للعام السادس على التوالى، اقامت الكنيستان الأرثوذكسية والكاثوليكية يومًا للمحبة الأخوية بينهما، استضافه دير الآباء الفرنسيسكان، حيث تبادل قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووفد الأساقفة المرافق له الصلوات مع الانبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك وسفير الفاتيكان وآباء الكنيسة.
فى هذا العام، حرص الآباء المشاركون على زرع أشجار المحبة معًا فى مقر الدير الفرنسيسكانى كدليل على ثمر المحبة الأخوية ودورها فى استمرار الحياة.
من جانبه قال البابا تواضروس: أن التاريخ يعلمنا أن الإنسان مواقف والقديس يوحنا تغنى بالمحبة وخصص لها انشودة والقديس يوحنا الحبيب كان الرجل الذى يحبه الرب، مضيفًا: هناك محبة نقدمها للطبيعة للماء والشجر والحيوانات وختم القديس يوحنا الاصحاح، أما الآن فيثبت بهؤلاء الثلاثة الإيمان والرجاء والمحبة، الأيام الثلاثة الأهم فى حياة المسيح الجمعة وهو يوم الصليب أى الإيمان، أما السبت فكان يوم القبر أى يوم الرجاء ويوم الأحد هو يوم القيامة وهو يوم المحبة.
واعتبر البابا القيامة حياة وأسلوب حياة وحين تترجم للمحبة تنجح فيما قصدت، فالمسيح قام لكى يعلمنا المحبة ويزرعها فينا ولكى نشعر بالعبارة القصيرة التى نكررها دائما الله محبة، مضيفًا: أما يوم المحبة الأخوية نتمنى أن يمتد فالمحبة فرحة للقلوب وتجعل قلبك صحيحا، وان اختفت المحبة منك ساعة واحدة تشعر بالتعب والقيامة ليست كلاما بل محبة فالمحبة فرحة القلوب.
بينما أكد الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك، يوم المحبة الأخوية دعوة حقيقية ضاربًا المثل: يترنم داوود النبى هوذا أحسن أن يسكن الإخوة معا" واستكمل: الوحدة تشبه الندى المنعش الذى ينزل على الأرض ويرطبها فتثمر للإنسان، والمحبة علامة مميزة من علامات الخليقة ونحن نحتفل بزمن الفصح، والقديس يوحنا يدعونا "أيها الأحبة فلنحب بعضنا بعضا" فمن يحب يعرف الله ومن لا يحب لا يعرف الله لأن الله محبة، وصية المسيح أن نحب بعضًا بعضا آيات كثيرة ترسم المحبة العملية.
وعن هذا العام قال: هذه المرة اخترنا قضية البيئة والبابا فرنسيس أطلق رسالة رعوية باسم كن مسبحا فى الوجود تحدث فيها عن المسئولية الواقعة على عاتق البشر للتحدث عن تلك القضية.
فيما أرسل البابا فرنسيس بابا الفاتيكان رسالة للبابا تواضروس أكد فيها على الروابط التاريخية العميقة بين الكنيستين وتعززت هذه الروابط بالحوار اللاهوتى الذى شارك فيه الراحل الأنبا بيشوى، مضيفًا: ونتمنى أن نحقق صلاة المسيح لنكون جميعا واحد وسأواصل الصلاة من أجل قداستكم ومن أجل الكنيسة القبطية أما رئيس دير الآباء الفرنسيسكان الذى استضاف الحدث، فقال: إن يوم المحبة الأخوية يفرحنا بعمق لأننا مقتنعون بأهمية أن يرى العالم كم أن تلاميذ المسيح يحبون بعضهم الآخر.
وأضاف: هى ثمرة قيامة المسيح وهو فرحنا وسعادتنا ويفرحنا أن يوم المحبة الأخوية يصبح شيئًا فشيئًا تقليد وهو تذكار للقاء الأخوى بين الباباوين ويجسد رغبة عبر عنها قداسة البابا تواضروس ووجدت آذانا صاغية مشيرًا: اللقاء ليس نكرانا للاختلافات الموجودة لأن المحبة تفرح بالحق واللقاء هو موقف روحى ورجاء وثقة وأن الله يتمم وعده ويجمعنا تحت رأس واحد هو المسيح.
يوم المحبة الأخوية هو لقاء سنوى بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية بدأ عام 2013 كاستجابة للدعوة التى أطلقها قداسة البابا تواضروس الثانى فى العاشر من مايو من نفس العام أثناء زيارته لقداسة البابا فرنسيس فى الفاتيكان: أن يكون يوم 10 مايو يوم المحبة والصداقة بين الكنيستين.. نظراً لأن هذا التاريخ شهد عام 1973 زيارة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث للفاتيكان ولقائه مع البابا بولس السادس والتى كانت اول لقاء بين بابا الإسكندرية والحبر الرومانى.