كل فترة يثير البعض مخاوف من خطورة محطات المحمول على صحة المواطنين، ويطالبون بإتباع المعايير والاشتراطات العالمية فى تركيبها، ولكن هل فعلا أبراج المحمول تؤثر سلباً على صحة الإنسان، ومن المسئول عن مراقبة هذه الأبراج للتأكد من تأثيرها، وما هى الاشتراطات المصرية لتركيب تلك الأبراج، وفى التقرير التالى نجيب عن تلك الأسئلة.
تأثير الأبراج
لم يثبت علمياً وجود تأثير لإشعاعات الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من محطات التليفون المحمول فى التسبب بأمراض السرطان أو غيرها، ولم تصدر أى منظمة أو مركز أبحاث علمى معتمد فى العالم ما يؤكد ذلك.
وتضمن ذلك منظمة الصحة العالمية، والتى تراقب تأثيرات إشعاعات الموجات الكهرومغناطيسية على مستوى العالم، ولا تستطيع أى دولة أن تخفى ذلك شأنها شأن الأمراض الوبائية مثل أنفلونزا الطيور والخنازير وغيرها.
أما عن تأثيرها مستقبلاً، فأن معرفة ذلك بتطلب تكنولوجيا عالمية، لم يتم استحداثها فى مصر وتستخدمها الدول المتقدمة قبلنا بسنوات طويلة وعلى نطاق أوسع، ولم يثبت ظهور أى أثر سلبى على مواطنيها.
الرقابة الداخلية
يختص جهاز تنظيم الاتصالات، وفقاً للمادة السادسة بقانون الاتصالات، بوضع القواعد الفنية المتعلقة بالسلامة الصحية والبيئية الواجبة الإتباع عند تركيب وتشغيل واستخدام شبكات الاتصالات ومتابعة تنفيذها وتشغيلها، وذلك طبقاً للمعايير التى يتم وضعها بالاتفاق مع الوزارات والجهات المعنية بالدولة، وتصدر بهذه المعايير قرارات من الوزراء المعنيين ورؤساء الجهات المشار إليها.
وبالفعل شكل الجهاز بالتعاون مع وزارات الصحة والسكان والبيئة، لجنة متخصصة لدراسة تأثير تعرض الإنسان للموجات الكهرومغناطيسية من محطات وأبراج التليفون المحمول ووضع الضوابط اللازمة لتركيب هذه الشبكات داخل الكتلة السكانية، وانتهت اللجنة بأن المنظمات الدولية المتخصصة قامت بوضع حدود مسموح بها لقيمة كثافة القدرة الصادرة من الأشعة الكهرومغناطيسية التى يمكن للعنصر البشرى التعرض الآمن لها تتراوح بين 0.40 إلى 0.57 مللى وات/سم2 على بعد مسافة تتراوح بين 3.47 إلى 4.46 متر، واعتمدت اللجنة قيمة كثافة القدرة (0.4 مللى وات/سم2 على بعد 6 متر لزيادة الأمان.
ولا يتم تشغيل أى محطة محمول، إلا بعد قيام جهاز تنظيم الاتصالات بواسطة مهندسين متخصصين على أعلى مستوى علمى بمعاينة هذه المحطات، والقيام بالقياسات الفنية اللازمة لتحديد مطابقة المحطات للبروتوكولات الموضوعة وإعطاء شهادات معتمدة بالمطابقة.
اشتراطات التركيب
يشترط جهاز تنظيم الاتصالات، على شركات المحمول، بناء الأبراج بارتفاع الهوائيات من سطح الأرض بين 15-50 متر، وأن يتم تركيب هوائى واحد على الصارى و3 هوائيات فى مستوى واحد على البرج على أن يكون بين كل مستوى والآخر 4 أمتار، وألا تقل المسافة بين أى برجين لمحطات تقوية المحمول على سطح المبنى عن 12 متراً، ولا يسمح بتركيب هوائيات على الأسطح بدون سقف خرسانى مسلح، الحد الأقصى لكثافة المغناطيسية 0.4 مللى وات/سم2 على مسافة 6 أمتار، ولا يسمح بتركيب الهوائيات على أسطح المستشفيات حتى لا يحدث تداخل موجى محتمل مع الأجهزة الطبية، المسافة بين الهوائى وسور المدارس لا تقل عن 20 متر.
ويؤكد جهاز الاتصالات، أن الكود المصرى أكثر تشدداً من البروتوكولات الدولية، بهدف اتحاذ الإحتياطات اللازمة لحماية صحة المواطن المصرى بدليل أن القياسات الميدانية للمحطات منذ بدء إنشاء شبكات المحمول فى عام 1996 وحتى الآن، وجد أن متوسط قيمة كثافة القدرة الكهرومغناطيسية حوالى 0.0003 مللى وات/ سم2 أى أقل حوالى ألف مرى من الحد المسموح به عالمياً.
التليفزيون والمكواة والمكنسة تصدر إشعاع أكبر من محطات الموبايل
كما يؤكد جهاز الاتصالات، أن أجهزة التليفزيون ومكواة الملابس والمكنسة الكهربية وجهاز الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة المنزلية يصدر عنها إشعاع بنسبة أكبر من التى تصدر من محطات التليفون المحمول، كما أن محطات التليفون المحمول مقامة داخل المدن السكنية بكافة عواصم العالم فوق أسطح المنازل وبالميادين وفوق الفنادق والنوادى والمستشفيات والاستادات الرياضية ومحطات الأتوبيس والقطاعات والمطارات وغيرها.
ويوضح الجهاز، فى تقرير له، أن الإشعاع الصادر من محطات التليفون المحمول أقل من الإشعاع الصادر من جهاز المحمول الذى تضعه مباشرة على أذنك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة