أصبحت الحلقة الرابعة من Game of Thrones season 8 والأخير، بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير، أمام مسلسل الانتقادات، الذى تتوالى حلقاته منذ عرضه، وقبل عرض الحلقة قبل الأخيرة من المسلسل الفانتازى العالمى.
أحدث هذه الانتقادات، تتعلق بالمشهد الحوارى الذى دار بين سانسا ستارك وساندور كليجان، حينما أشار إلى أنها "الفتاة مكسورة الجناح" وهى الجملة التى ألمح بها إلى ما تعرضت له من اغتصاب جنسى، وعنف، إلا أن إجابتها على هذه الإشارة تم النظر إليها باعتبارها كتابة ذكورية، تسيء إلى النساء وتبرر العنف الجنسى، والمقصود بالكتابة الذكورية هنا إلى كاتبي الحلقات وهما ديفيد بينوف ودى بى فايس.
ansa Stark
وأشار ساندور كليجان إلى ما تعرضت له سانسا ستارك خلال حلقات المواسم الماضية، بمقولته "الفتاة مكسورة الجناح"، أجابته سانسا ستارك بأنه لولا ما تعرضت له من اغتصاب على يدى رامزى بولتون، كانت ستبقى طيرا مكسور الجناح.
والانتقاد الذى وجه إلى هذا المشهد، هو أنه فى غالبية الأفلام والمسلسلات، التى تتضمن مشاهد عنف جنسى ضد النساء، لا تأتى معالجة هذه الأزمة بالطريقة الصحيحة، ليأتى هذا المشهد من أشهر المسلسلات فى العالم، وفى تاريخ الدارما، ليؤكد الرؤية الخاطئة، وليبرز أيضًا كيفية تعامل الدراما والكتاب من الرجال مع أزمة الاغتصاب الجنسى، وتحميل المرأة أو الشخصيات النسائية "المثيرة" فى سياق الأحداث الدرامية نتيجته.
ansa Stark with Sandor Clegane
وعلى الرغم من أن الحلقة الرابعة من الموسم الثامن والأخير من مسلسل Game of Thrones حفلت بالعديد من المشاهد العاطفية، التى لم تكن متوقعة بهذا الحجم، خاصة بعد المعركة الكبيرة فى وينترفيل، إلا أن هذا المشهد جاء معبرًا عن رأى كاتبي الحلقة فى أن الاغتصاب الجنسى له ما يبرره، وأن هناك ما يحفز عليه، وأن أجساد النساء يمكن أن تتعرض إلى مثل هذه الأضرار من أجل مشهد درامى أو روائى، بدلاً من اللعب على الجانب الآخر، فى دعم النساء ورفض ما يتعرضن له من عنف واغتصاب جنسى، وما يدعم هذه الرؤية، هو رد فعل سانسا ستارك، إذ بدت وكأنها ممتنة لتجاربها مع العنف أو الاغتصاب الجنسى.
David Benioff and DB Weiss
أما عن المشهد الآخر، والخاص بإعدام ميساندى، مساعدة داينيريس تاريجارين، إذ تم النظر إليها، باعتبارها المرأة الوحيد ذات البشرة الملونة "السمراء"، والطريقة التى تم إعدامها بها، من أجل إثارة غضب داينيريس تاريجارين، من أجل تحريك خط الحرب بينها وبين سيرسى لانيستر.
sansa-Stark-GameofThrones
مشاهد أخرى فى مسلسل Game of Thrones تم انتقادها، مثل وفاة شيرين باريثون، والمشى العارى الذى تعرضت له سيرسى لانيستر فى الموسم الخامس، إلى تجارب داينيريس مع الاغتصاب الجنسى فى إطار الزواج، والطريقة التى يتم تصوير هذه المشاهد بها، فغالبًا ما يتم تصوير الشخصيات الأنثوية وتجاربها مع الصدمة بطريقة غير إنسانية أو مدروسة بطريقة غامضة وغير متعاطفة، بل تشبه تحريك قطع الشطرنج من قبل الكتاب الذكور، كما ذكر popsugar.
بعد 8 مواسم انتقادات لـ Game of Thrones بسبب تبرير العنف الجنسى
فى عام 2015، وفى أعقاب مشهد الاغتصاب الجنسى الذى تعرضت له سانسا ستارك فى ليلة زفافها، والمشاهد الأخرى، تحدث عنها جورج مارتن، مؤلف السلسلة الروائية، وقال إن الرواية تعكس مجتمعًا أبويًا قائمًا على العصور الوسطى، وأن هذه العصور لم تشهد مساواة جنسية، مؤكدًا أنه فى السلسلة الروائية يكتب عن الحرب فى المقام الأول، وأن ما كتبه هو خيال ملحمى فى المقام الأول.
جورج مارتن مؤلف صراع العروش
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن النقد الذى لا يزال يوجه دوما إلى مسلسل بحجم Game of Thrones هو طريقة مناقشة العنف والاغتصاب الجنسى، والتركيز عليه كنقاط أساسية فى سرد القصص للشخصيات مرارا وتكرارا وبشكل مفرط وكأنه الركيزة الأساسية فى الشخصيات الأنثوية.
Daenerys
Missandei-GameofThrones
وتقول KYLIE CHEUNG التى كتبت عن هذه الأزمة، إن هناك مفارقة لا يمكن إنكارها لدى الكتاب الذكور مثل "فايس" و"بينيوف" و"مارتن"، وهى رفضهم للانتقادات النسوية بشأن الاغتصاب الجنسى، ومحاولة التذرع بأن العنف الجنسى كان مجرد واقع فى مجتمع القرون الوسطى، على الرغم من أن الواقع الذى نعيش فيه، تتعرض فيه واحدة من بين خمس نساء إلى العنف والاغتصاب الجنيسى، ومن هنا فإن النقد موجه فى أساسه إلى طريقة المعالجة الدرامية للعنف والاغتصاب، والنظر إلى الواقع، وأن هناك نسبة من النساء اللاتى تعرضن للاغتصاب الجنسى يشاهدن حلقات Game of Thrones ويصارعن من أجل الخروج من هذه التجربة.