يقرأ القرآن ويحب الموسيقى.. الوجه الآخر لـ الحجاج بن يوسف الثقفى.. مش كله شر

السبت، 01 يونيو 2019 09:00 م
يقرأ القرآن ويحب الموسيقى.. الوجه الآخر لـ الحجاج بن يوسف الثقفى.. مش كله شر الحجاج بن يوسف الثقفى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عرف عن الحجاج بن يوسف الثقفى بالقسوة وسفك الدماء، ويكاد يتفق معظم المؤرخون أن القائد الراحل كان من أشد قادة الجيوش الإسلامية سفكا للدماء، حتى وصفوه بالطاغية، فذكر عنه ضرب الحجيج، وضرب الكعبة بالمنجانيق، وقتل عبدالله بن الزبير فى البيت الحرام.

وأبو محمد الحجاج بن يوسف الثقفى(1 يونيو 661 م - 1 يونيو 714 م)، هو قائد فى العهد الأموى، ولد ونشأ فى الطائف وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك بن مروان فكان فى عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قَلَّدَه عبد الملك أمر عسكره.

ورغم ما ذكر عن قسوة الحجاج، وإسرافه فى الدماء، لكن العجيب فى سيرة الرجل هو التناقض ما بين صفاته، فكما كانت له معاركه الحربية التى سالت فيها دماء المسلمين، كانت له إنجازات وصفات أخرى.
 

حبه للشعر والموسيقى

كان الحجاج يقرب الشعراء ويستمع لشعرهم وكثيرا ما كان ينقد الشعر بملكة الأديب، كما كان يحفظ الكثير من جيد الشعر ويقتبس منه فى خطبه بما يناسب المقام، وإذا كان الحجاج لم يقل من الشعر ما يستحق التدوين لكثرته فأكبر الظن أنه لم يجد من الفراغ ما يؤهله للإكثار منه.
 
ولقد استعاض عن الشعر بالتفنن فى أسلوب الكتابة والخطابة، الكتاب بنوعيها إلى دار الخلافة فى دمشق وإلى ولاته وقواده فى الأمصر، والخطابة بنوعيها السياسية والدينية وبمثل شغفه بالشعر كان الرجل شعوف بالموسيقى إلى حد أن يعزف بنفسه على بعض آلاتها، يعزف لنفسه ثم يعزف كذلك لجلسائه.
 

عنايته بالقرآن

يذكر كتاب "الحجاج بن يوسف الثقفي المفترى عليه"  للدكتور محمود زيادة، أن الحجاج كان فى مقدمة المسلمين الذين عملوا جاهدين على المحافظة على كتاب الله وكان يقرأ القرآن فى كل ليلة، كما فى بعض الروايات أنه كان يقرأ ربع القرآن كل ليلة، ويروى ابن الجوزى أن الحجاج كان يقرأ القرآن كله فى ركعة واحدة فى جوف الكعبة، وفى شهر رمضان كان يقرؤه ما بين المغرب والعشاء.
 
وبلغ حرصه على أن يظل القرآن محفوظ بمنجاة عن أن يتطرق إلى رسمه تحريف أو أن يلابس تلاوته لحن، أن أمر بمراجعة القرآن ونقط كلماته وشكله وتجزئته ثم كتابة عدة مصاحف منه وبعثها إلى الأمصار حتى لا تختلف الناس، وكان ذلك سبب أن المصحف الذى كتبه الخليفة عثمان بن عفان فى سنة ثلاثين من الهجرة كان غير مشكول ولا منقوط، وذلك بعدما ظهر اللحن على الألسنة خيف على القرآن لما دخل الإسلام بلاد غير العرب من الفرس وغيرعم، فطلب زياد ابن أبيه إلى أبى الأسود الدؤلى أن يضع للناس علامات تضبط قراءتهم فشكل أواخر الكلمات وجعل الفتحة نقطة فوق الحرف والكسرة نقطة تحته والضمة نقطة إلى جانبه وجعل علامة الحرف المنون نقطتين.
 
وقد جمع الحجاج القراء وحفظة القرآن والكتاب، وطلب منهم أن يحسبوا عدد حروف القرآن وأن يحددوا نصفه وثلثه وربعه وسبعه، فقاموا بهذا العمل فى أربعة أشهر، وأما الأعشار فيروى أنها من عمله وقيل إنها من عمل المأمون.
 
كما كذب الكتاب رواية أبى داود السجستانى حول قيام الحجاج بتغير أحد عشر حرفا فى مصحف عثمان، مشيرا إلى إنها استنتاجات غير صحيحة من الناحية العلمية.
 

سك الحجاج للعملة

كانت العملة الفارسية واليونانية متداولة فى بلاد العرب فى الجاهلية، ولما ظهر الإسلام ظل العرب يتعاملون بها حتى كانت السنة الثامنة عشر من الهجرة، وقد كثرت الفتوحات فى عهد الخليفة الثانى عمر بن الخطاب، فحاول ضرب النقود فضرب دراهم على نفس الكسروية.
 
حتى جاء عبد الملك بن مرون، ورغب فى إيجاد عملة خالية من كل نقش أجنبى ففرض على الناس التعامل بها، وضرب عبد الملك الدنانير فى دمشق عام 74 هجريا، وكتب إلى الحجاج أن اضربها قبلك فضرب دراهم من الفضة سنة 75، لكن العملة لم تنتشر إلا عام 76 هجريا.
 
وقد وكل الحجاج ضرب عملته ليهودى يدعى سميرا، وقد كتب عليها "بسم الله"، "الحجاج" ثم نقش عليها "قل هو الله أحد".
 

تعريب الدواوين

كان الحجاج أول من عمل على ترجمة دواوين السواد وسائر بلاد العراق، وذلك أنه كان بالكوفة والبصرة ديوانان: أحدهما بالعربية لإحصاء الناس وأعطياتهم، وهذا الذى كان قد وضعه الخليفة الثانى عمر بن عبد العزيز والآخر بالفارسية واستمر إلى عصر عبد الملك بن مروان، ولما كان لنقل الدواوين إلى العربية ساعد ذلك على تقلص نفوذ أهل الذمة وغير العرب من المسلمين بعد أن انتقلت مناصب هولاء إلى العرب كما ساعد على ظهور طبقة من الكتاب العرب ونقل كثير من الاصطلاحات الفارسية، كما أنه من اهم الأسس التى أقيم عليها بناء القومية العربية فى المماليك الإسلامية.
 

بناء المدن

كان الحجاج مهتما بالعمران، وتوفير الرفاهية، وتقديم الحال فى عهده، فإنه لم يكد ينتهى من حرب ابن الأشعث سنة 83 هجريا، حتى بدأ فى بناء مدينة واسط، وتتكون واسط من بلدين يقعان على ضفتى نهر دجلة، البلد القديمة التى كانت مقام الدهاقين على الشفة الشرقية وهى كسكر، فبنى الحجاج مدينة على الصفة الغربية وربط بين البلدين بقنطرة من المراكب.
 

عنايته بالأسطول

قدم الحجاج إلى الأسطول الإسلامى خدمات كثيرة، فهو أول مجر لنوع من السفن وهى السفن المقيرة والمسمرة والمدهونة والمسطحة غير ذوات الجآجئ.
 
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة