خلال حديثه فى القمة الإسلامية فى مكة المكرمة، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن معاناة أبناء جماعة الروهينجا المسلمة الذين يعيشون وضعا مقلقا، ويواجهون سلسلة من أعمال التطرف والعنف، مطالباً المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته لتجنيبهم مخاطر السقوط فى حلقة مفرغة من التطرف والإرهاب، قائلا: "لقد آن لهذه المعاناة أن تنتهى".
وشهدت السنوات الماضية معاناة كبيرة لأبناء جماعة الروهينجا ذات الأغلبية المسلمة، ويبلغ عدد أفرادها 1.1 مليون نسمة ويعيش معظمهم في ولاية أراكان غربي ميانمار، على الحدود مع بنجلاديش، ومع أنهم قد عاشوا في ميانمار لأجيال، إلا أنهم يواجهون مشاكل صعبة للغاية بسبب وضعهم داخل البلاد، حيث تتمثل معاناتهم فى القتل والاغتصاب والتجريد من الجنسية، حيث يتم النظر إليهم على أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش، وترفض العديد من الجهات الاعتراف بهم كمواطنين، مما يجعلهم يعيشون فى ظروف قاسية.
وبدأ القمع والاضطهاد لهذه الأقلية المسلمة منذ القرن السابع عشر الميلاد، من قِبل حكام بورما، حتى وقعت مذبحة كبرى لمسلمى الروهينجا سميت بالمذبحة الكبرى وترتب عليها تدمير مئات القرى للمسلمين وقتل سكانها الذين قيل إنهم بلغوا 100 ألف مسلم، وبلغ عدد اللاجئين الذين سُجلت أسماؤهم فى بنجلاديش حينها 80 ألف شخص، لتستمر المعاناة حتى الآن.
نساء الروهنجا يعيشون فى المخيمات وسط ظروف قاسية
وفى عام 2012، اندلعت توترات تمرد وشغب، وأدت إلى هرب عشرات الآلاف، من جماعة الروهينجا من ديارهم، وإلى لجوئهم إلى مخيمات للنازحين يتفشى فيها البؤس، ولا يستطيع من يعيشون في المخيمات مغادرتها، كما إنهم معزولون عن التجمعات السكانية الأخرى، وظلت أوضاعهم فى هذا السوء حتى تجددت أعمال العنف قبل عامين.
ظروف صعبة ومعاناة لا تنتهى لأبناء الروهينجا
وفى عام 2017 أعلنت الأمم المتحدة أن 124 ألف مواطن من مسلمى الروهينجا فروا من ميانمار إلى بنجلاديش، وذلك بسبب أعمال العنف الكبيرة التى يتعرضون لها وسط إدانة طويلة للمذابح التى تمارسها السلطات ضد هذه الأقلية، وهو ما أثار سخط المجتمعين الدولى والإسلامى، ومنذ هذا التاريخ والكثير من المنظمات الدولية ترصد حالة العنف ضد هذه الأقلية بشكل مستمر، وتؤكد الأمم المتحدة أن اللاجئون على الحدود يصلون إلى المخيمات وهم مصابين وجوعى وبحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية، بما فى ذلك إلى الطعام والمأوى والرعاية الطبية.
الروهينجا أقلية مسلمة تتعرض للاضطهاد
خلال الأسبوع الماضى أكدت منظمة العفو الدولية إن الجيش البورمي ارتكب "جرائم حرب" جديدة وعمليات قتل خارج نطاق القانون وتعذيب في عملياته ضد المتمردين، حيث كانت هذه الولاية أيضا مسرحا لعمليات عسكرية أطلقها الجيش ضد الروهينجا المسلمين في 2017.
أهالى الروهينجا يتعرضون للقتل والاغتصاب وسحب الجنسية
وأجبرت تلك الحملة قرابة 740 ألفاً من الروهينجا على الفرار إلى بنجلادش وسط أعمال عنف قال محققو الأمم المتحدة إنها تجيز محاكمة جنرالات كبار بتهمة "الإبادة"، وقالت منظمة العفو الأربعاء إن لديها "أدلة جديدة" على أن الجيش البورمى حاليا "يرتكب جرائم حرب وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان" ضد اتنية الراخين، مشيرة إلى عمليات قتل خارج نطاق القانون وتوقيفات عشوائية وتعذيب وإخفاء قسرى.