دماء طاهرة تأبى أرض الأديان أن تخفيها عن أعين الأبطال، وأنفس ما زالت تحيا عند ربها ترى الجنة بنعيمها كما لم تراه أعين بشرً.
"أبطال من ذهب" عبارة فصلت من رحم بطولات أبناء القوات المسلحة المصرية، أبطال ضحوا بحياتهم فى سبيل الله وحماية وطنهم، فلم يبخلوا بقرة دم لحماية تراب الوطن فالشرف كل الشرف لدماء روت أرض الأديان حماية من تدنيس أهل النار.
"أبطال على أرض الفيروز" سلسلة حلقات يقدمها "اليوم السابع" خلال شهر رمضان المبارك، تبرز تضحيات وبطولات أبطال القوات المسلحة على أرض سيناء العزيزة، وتبرز الحلقات قصص استشهاد رجال الجيش المصرى فداء للوطن وحمايته من تدنيس وخراب، فكانت دمائهم حاجزا لحماية المصريين جميعاً.
وفى الحلقة الثالثة نروى قصة البطل "خالد مغربى"
الشهيد خالد مغربى من مواليد مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، ولد عام 1992، وتخرج من قوات الصاعقة في 2014، أحد ضباط الكتيبة 103 صاعقة، رغم رتبته الصغيرة لحداثة سنة كان قيمة وقامة كبيرة جدا لمن يعرفه من رفقاء السلاح، وأيضا لمن يعرفه من أعداءه وقد كانوا يعرفونه جيدا، وهو ما دفعهم لإطلاق عليه لقب "خالد دبابة".
بمجرد معرفة أن "خالد مغربى" سيقاتل فى المعركة فهذا خبر كفيل بإنزال الرعب فى قلوب أعداء الوطن والإرهابيين، فعندما يقاتل كان يتحول لوحش أسطورى يكتسح أمامه كل شئ وكأنه كاسحة ألغام لا يقف أمامها شئ، وكانت كل رصاصة تخرج من رشاشه تستقر فى رأس أو قلب تكفيرى، وكأنها كانت تعرف هدفها جيدا.
البطل خالد مغربى كان عاشقا لعمله بلا حدود، وعاش رغم عمره القصير على إيمان قاطع بأن «جنديته» هى من أجل الدفاع عن الأرض والعرض، وأن الدماء التى تسيل فى سبيل ذلك ما هى إلا ضريبة طبيعية للإبقاء على هذه الأرض حرة أبية وأنه لابد من إبادة كل من يدنسها، وكانت سيناء بالنسبة له هى المكان النموذجى الذى يحتاج إلى التضحيات فى هذه المرحلة الصعبة التى تجتازها مصر.
واستشهد "خالد مغربى"، يوم 7 يوليو 2017، بعد ثلاث سنوات من تخرجه، وبعد أربعة شهور فقط من زواجه، بعد استهداف دباباته بعبوة ناسفة على أرض سيناء.