على بعد 180 كم شمال القاهرة يقع حقل أبوماضي للغاز الطبيعي في الجزء الشمالي من دلتا النيل كما يبعد 8 كم من البحر المتوسط، ويعد ذلك الحقل أول حقل للغاز تم اكتشافة في مصر، حيث يوجد الخزان الجوفي للغازات، ويقع تكوين أبو ماضي بين عمقين 3000 و3400 متر تقريبا تحت سطح البحر ويتم الإنتاج بين مستويين حاملين للغاز هما المستوى الثانى والثالث.
ويرجع تسمية حقل أبو ماضي بمنطقة شمال الدلتا عام 1967 إلي أقرب بقعة معمورة لهذا البئر وهو مقام سيدى أبو ماضي وهو أحد أولياء الله الصالحين بتلك المنطقة ومن ثم تم تسمية الحقل المكتشف بحقل أبو ماضي وبعد ذلك الاكتشاف تم اكتشاف العديد من الآبار المنتجة للغاز الطبيعي ووصل عدد الآبار المنتجة إلي 17 بئرأ، ثم بعد ذلك تعددت مناطق الغاز الطبيعي بالدلتا ثم اكتشاف حقل القرعة عام 1985 ثم حقل نيدوكو وحقل جنوب بلطيم وكلها امتدادات لخزانات الغاز بأبوماضي.
ويرجع تاريخ النشاط الاستكشافي في دلتا النيل بمصر إلي الأربعينيات من القرن الماضي، حينما تم أول مسح سيزمى ومغناطيسي وسط الدلتا بمنطقة أبو ماضي، ثم بدأ الحفر الاستكشافي للبحث عن البترول أوائل الستينيات عندما منحت الهيئة المصرية العامة للبترول امتياز للشركة الدولية الإيطالية بمنطقة شمال الدلتا والتى قامت بحفر ثلاثة أبار هى ميت غمر 1 وكفر الشيخ 1 وأبو ماضي 1 .
وأسفرت نتائج الحفر عن اكتشاف الغاز بالبئر أبو ماضي 1 عام 1967 وبذلك تكون مصر دخلت عصر الغازات الطبيعية لأول مرة بعد حوالى ستين عاما من دخولها عصر الزيت الخام منذ اكتشاف حقل جمسة سنة 1908، ثم قامت الشركة الدولية للزيت المصرى بحفر ستة أبار أخري، أثبتت الاختبارات اكتشاف الغاز في أربعة منها وكان التقدير المبدئي للاحتياطى حينذاك تريليون قدم مكعب.
وبعد ذلك وافقت هيئة البترول علي تنمية كشف حقل أبو ماضي، حيث تم تأسيس شركة بترول الدلتا "ديليكو" كأول شركة مشتركة بين هيئة البترول والشركة الدولية الايطالية لتنمية أول حقل غاز طبيعي في مصر عام 1973، وقد بدأ الإنتاج من حقل أبو ماضي في ديسمبر 1974 ووصل معدل الإنتاج اليومى خلال عام 1975 إلي 4.5 مليون قدم مكعب غاز و90 برميل من المتكثفات .
ومنذ تولت شركة "بتروبل" مسئولية إدارة الحقل بعد تأسيسها بموجب القانون رقم 16 لسنة 1978، تم إجراء دراسات جيولوجية متأنية تفاعلت فيها مفاهيم المعالجة التكنولوجية المتقدمة للمعلومات السيزمية مع الدراسات الرسوبية الحديثة للقطاعات الصخرية، بالإضافة إلي السلوك المتغير للآبار المنتجة، وبتطبيق النموذج الجيولوجي الحديث بدأت المرحلة الثانية للحفر الاستكشافي من البئر أبو ماضي 8 إلي أبو ماضي 13 وبذلك زادت معدلات الإنتاج اليومى لتصل عام 1985 إلي 125 مليون قدم مكعب من الغاز ويقفز المخزون إلي 2.7 تريليون قدم مكعب من الغاز أي ما يقارب ثلاثة أضعاف ما كان مقدرا له عام 1975 .
وكدت الدراسات الجيولوجية والهندسية على الامتداد السطحى الكبير للطبقات الحاملة للغاز، مما شجع على مزيد من الحفر الاستكشافي أبو ماضي 14 و15 و16 في الفترة من 1985 إلى 1987 ثم حفر 4 آبار تنمية وهى ابو ماضي 17 إلي أبو ماضي 20 في الفترة من 1988 الي 1989 ووصلت الطاقة الانتاجية للحقل إلي 360 مليون قدم مكعب غاز عام 1994 و1995 ثم بعد ذلك تم حفر البئر الانتاجى أبو ماضي 21 عام 1997 وكانت دراسات الخزان قد اسفرت عن تأكيد احتياطى الغاز بحوالى 3 تريليون قدم مكعب غاز و72 مليون برميل متكثفات وبوتاجاز .