تتميز العمارة الإسلامية بأشكالها المميزة، ورموزها الخاصة، لتدل على التاريخ المعمارى الكبير للمسلمين على مدار التاريخ، وهو ما يتضح بشدة فى شكل وعمارة المساجد فى دول العالم كافة.
المسجد الكبير بالعاصمة الفرنسية باريس، أحد أبرز الجوامع الموجودة فى فرنسا والعالم، إذ يعتبر أكبر مسجد في فرنسا صمّم تكريما للجنود المسلمين الذين دافعوا عن فرنسا خلال الحرب العالمية الأولى، وهو مبني على طراز المدخر الأندلسى، وتم تدشينه يوم 15 يوليو 1926 من طرف الرئيس الفرنسي آنذاك جاستون دومارج والسلطان المغربي يوسف بن الحسن، وأم أول صلاة في المسجد أحمد العلوي (1869-1934)، الجزائري مؤسس الطريقة الدرقاوية المتفرعة عن الطريقة الشاذلية، وكان ذلك في وجود الرئيس الفرنسي، ويرأسه حالياُ دليل بوبكر، الذي هو أيضاً رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية المنشأ في 2002
الساحة الداخلية للمسجد
المدخل الرئيسي
المسجد الكبير بباريس
المسجد الكبير
وساهمت الدولة الفرنسية بالأرض والأيدى العاملة والمهندسين، عرفاناً بدور الجنود المغاربة من دول "الجزائر، والمغرب، وتونس" الذين دافعوا عن فرنسا بالحرب العالمية الثانية، وخصصت فرنسا وقتها 500 ألف فرنك لبناء المسجد، كما خصص ملوك المغاربة ما يقرب من مليون فرنك فى صورة وقف للمساهمة فى بناء المسجد والإنفاق عليه.
وجمع المسجد الكبير بباريس، أصحاب الديانات المختلفة بين أرجائه، فقدم الحماية لـ1600 يهودى لجأوا إليه هربا من بطش هتلر والنازيين بهم، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، واستقبلهم المسلمين وقدموا لهم الحماية والمؤن، كما تتلقى 650 أسرة من المسلمين والمسيحيين الإعانات شهريا من صندوق تبرعات المسجد.
المسجد
مأذنة المسجد
وتبلغ مساحة المسجد الكبير بباريس، 7500 متر مربع، وتم بناؤه على أنقاض مستشفى "الرحمة"، وترتفع مأذنته 33 متر ويسع المسجد ألف مصل، فيما تتسع ساحته ألفى مصل، ليصل إجمالى المصلين الذين يمكن أن يسعهم 3000 مصل.
مسجد باريس
وتبلغ قيمة التبرعات التى يحصل عليها المسجد 200 ألف يورو، أغلبها تأتي من المواطنين الفرنسيين المسيحيين.