترمومتر الحياة السياسة والديمقراطية فى تركيا واستقرارها ينعكس على استقرار الدولة ككل، لافتا إلى أن حزب الشعب يتحرك الآن من أجل وقف القرار ولكن هناك صعوبة بالغة خاصة بعدما تم تحديد إعادة الانتخابات فى يونيو المقبل، وبالتالى هناك صعوبة بالغة فى وقف القرار، وهذا الأمر سيعطى فرصة كبيرة لحزب العدالة من أجل إعادة ترتيب أوراقه مرة أخرى وحشد المواطنين بشكل أفضل حتى يهيمن على المشهد السياسى مرة أخرى.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن انتخابات المحليات انعكاسات للانتخابات بشكل عام، ولهذا فإن هناك العديد من المخاوف بشأن هذا القرار التى تتمثل فى تسييس الحكم بشكل خاص، او تسييس باقى الاستحقاقات الدستورية المقبلة وأقربها الانتخابات التشريعية المقبلة.
من جانبه قال هشام النجار ، الباحث الإسلامى، إن إعادة الانتخابات فى مدينة إسطنبول التركية كان قرارا متوقعا لأن خسارة أردوغان لإسطنبول معناه بشكل كبير خسارة انتخابات الرئاسة والبرلمان فى العام 2023 لأن الكثير من فساد حزبه سيتضح ويكشف اذا ذهبت بلدية اسطنبول للمعارضة.
وأضاف الباحث الإسلامى، أن إسطنبول كانت مركز ومطبخ فساد أردوغان وحزبه وعائلته، علاوة على أن أكرم امام أوغلو المرشح المعارضة الفائز بانتخابات بلدية إسطنبول كان سيحقق شعبية كبيرة بإصلاحاته المتوقعة تمنحه فرصة منافسة أردوغان فى الرئاسة القادمة.
وكانت وسائل إعلام رسمية وممثل الحزب الحاكم فى تركيا لدى المجلس الأعلى للانتخابات اليوم الإثنين قالت إن المجلس قرر إلغاء نتائج الانتخابات المحلية فى اسطنبول وإعادتها، بعد خسارة الحزب الحاكم التى تسببت فى جنون أردوغان.
عدد الردود 0
بواسطة:
زنار نافدار
في ألمانيا عن تركيا
في ألمانيا لايمر يوم واحد من دون نشر مقالات مختلفة عن الاحوال الاقتصادية السيئة في تركيا وعن توجه الرئيس صوب الدكتاتورية الشنيعة والبعض يفكر في طرد تركيا من حلف النيتو لأن سياسة الاحتواء فشلت.