فى الشوارع تجد مواكب الحزن والسعادة، ويخرج الأفراد للاحتجاج أو للاحتفال وقبلها بحثا عن لقمة العيش، خاسرون أو رابحون، ففى الشارع نجد الغنى والفقير، السعيد والحزين، الفنان والعامل وابن البلد والغريب، الحاكم والمحكوم، وللمدن شوارع وللشوارع حكايات ولكل شارع حكاية.
وهل يمكن تصور مدينة قديمة كانت أو حديثة دون شوارع؟، رغم ذلك كثيرون يرون اليوم المدينة عبر أحيائها من شوارعها.
من منا لم يمر بشارع ولم يتبادل معه حكاية، ومن لم يكن شارعه جزء من فضائه وعالمه؟، فعلى طرفى الشوارع يزدهر الاقتصاد وتتكاثر المهن والأصناف، وفى الشوارع انفجرت ثورات ومظاهرات وعزفت مهرجانات واحتفالات، وفى الشوارع تنتقل الشائعات والحكايات، فى الشوارع أعلنت هزائم وهللت انتصارات.
حكاية شارعنا اليوم من لبنان، وتحديدا السوق العتيق في بيبلوس، الذى كان بمثابة نقطة التقاء تجار بلاد ما بين النهرين وفارس والأناضول ومصر، ووفق "العربية" بناه العثمانيون فى القرن الـ 19، حيث ينتهى أمام قلعة جبيل عند ساحل البحر المتوسط، وقاموا بترميم مسجدا أيوبيا عرف بمسجد السلطان عبد المجيد، فى العام 1648 وبنى فيه الصليبيون عام 1115 كنيسة ماريوحنا مرقس.